تستمر أزمة “اتحاد كتاب المغرب” في التفاقم بعد إعلان قيادته المتبقية عقد مؤتمر استثنائي بمدينة العيون وفشل عدد من مبادرات المصالحة الطامحة لصيانة ألقه التاريخي، قبل وبعد “مؤتمر طنجة” الذي ترتبط باسمه اليوم صفة “الفشل” بعدما عرف من ترجمة للتصدعات الكبيرة داخل هذه الهيئة التي ضمت لمدة تزيد عن ستين سنة أبرز الأدباء والمفكرين بالبلاد، وكانت في صف المعارضة زمن “سنوات الرصاص”.
وفي وقت أعلن فيه رئيس اتحاد كتاب المغرب، عبد الرحيم العلام، عقد المؤتمر تحت عنوان “جبهة ثقافية لنصرة قضية الصحراء المغربية”، توالت آراء رافضة ترى أن الخطوة لن تحل إشكالات الاتحاد ولن تنبثق عنها قيادة يمكنها الخروج من الأزمة، في حين رفض أعضاء في القيادة الحالية ما أسموه “غيابا للديمقراطية” وعدم استشارتهم في هذه المحطة.
ومن بين المحطات المفاجئة في تطورات اتحاد كتاب المغرب، إصدار جريدة “الاتحاد الاشتراكي”، لسان الحزب الذي ينتمي إليه رئيس الاتحاد، مقالا فيه انتقادات لهذا التوجه.
“خارج الشرعية الديمقراطية”
محمد بوخزار، عضو في لجنة التحكيم لاتحاد كتاب المغرب، قال إن الاتحاد “في وضعية غير قانونية، خارج الشرعية الديمقراطية والأخلاقية والثقافية التي تعودنا عليها”.
وأضاف بوخزار في تصريح لهسبريس: “أذكر أني حضرت المؤتمر الثاني للاتحاد الذي وقعت فيه انتفاضة ضد العميد الراحل محمد عزيز الحبابي، وأشهد أن الرجل كان ديمقراطيا، وتعامل مع المحتجين بكيفية لبقة، لكنه بقي يدافع عن رأيه ونجح في المكتب التنفيذي الذي ترأسه آنذاك عبد الكريم غلاب وكان نائب الرئيس محمد برادة”.
وتابع: “كان في اتحاد الكُتّاب دائما نوع من الحراك الثقافي، وكانت مؤتمرات صعبة، شاركتُ فيها وكنتُ في مطبخها، لكن في النهاية كانت تحسم بكيفية ديمقراطية؛ فيصوت الناس في الصناديق وتعلن النتيجة أمام الجميع. أما كلام تدخل الأحزاب ففيه كثير من المبالغة، فقد كان الاتحاد في وقت من الأوقات بمثابة ذراع ثقافي للأحزاب السياسية التي كانت في المعارضة، والسلطة كانت تعرف هذا، وتتعامل معه، وسارت الأمور”.
لكن، يستدرك بوخزار، “في السنوات الأخيرة، منذ ولاية السيد العلام، وقعت مشاكل كبيرة أمعن في الإبقاء عليها، لست أدري حساباته، فقد ابتعدتُ عن الرجل بعدما كنت قريبا منه، لأن الطريق التي وجدته يسير فيه ليست الطريق التي أعرفها في اتحاد الكتاب”.
وقال: “نحن حاليا في وضعية غير مسبوقة في تاريخ اتحاد الكُتّاب نهائيا، ووضعنا مجمد في اتحاد كُتّاب العرب. ولا يوجد نشاط ولا أي شيء، والمادة التي صدرت في (جريدة) الاتحاد الاشتراكي تكشف أن الرئيس بقي وحده أو معه نفران، فلماذا هذا الإمعان؟”.
وأردف: “أعتقد أن جميع أعضاء اتحاد الكُتّاب لا يريدون أن يحاسبوا أحدا حسابا عسيرا، ويمكن أن يقول الإنسان عفا الله عما سلف، لكن يجب أن نعود إلى الأصول التي دأب الاتحاد عليها، والتي هناك خروج عليها، وانفراد بالقرار، وتخريب لأجهزة الاتحاد، وتراجعات خطيرة مثل تعميم استقالة الرئيس ثم التراجع عنها، ونائب رئيس الاتحاد إدريس الملياني أقسم بالطلاق الثلاث أنه لن يعود إلى اتحاد الكُتّاب وها هو الآن فيه”.
