نجحت جمعية مغربية في إنقاذ نسر من نوع “الروبل” النادر، عبر تسليمه لمركز لإعادة تأهيل الطيور الجارحة، بعدما عانى من حالة إنهاك في منطقة قرب مدينة فاس.
ويخضع هذا الطائر النادر لبرنامج مراقبة وطني من قبل الوكالة الوطنية للمياه والغابات، بحكم تراجع أعداده بشكل حاد على المستوى العالمي، بفعل عوامل متعددة، أبرزها التسمم العرضي.
وتعود قصة هذا الطائر الذي عثر عليه في المغرب إلى سفره انطلاقا من شمال المملكة، وتحديدا من طنجة، قبل سقوطه في مدينة فاس، حيث تلقى عناية من مواطنين، قبل أن يتم تسليمه للجمعية المغربية لحماية الطيور الجارحة والحياة الفطرية، التي قامت بدورها بعلاجه ونقلته إلى مركز رعاية الكواسر ببئر الأحمر.
وكانت جمعية “NATURE SOLUTIONS” حلقة رئيسية في الربط بين الجمعية سالفة الذكر والمواطنين الذين عثروا على هذا الطائر المهدد بالانقراض.
قصة الإنقاذ
قال عماد الشرقاوي، رئيس الجمعية والأستاذ الباحث بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، إن هذا الطائر يدخل في إطار “برنامج إعادة تأهيل النسور والجوارح بصفة عامة على مستوى التراب الوطني”.
وأضاف الشرقاوي، ضمن تصريح لهسبريس، أن هذا النسر تم تحجيله من طرف الجمعية المغربية لحماية الطيور الجارحة والحياة الفطرية، وهي عملية تهم الطيور التي تكون مسافرة ومهاجرة ثم تكون في وضعية إصابة (مجروحة أو منهكة…)، عبر وضع جهاز تتبع عليها، لمعرفة مساراتها.
وبين المتحدث ذاته أن “نسر الروبل الذي تم إنقاذه بالمغرب مر بمنطقة قرب فاس، وسقط في يد مواطنين اعتنوا به جيدا، قبل أن يربطوا الاتصال بجمعيتنا، التي ربطتهم بجمعية حماية الطيور الجارحة والحياة الفطرية التي تحرص على تعقب هاته الطيور ونقلها لأحد مراكز التأهيل قرب مدينة الرباط، وذلك بتنسيق تام مع الوكالة الوطنية للمياه والغابات”.
سم وعوامل أخرى
واعتبر الشرقاوي أن “جل الطيور الجارحة والحيوانات المفترسة توجد على قمة الهرم الغذائي، وبالتالي تعاني كثيرا من الاضطهاد، بحكم تعرضها للقتل من قبل الناس بسبب الخوف منها، وأيضا للتسمم العرضي بفعل السم الذي يضعه المزارعون لمحاربة الكلاب والذئاب؛ فبعد تناول الأخيرة هذا السم وموتها يأتي نسر الروبل ليتغذى على الجيفة المسمومة فيموت”.
ومن أسباب تزايد تهديد انقراض نسر الروبل، وفق المتحدث سالف الذكر، “استخدام بعض الأشخاص في دول عديدة وليس المغرب إحدى المواد البيطرية التي تجهز على جهازه العصبي، وأيضا صيده واستخدامه في الشعوذة ببعض البلدان الإفريقية جنوب الصحراء”.
“يواجه هذا الطائر أيضا مشاكل اضطهادية في المغرب، حيث يتعرض للإزعاج كما هو الحال مع جل الطيور والنسور المختلفة التي تعشش في الأشجار”، يتابع الشرقاوي حديثه، مستدركا بأن “أنواع النسور بالمغرب هي خمسة، وتتوزع بين النسر الأكلف، والرخمة المصرية، ونسر كاسر العظام، والنسر الأسود، وهي طيور جارحة تتغذى على الجيف، تتميز بحجمها الكبيرة، وعدم قدرتها على الصيد، إذ تعتبر منظفة للبيئة”.
ويعتبر المتحدث عينه أن “ظهور نسر الروبل حديث بالمغرب، إذ يعتبر موطنه الأصلي هو الساحل الإفريقي”، وزاد: “في السنوات الأخيرة لوحظت زيارات متعددة له إلى المغرب، مع رصد حالات تزاوج له في جنوب إسبانيا؛ وتتم حاليا محاولة إعادة تعشيشه بالمغرب إلى جانب النسر الأكلف الذي انقرض تماما بالمملكة، ويوجد حاليا بكثرة في إسبانيا”.
كما ذكر الشرقاوي بـ “خطة عمل” الوكالة الوطنية للمياه والغابات لحماية هاته النسور الجارحة من الانقراض، عبر عمليات التحسيس، وبناء مراكز إعادة التأهيل، ووضع أجهزة التتبع قصد معرفة المناطق التي تسافر إليها، والتنسيق مع المكتب الوطني للكهرباء والماء من أجل منع حالات الصعق الكهربائي التي تهدد هاته الطيور كبيرة الحجم.
وأجمل المتحدث قائلا: “هنالك مشاكل أخرى تهدد هاته الطيور، منها الجفاف والاحتباس الحراري، والصيد الجائر، والتوسع العمراني، وهي عوامل مجتمعة تجعلها على حافة الانقراض”.
المصدر: وكالات