أعلنت جامعة الدول العربية عن موعد الدورة السادسة للمنتدى الروسي العربي في مدينة مراكش، على هامش الاجتماع التنسيقي العربي على مستوى المندوبين الدائمين للدول العربية الأعضاء.
ويشكّل هذا الملتقى فرصة مواتية لتعزيز العلاقات الاقتصادية الروسية العربية، خاصة بالنسبة للمملكة المغربية التي لم تخفِ موسكو نيتها في التعويل عليها كقطب إقليمي واعد لتعزيز الوجود الروسي بالقارة الإفريقية.
وفي هذا الإطار، شكلت هاته الدورة فرصة مهمة للصادرات المغربي لتجد طريقها نحو السوق الروسية الواعدة، والتي ازدادت أهميتها بعد العقوبات الغربية على خلفية الحرب في أوكرانيا.
وتعيش العلاقات الروسية المغربية على وقع آفاق مهمة، ازدادت قوتها خلال الحضور المغربي الناجح في فعاليات القمة الروسية الإفريقية الأخيرة، والتي شددت فيها موسكو على الدور المغربي المهم في القارة السمراء.
وقال خالد حمص، محلل اقتصادي، إن “المؤشرات الاقتصادية ترافقها أخرى سياسية فيما يتعلق بالتعاون المغربي الروسي، خاصة أن موسكو أصبحت تتعافى تدريجيا من العقوبات الغربية”.
وأضاف حمص، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “روسيا يبدو أنها ربحت رهان تجاوز العقوبات الغربية التي طبقت عليها بفعل الحرب مع أوكرانيا، حيث اعتمدت على قدراتها الذاتية وطورت شراكاتها مع مجموعة من القوى الاقتصادية الأخرى كالهند والصين السعودية، وقوى نامية أخرى كالمغرب”.
واعتبر المتحدث عينه أن “الاقتصاد الروسي استفاد من الارتفاع الحاصل في أسعار الوقود بالعالم؛ الأمر الذي دفع العديد من الدول، من بينها المغرب، إلى التوجه نحو العرض الروسي.. ومع تناقص الدعم الغربي لأوكرانيا، بدأت تجد موسكو متنفسها على المستوى العالمي”.
وزاد: “ارتباطا بعودة القوة الروسية على المستوى العالمي، فموسكو تبحث عن أسواق مهمة على غرار المملكة المغربية باعتبارها قوة إقليمية مهمة على صعيد القارة السمراء، وهذا المنتدى حلقة مهمة من الطموح الروسي”.
واسترسل شارحا: “الروس يطمحون إلى استغلال كل المكونات المهمة التي يتوفر عليها المغرب، في إطار بناء شراكة اقتصادية استراتيجية، ستفتح العديد من المشاريع العملاقة والتي تتماشى مع طموح قائدي البلدين منذ قمة 2016”.
من جانبه، قال عبد الخالق التهامي، خبير اقتصادي، إن “هذا المنتدى من المؤكد أنه سيكون حلقة أساسية للتعاون المغربي الروسي الاقتصادي، وأيضا بالنسبة للقارة الإفريقية التي ترى روسيا شريكا مهما في العصر الحالي”.
وأورد التهامي لهسبريس أن “المنتدى يأتي في إطار مد عالمي للقوى الكبرى التي باتت ترى المملكة المغربية كقوة وقاطرة للقارة الإفريقية”.
وبيّن الخبير الاقتصادي عينه أن “روسيا تريد مشاريع عملاقة في المغرب؛ على غرار صناعة البطاريات الصينية، والكابل البحري البريطاني العملاق، والوجود الأمريكي الكبير في شتى المجالات خاصة الشق العسكري”.
واستطرد المتحدث ذاته بأن “هذا المنتدى سيشكل أيضا فرصة للمصدرين المغاربة للتوجه إلى روسيا، والابتعاد عن التعويل على أوروبا التي بدأت تنتهي في الوقت الحالي، ومستقبلا الأسواق لم تعد كتلك التقليدية التي عهدناها”.
المصدر: وكالات