وحول “مؤتمر العيون” قال بوخزار: “هناك بيان للاتحاد… بل هناك بيان للسيد الرئيس العلام حوله، فعندما تسأل آخرين ليس لهم علم به. إضافة إلى ذلك، في البلاغ خطآن جسيمان، أولهما تسميته المؤتمر الاستثنائي التاسع عشر، وكأن المؤتمرات السابقة جميعُها استثنائية. وثانيهما الحديث عن (جبهة ثقافية) لنصرة قضية الصحراء! فأي جبهة؟ وأي ثقافة؟ وكأن وضعية العيون هي وضعية القدس أو رام الله، ومسألة العيون والصحراء محسومة والمغرب في صحرائه والصحراء في مغربها”.
ثم استرسل معلقا: “لا يجوز أخلاقيا أن نذهب إلى مؤتمر في العيون والاتحاد على ما هو عليه في هذه الوضعية البئيسة، وجميع أعضاء المكتب قد ابتعدوا عن الاتحاد، فمن سيستقيل؟ ولمن سيستقيل؟ عيب وإساءة للعيون أن نذهب إلى المدينة ونحن منقسمون، بل يجب أن نذهب في مؤتمر يكون نقلة نوعية في الاتحاد، بعد العودة إلى الأصول الديمقراطية والتحاور والتخلي عن العناد وردود الأفعال، فاتحاد الكُتّاب ليس شركة بل منظمة عندها قيمة رمزية لا غير، ومن يريد أن يصل إلى شيء عبرها فهو واهم ولن يجني إلا أن يُفضَح”.
“لا وجود لاتحاد الكُتّاب حاليا”
سعيد كوبريت، الكاتب العام لاتحاد كتاب المغرب، قال من جهته إنه لم يتم إشراكه في الإعداد لمؤتمر العيون، وأضاف: “رغم مشاركتي في المؤتمر الفاشل في طنجة، لم يتم في هذه المحطة لا إشراكي ولا استفساري. أتحمل كامل المسؤولية على الفترة التي كنتُ فيها أحمل صفة كاتب عام، والتقرير الأدبي للمؤتمِرِين بطنجة كفيل بالإجابة عما تم إنجازه وتحقيقه كما ونوعا”.
وزاد معلقا: “لا يعقل أن يتم إعداد مؤتمر العيون دون إشراك المسؤولين ممن تبقى من المكتب التنفيذي (…) وإذا كان المؤتمر يثير كل هذه الزوابع قبل انتظامه، فكيف نتحدث عن المصالحة دون توافقات، ودون الابتعاد عن الأنانيات، وتجاوز الرأي الواحد واعتماد المصلحة الكبرى لهذه المؤسسة التاريخية الشرعية؟”.
وأضاف: “مع الأسف، حلت على هذه المنظمة عواصف كثيرة، وظلت صامدة، ولكنها في منعطف سيؤول بها إلى ما كنا نخشاه قبل عقود، فلم يعد الإشكال اليوم موضوع أشخاص، بل موضوع مجتمع برمته”.
ويرى كوبريت أن “اتحاد كتاب المغرب” بوصفه منظمة “لم يعد له وجود”، وقال: “مؤتمر العيون تم الإعداد له خلسة وخفية ودون إشراك أعضاء المكتب التنفيذي، والمآلات تبعث على كثير من القلق، والارتباك، والخشية حول مستقبل المنظمة برمتها”.
ثم اختتم تصريحه قائلا إن “الحضور من عدمه لم يتبين لي ككاتب عام، ولم يتبين لمجموعة من الزملاء في المكتب التنفيذي واللجنة التحضيرية الذين لم يُستشاروا ولم يخبَروا بأقل التفاصيل، لكن أتمنى ألا يكون مآل هذا المؤتمر مثل مآل مؤتمر طنجة”.
“التوافق ضرورة لتجنب الانقسام”
الكاتب والناشر عبد الصمد بلكبير الذي رافقت مواقفه الجدل الذي عرفه “اتحاد كتاب المغرب”، وصف تنظيم مؤتمر الاتحاد في مدينة العيون بـ”التهريب”، والقرارِ الذي “فيه عملية إحراج للأسف الشديد”.
