بدأت مجموعة من الوجهات السياحية بمناطق جهة درعة تافيلالت تنتعش من جديد قبل عيد الفطر، وسط توقعات عودة الحركة الاعتيادية إلى القطاع السياحي خلال فصل الصيف المقبل، خاصة بإقليم تنغير، مع توافد السياح الأجانب والمغاربة والجالية المقيمة بالمهجر.
وعاد السياح، وخاصة الأجانب منهم، بكثافة إلى العديد من المناطق بجهة درعة تافيلالت، خاصة مضايق تودغى ومضايق دادس ومواقع سياحية أخرى بإقليم تنغير، ما جعل المهنيين يتنفسون الصعداء، ويطالبون الدولة عبر مصالحها والمجالس المنتخبة بضرورة تأهيل المواقع السياحية بالإقليم، قصد ضمان استقرار السياح، عوض أن تكون مناطق عبور وقضاء ساعات قليلة فقط.
مضايق تودغى، التي تبعد عن مدينة تنغير بـ25 كيلومترا، استقبلت خلال الأسابيع الأخيرة وفودا كبيرة من السياح الأجانب، الباحثين عن الراحة النفسية والطمأنينة، واكتشاف ما تزخر به هذه المضايق من مناظر خلابة وطبيعية وسط جبال شاهقة، ومياه تجري صافية في الوادي المحاط بالأشجار والبساتين.
ورصدت عدسة هسبريس مئات السياح الذين يتوافدون بشكل يومي على مضايق تودغى السياحية، ومن دول مختلفة، خاصة دول أسيا، حيث يتم قضاء بعض الساعات قبل الانتقال إلى وجهات سياحية أخرى، خاصة مرزوكة، وهو ما يغضب المهنيين الذين يطالبون بضرورة التعجيل بتأهيل المضايق من أجل جعلها منطقة استقرار وليس منطقة عبور والتقاط الصور فقط.
أحمد زرهون، فاعل ومهني في قطاع السياحة بتنغير، قال إن “هناك مشروعا لترميم وتأهيل مضايق تودغى تتم مناقشته منذ سنوات، وخصصت له ميزانية ضخمة”، ملتمسا “إخراجه للوجود قصد إعطاء الصورة المستحقة لهذه المواقع السياحية التي تغري السياح الأجانب والمغاربة، لكنهم يصطدمون بواقع آخر أثناء الزيارة”، وفق تعبيره.
وأضاف زرهون في تصريح لهسبريس: “لا يعقل ألا تتوفر مضايق تودغى التي يزورها آلاف السياح سنويا على بعض الضروريات، خاصة مواقف السيارات، والمراحيض العمومية، في ظل انتشار الفوضى المتمثلة في انتشار الباعة بشكل مقلق، وكراء جنبات الأودية من قبل المواطنين المحليين، والنقص في المطاعم والمقاهي ومؤسسات الإيواء”.
من جهته طالب عبد الصمد بندريس، فاعل في القطاع السياحي، الدولة بـ”إعطاء العناية اللازمة للقطاع السياحي بإقليم تنغير، لكونه أصبح مدخلا أساسيا لتحريك العجلة الاقتصادية”، مشيرا إلى أن “الوضع الحالي لمضايق تودغى يزيد من نفور السياح؛ فكل من زارها لن يعود إليها مستقبلا”، بتعبيره.
وكشف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “المواقع السياحية بإقليم تنغير، وعلى رأسها مضايق تودغى، لم تعرف أي ترميم أو تأهيل أو حتى التعريف بها، ما يجعلها مهملة ومهمشة ومنسية”، لافتا إلى أن “السياح أصبحوا يعتبرونها منطقة تصلح فقط لالتقاط الصور والمغادرة نحو مرزوكة أو مناطق أخرى بالرشيدية أو ورزازات”، داعيا المسؤولين إلى التدخل لإصلاح الوضع.
وتساءل عدد من مهنيي السياحة عن مآل الدراسة المنجزة من طرف الشركة المغربية للهندسة السياحية “سميت” حول تأهيل مضايق تودغى، التي سبق أن عرضت بمقر عمالة إقليم تنغير يوم يوليوز 2019.
وفي هذا الإطار كشف مصدر مسؤول في قطاع السياحة أن “هناك مشروعا خصصت له ميزانية مهمة يروم هيكلة وتثمين العرض السياحي بمضايق تودغى، من خلال تهيئة باحات الاستراحة وأماكن وقوف السيارات، وأماكن التنشيط والتجمع العمومي، وكذا المناظر الريفية الطبيعية؛ مع إعادة هيكلة المحلات التي توفر المنتجات المجالية للإقليم”.
وأضاف المصدر ذاته، في تصريح لهسبريس، أن المشروع سالف الذكر “يروم أيضا إنجاز الإنارة العمومية، وتهيئة الطريق من تنغير مرورا بالمضايق وصولا إلى سد تودغى، بتامتوشت؛ مع الاحتفاظ بالطابع المعماري للمنطقة، وبرمجة استثمارات فندقية سياحية مهمة لتشجيع السياحة وتوفير فرص الشغل”.
وأكد المتحدث ذاته أن “المشروع ستتم مناقشته من جديد مع السلطة الإقليمية بتنغير، ومع باقي الشركاء، من أجل الإسراع في إخراجه للوجود”، خاتما: “مطالب المهنيين ومعهم ساكنة تنغير مطالب مشروعة. وسيتم العمل على تنزيل بنود المشروع في أقرب الآجال”.
المصدر: وكالات