يعتزم الائتلاف المدني من أجل الجبل تشكيل لجان تقص وتفتيش للبحث في الملفات المتعلقة بتدبير موارد المياه ببعض الجماعات ذات الطابع القروي، بالنظر إلى توالي شكايات الساكنة بخصوص أزمة المياه الصالحة للشرب.
وأوضح الائتلاف ذاته أنه يجب تفعيل مراقبة استعمال المياه والموارد الأخرى، وعقلنة الاستفادة منها بشكل متساو وعادل، منتقدا انقطاع المياه الصالحة للشرب بالعديد من المداشر والقرى خلال فصل الصيف.
وأشار المصدر عينه إلى تكرار نداءات الإغاثة والتدخل للإنقاذ من العطش في الكثير من المناطق الجبلية، مؤكدا أنه يتم تنظيم العديد من “مسيرات العطش” للمطالبة بتوفير الحدود الدنيا من الماء الشروب.
وذكر الائتلاف أن ساكنة اتسيوانت ببولمان، وجماعة عين اللوح بإفران، وسبت أيت رحو بخنيفرة، وجماعة البيبان بتاونات، وغيرها، تعيش “أزمة إنسانية لم يسبق لها مثيل، انضافت إلى وضعية الهشاشة والخصاص”.
كما أكد الائتلاف المدني من أجل الجبل أن الساكنة تعيش تحت “وطأة العطش في ظل ندرة الماء الشروب واستحالة الولوج إلى نقط جلب المياه، ناهيك عن ضغط توفير المياه لماشيتها وزراعتها المعيشية”.
ولفتت الهيئة ذاتها انتباه كافة المؤسسات إلى “الوضعية الكارثية التي يعيشها سكان هذه المناطق الجبلية، حيث تهدد سبل استقرارهم وتعجل بهجرتهم ونزوحهم الجماعي إلى مناطق أخرى”، داعية الحكومة والسلطات المعنية إلى البحث عن حلول آنية لهذه المعضلات.
كما دعت الجهة ذاتها كل المواطنين والمواطنات إلى الانخراط في حملة جمع التوقيعات قصد تقديم ملتمس تشريعي لمجلس النواب من أجل سن “قانون الجبل”، وكذا عريضة موجهة إلى الحكومة لبلورة خطة حكومية موجهة للمناطق الجبلية.
محمد الديش، رئيس الائتلاف المدني من أجل الجبل، اعتبر أن “المناطق الجبلية تعاني من استنزاف متواصل على مستوى الموارد المائية، الأمر الذي تسبب في انقطاع الماء الشروب عن عدة قرى في فصل الصيف”.
وأورد الديش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الاستغلاليات الكبيرة تقوم باستغلال الموارد المائية الباطنية، الأمر الذي فاقم الإجهاد المائي بالمناطق الجبلية، ما يتطلب ضرورة تدخل مؤسسات الدولة لفتح تحقيق حول الموضوع”.
وأشار المتحدث ذاته إلى “خطورة استنزاف الغطاء النباتي بالمناطق الجبلية، وهو ما أثر سلباً على مخزون المياه”، مبرزاً أن “تحلية مياه البحر عملية ناجعة بالمناطق الساحلية، لكن يجب عدم إغفال المناطق الجبلية التي تفتقر إلى مخطط إستراتيجي لتدبير المياه”.
لذلك، طالب الفاعل المدني ذاته بـ”إحداث سدود تلية متنوعة بالمناطق الجبلية، مع تشييد منشآت وأحواض مائية متوسطة بها، ما سيسهم في تخزين التساقطات المطرية والثلجية الموسمية، الأمر الذي سيعود بالنفع على الساكنة”.
المصدر: وكالات