وقال بلكبير في تصريح لهسبريس: “كان الموقف السابق هو أن يصدر الرؤساء السابقون للاتحاد موقفا موحدا، أي اليبوري والأشعري وحسن النجمي بالخصوص، وعبد الحميد عقار لم يرد، أما عبد الرفيع الجواهري فهو سبب المشكل في الأصل. كانت الفكرة أن يكون نداء للجميع، وخاصة للمسؤولين عن المبادرة غير التوافقية، وتأخذه الدولة بعين الاعتبار نظرا لأهمية الرموز التي وجهت النداء. بعد ذلك كان رأي آخر يقول يبدو أن الدولة استأثرت بكل شيء، وبقيت لها نقابة التعليم العالي واتحاد الكُتّاب، وبالتالي يحتاجون الاتحاد في هدف ما، ورجحتُ قضية التطبيع، لأنه لا يبدو أي منطق آخر نهائيا”.
وتابع: “لا يمكن أن نذهب للعيون من أجل الخصام، كما حدث في طنجة، ويستحيل أن نسقط في هذا الخطأ؛ فنحن نُعِزُّ اتحاد الكُتّاب لكن العيون عيْنِيَّا، ولن نذهب إليها حتى نكون متفقين، وإذا لم نتفق سنترك لهم جثة ليدفنوها، وإذا أرادهُ المخزن جثة فأعانه الله، وسنفكر في بديل لأن الاتحاد بكُتّابه لا باسمه”.
في هذه اللحظة، قال بلكبير: “صدر مقال (جريدة) الاتحاد الاشتراكي وظهر أن الحزب غير منسجم في الموضوع، وهذه مسألة مهمة، وظهر في اتصالِ آخرين مع مدير نشر الجريدة، الذي هو عضو المكتب السياسي، أنه غير راض عن هذا الوضع، وظهر أن عبد الرحيم العلام ومن معه لا يريدون الظهور”.
وعلق بلكبير على هذا المعطى بالقول: “هناك غموض إلى أقصى الحدود، وإذا كان هذا الغموض والتسترات والتدليس بالنسبة لنا، فيمكن أن يكون نفس الشيء على مستوى الدوائر العليا؛ لذلك غيرنا التكتيك ونوجه الخطاب إلى أعلى المستويات ونقول المخزن كناية عن الديوان الملكي، وأيضا إلى رئيس مجلس المستشارين ورئيس الاتحاد العام للشغالين ميارة والمكلفين بالتمويل لإحراجهم، وهدفنا الأساسي إيقاف هذا المسار الذي سيقضي على ما بقي من قيمة رمزية لاتحاد كتاب المغرب بين جمعيات المجتمع المدني المحترمة”.
وشدد المصرح على أن “الأهم هو الحفاظ على الاتحاد (…) وإذا اتفقنا يمكن أن نذهب إلى العيون، ونرى من بقي في المكتب، واللجنة التحضيرية التي اتفقنا عليها في طنجة، ونسعى لتكون لجنة تحضيرية موسعة نتفق فيها على مسألة الهيكلة”.
وذكر بلكبير أنه يقترح هذا “المخرج” حتى “لا نقسم الهيئة المدنية الوحيدة التي بقيت وطنيا (…) فعلى الأقل نريد الضمير الثقافي موحدا. وما الذي يمنع الكتاب من أن يكونوا متحدين تجمعهم الكتابة باختلاف خطوطهم السياسية؟ فقد كان في الاتحاد اليمين والوسط واليسار وكانت صراعاتٌ، ولو أن العمود الفقري كان أحزاب الكتلة، لكننا عشنا وتعايشنا بميثاق وقانون ونشاط موحد. لنترك مثالا قابلا للتعميم، لا أن يضيع حتى هذا المثال ونصل درجة كبيرة من اليأس يريدها البعض ربما”.
“المؤتمر ليس حلا”
بالنسبة للشاعر والناقد صلاح بوسريف، فـ”حتى ولو افترضنا حالة طارئة يكون فيها مكتب لإعادة الاتحاد للحياة، فإن المؤتمر ليس حلا، بل الحل إعادة هيكلة اتحاد كتاب المغرب، وتنظيم يوم دراسي نعيد فيه النظر في الحاجة إلى اتحاد الكُتّاب في ظل التحولات والتطورات وظهور عدد من الجمعيات والمؤسسات والنقابات الثقافية، وإذا كنا في حاجة إليه، فوفق أي تصور؟ وأي رؤية؟ وبأي طريقة تمنح عضويته؟”.
