اعترضت مجموعة من الفعاليات المدنية والجمعوية بجماعة تمكروت بإقليم زاكورة على مشروع يهم إقامة مركز لطمر النفايات فوق المجال الترابي للجماعة المذكورة وبالضبط بدوار “تمتيك”، معتبرة أن إقامة هذا المطرح تشكل “تهديدا لسلامة وصحة المواطنين وسيدفع الساكنة المحلية إلى الرحيل عن المنطقة”، مطالبة في الوقت ذاته الجهات المعنية بإيقاف هذا المشروع.
وتوصلت جريدة هسبريس الإلكترونية بقرار عاملي رقم 2023/10 مؤرخ في 22 غشت الماضي، يقضي بفتح بحث عمومي بتاريخ 13 شتنبر الجاري، يتعلق بدراسة التأثير على البيئة لمشروع لإنجاز مركز لطمر النفايات المقدم من طرف “مجموعة الجماعات الترابية الواحة”، حيث نص الفصل الثاني من القرار العاملي عينه على فتح ملف للبحث العمومي مرفقا بالقرار وكذا السجل أو السجلات المعدة لتلقي ملاحظات واقتراحات السكان المعنيين بمقر جماعة تامكروت طيلة عشرين يوما.
وكانت 13 جمعية محلية قد وجهت عريضة إلى عامل إقليم زاكورة بتاريخ الـ14 من أبريل الماضي، ذكرت من خلالها أنها أخذت علما بـ”عقد اجتماع على مستوى مجموعة الجماعات الترابية الواحة لوضع الترتيبات الأخيرة للشروع في تنفيذ مشروع مطرح النفايات”، مسجلة “رفضها الشديد لإقامة هذا المطرح فوق المجال الترابي لجماعة تمكروت لما يشكله من خطورة على صحة الساكنة المحلية وتلويث للأراضي الزراعية وتسميم للمياه الجوفية بالمنطقة”، مطالبة في الوقت ذاته بـ”البحث عن مكان آخر لإقامة هذا المشروع”.
عبد العزيز خليل، باحث في القانون وابن المنطقة، قال إنه “بخصوص مطرح النفايات الذي يُعتزم القيام به بجماعة تمكروت وبالخصوص على الأراضي السلالية التابعة لقبيلة تمتيك فإنه بتحليل دقيق للوضع الحالي بالمنطقة فإن الرأي العام لا يناقش في هذه الساعة إلا هذا الموضوع الذي خلف سخطا كبيرا في أوساط الساكنة”.
وأضاف خليل، في تصريح لهسبريس، أن “العديد من المواطنين قاموا بالتوقيع على التعرض القانوني لهذا المشروع بمقر الجماعة بتمكروت، وكذا العديد من جمعيات المجتمع المدني التي أعربت عن رفضها لإقامة هذا المطرح الذي شكل نقطة اتحاد بين أبناء القبائل والدواوير بهذا الحيز الجغرافي من أجل التعبير عن رفضهم لهذا المشروع الذي لا يمكن فقط الوقوف عند عدم قانونيته وإنما يجب كذلك النظر إلى الأضرار البيئية والصحية التي سيتعرض لها أبناء المنطقة وأبناء الدواوير القريبة من المطرح بالخصوص”.
ولفت إلى أنه “ليس من صالح أية جهة كانت أن تثير حقينة الساكنة بهذا الإقليم وبالخصوص ساكنة الدواوير؛ لأن وضع التنمية لا يزال يتطلب الكثير من العمل والجهد”، مشيرا إلى أن “الساكنة تحس بإجحاف على مستوى السياسات الترابية، خصوصا بهذه الدواوير؛ وبالتالي ليس من السليم المضي قدما في مشروع يعرض الساكنة إلى أي خطر صحي، أخذا بعين الاعتبار غياب آليات التعقيم والإمكانيات العمومية اللازمة للتصدي لأية كارثة محتملة أو خطر محتمل ناتج عن هذا المطرح، إضافة إلى وجود خصاص كبير على مستوى التطبيب بهذه الجماعة رغم الجهود المبذولة والمشهود لها”.
وسجل المتحدث عينه أنه “بدل من التفكير في القيام بمطمر يجب التفكير بشكل جدي في التصدي لظاهرة الجفاف وإنقاذ الواحات التي تعتبر أكبر واحات بالمغرب والتي نعتقد كذلك أن هذا المشروع لن يكون إلا مساهما في التأثير بشكل سلبي على النخيل وعلى الثروة الطبيعية التي هي عماد أي اقتصاد محتمل في المستقبل في هذه المناطق”.
واتصلت جريدة هسبريس برئيس جماعة “تمكروت”، الذي أوضح أنه “سبق للجماعة أن تعرضت على المشروع في وقت سابق قبل أن يتم على إثر ذلك تغيير موقعه إلى الموقع الحالي الذي يعتزم أن يشيد فيه”، مشيرا إلى أنه يفضل عدم التعليق في الوقت الحالي على الموضوع؛ بالنظر إلى “وجود انقسام في صفوف الساكنة ما بين رافض للمطرح ومؤيد له”.
المصدر: وكالات