وزاد: “أما أن يعقد مؤتمر بالطريقة التقليدية، ويكون مكتب، ثم تبدأ الأنشطة الثقافية… فليس معقولا لأنه لا يعقل أن يكون اتحادٌ للكُتّاب بأنشطة مثل أي جمعية في دارٍ للشباب، بل يفترض أن يكون مؤسسة لها سياستها الثقافية، تؤطّر برنامجها، ويكون لها ثقل في الغرفتين البرلمانيتين، ولجان المقررات الدراسية، وفي المجلس الأعلى للتعليم، وفي وزارة الشباب، وفي جميع هيئات الإعلام والثقافة. الاتحاد اليوم يبدو جمعية ثقافية تشتغل بإرث تاريخي فقط”.
وعودة إلى “المؤتمر”، يرى بوسريف أن “نقطة الخلل الجوهرية هي أنه منذ تأسيس الاتحاد كان يمكن لأي عضو أن يأتي قبل بداية المؤتمر إلى قاعة تنظيمه ويؤدي الواجب السنوي ويأخذ بطاقة المؤتَمِر ويدخل إلى القاعة. لكن، حاليا نجد أن السيد العلام قد أغلق منذ شهر التسجيل رقميا في موقعٍ، وهل من الناحية القانونية يحق لهذه (اللجنة التحضيرية) المفترضة أن تتصرف بهذه الطريقة التي يعود للمؤتمر حق البت فيها لا لجنةٌ تحضيرية. لا نعرف حاليا من سُجل؟ وهل سيستدعِي من يعارضونه وتسجلوا فرضا؟”.
وحول اختيار مدينة تنظيم المؤتمر، ذكر المتحدث أن “المؤتمر الاستثنائي فيه نقطة واحدة فقط، يمكن أن تفصل في يوم واحد، هي انتخاب اللجنة الإدارية والمكتب المسير، دون تقرير مالي وأدبي، فلماذا سيبقى هؤلاء الناس بالمال العام في العيون لمدة ثلاثة أيام؟ ولماذا تهريب المؤتمر إلى العيون؟ الصحراء مغربية شاء من شاء وأبى من أبى، والمفترض أن يعقد المؤتمر في الرباط بالمكتبة الوطنية ليحضره جميع الناس من جميع أنحاء المغرب مع الإقامة لليلة واحدة”.
وواصل بوسريف: “ما اقترحته وأقترحه هو أن يجري في الرباط اختيار مكتب، تكون له سنتان فقط ليعيد الاتحاد للحياة، وخلالهما تكون المشاورات حول طبيعة الاتحاد الذي نريد، والأرضية، والفروع، لتقدم في المؤتمر القادم ورقة ثقافية فيها سياسة ثقافية قوية تناقش، ويمكن أن تكون إطارا مرجعيا يقدم مع رئاسة الحكومة والوزارات والمؤسسات الإعلامية لتكون مؤسسة قوية، لا مؤسسة مفتتة تقتصر على تنظيم أنشطة وسفريات بمنطق: هذا معنا وهذا ليس معنا”.
وشدد بوسريف على أن “شرعية المؤتمر ليست بعقده فقط، في ظل المقاطعة الواسعة، بل شرعيته بحضور الرموز التاريخية لاتحاد كتاب المغرب، وبحضور الأسماء الثقافية الأساسية من الكُتاب الذين يكتبون ويحضرون في الفضاء الثقافي داخل المغرب وخارجه، لا بعضويات منحت بشكل اعتباطي لشبان يحتاجون وقتا ليتمرنوا في الكتابة”، مع تذكيره بموقفه: “الاتحاد كأنه ميت نريد أن نعيده للحياة وهو لا يتنفس بشكل طبيعي، لذا المؤتمر ليس هو الحل، بل التداول حول الأفق المستقبلي للاتحاد في يوم دراسي”.
“ترسيخٌ للحضور الوطني المؤثر”
عبد الرحيم العلام، رئيس اتحاد كتاب المغرب، قال إن القوانين المنظمة للاتحاد “تنص على إمكانية الدعوة إلى عقد مؤتمر استثنائي (…) لهذا، يأتي تنظيم مؤتمرنا الوطني الاستثنائي المقبل تنفيذا لقرار المؤتمر الوطني العام الذي انعقد بمدينة طنجة في شهر يونيو 2018، والذي تم إجهاضه ضدا على كل الأعراف والمبادئ الديمقراطية التي تأسس عليها الاتحاد، والمعمول بها دوليا”.
وأضاف العلام، في تصريح لهسبريس، أنه “تنفيذا لقرار مؤتمر الاتحاد بطنجة، تولت اللجنة التحضيرية، المكونة من المكتب التنفيذي واللجنة المنتدبة من مؤتمر طنجة، التي أقرها مؤتمر طنجة، وتم توثيق أسمائها من لدن مفوض قضائي محلف تابع أشغال المؤتمر، الإشراف على تنظيم المؤتمر الوطني الاستثنائي للاتحاد، فعقدت اجتماعاتها بالرباط، أخذا بعين الاعتبار فترة الوضع الوبائي الذي مرت به بلادنا والعالم من حولنا”.
وواصل: “عملت اللجنة التحضيرية في اجتماعها الأخير بتاريخ 19 مارس 2022، بأحد فنادق الرباط، بمشاركة مجموعة من أعضائها من الطرفين معا، على مناقشة مختلف الأوراق التي ستعرض على أنظار المؤتمر الاستثنائي المقبل وعلى تحيينها (مشروع التصور الثقافي – مشروع حاشية: نحو سياسة ثقافية متقدمة – مشروع البيان العام)، وذلك تبعا لما عرفته الساحتان الثقافية والسياسية، في المغرب وخارجه، من مستجدات ومتغيرات وتطورات، ثم صادقت اللجنة التحضيرية، خلال الاجتماع نفسه، على مشاريع الأوراق المعروضة عليها، واعتمدتها مشاريع ستعرض على أنظار المؤتمر الاستثنائي المقبل”.
وتابع: “أقرت اللجنة التحضيرية، في الاجتماع نفسه، عقد المؤتمر الوطني الاستثنائي المقبل لاتحاد كتاب المغرب بالعيون، وإذا تعذر تنظيمه بهذه المدينة، لأي اعتبار، فسيتم عقده بمدينة الرباط، بوصفها خيارا ثانيا مطروحا”.
وحول المنتظر من “مؤتمر العيون”، قال العلام إن هذا “سؤال جوهري اشتغلت عليه اللجنة التحضيرية الكبرى للمؤتمر العام التاسع عشر المنعقد بطنجة، التي ضمت في عضويتها حوالي خمسين عضوا، عملوا جميعا، على مدى خمسة اجتماعات عقدت بكل من الرباط وأزيلال، على وضع خارطة طريق جديدة لوضعية الاتحاد ولطبيعة عمله المستقبلي، وتحديدا على مستوى اشتغالها على تعديل القانون الأساسي للاتحاد، بما يتناسب ومشروع تحويل الاتحاد إلى مؤسسة، إثر المكتسبات الجديدة التي حققها المكتب التنفيذي في ولايته الأخيرة، وعلى رأسها توفر الاتحاد، أخيرا، على مقر جديد وملائم، بتعليمات ملكية سامية”.
وتحدث العلام عن “اتساع مجال الكتابة وعدد الكتَّاب والمبدعين في بلادنا”، الذي “ساهم ويساهم في تقوية الثقة في اتحاد كتاب المغرب، وهو ما نلمسه عبر تزايد طلبات الراغبين في الانضمام إليه، الأمر الذي يساهم في تجديد الثقة في منظمتنا، ويمنحها المقومات والأسس الضامنة لاستمرارها كفضاء للحرية والإبداع.”
ويرى عبد الرحيم العلام أن “كل هذه الأشكال من التفاعل الإيجابي، وغيرها، تُمَكِّن الاتحاد من مواصلة ترسيخ حضوره الوطني الفاعل والمؤثر، بما يلزم من تقدير واحترام واعتبار، رغم كل الإكراهات والمواقف الطارئة من حين لآخر”.
ثم أجمل قائلا إن هذا “واقع طبيعي ومطلوب وصحي، تعودت عليه منظمتنا في محطاتها التاريخية، منذ نشأتها إلى اليوم، لكنها كانت دائما تقويها وتنعش حيويتها وتجدد دماءها، ما يجعل اتحادنا اليوم، كما كان بالأمس، وبدون مبالغة، في طليعة الاتحادات والجمعيات والمنظمات الثقافية العربية المشهود لها بحضورها الوازن والمؤثر، داخليا وخارجيا.”
المصدر: وكالات