قال الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء إن ضربات جوية على قطاع غزة قتلت قياديا بارزا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وهو مسؤول عن صنع الأسلحة، وعددا من المقاتلين في الحركة، في وقت استهدف الهجوم الجوي والبري الموسع شبكة أنفاق متشعبة تحت القطاع المحاصر.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن قواته طوقت مدينة غزة بالكامل التي يعتبرها المعقل الأساسي لحماس في القطاع، وقال إنها تتقدم صوب قلب المدينة المكتظة بالسكان، بينما قالت حماس إن مقاتليها كبدوا القوات الإسرائيلية خسائر فادحة.
وذكر بيان للجيش الإسرائيلي أن ضربتين منفصلتين أسفرتا عن مقتل محسن أبو زينة، القيادي البارز في حماس المسؤول عن الأسلحة، وعدد من المقاتلين الذين نفذوا عمليات إطلاق قذائف مضادة للدبابات وصواريخ أرض أرض.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أيضا أن اشتباكات وقعت بين مقاتلين والقوات الإسرائيلية قرب مخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة.
ولم يتسن لرويترز التحقق من رواية أي من الطرفين للتطورات في أرض المعركة.
وتدك إسرائيل قطاع غزة جوا، واستخدمت قوات برية لتقسيم القطاع الساحلي الضيق إلى جزأين. وبدأ أحدث تصعيد بين الجانبين بعد أن شنت حماس هجوما مباغتا على إسرائيل في السابع من أكتوبر، قتلت فيه 1400 واحتجزت نحو 240 رهينة.
وتسبب القصف الإسرائيلي والضربات الجوية المتواصلة على قطاع غزة في مقتل أكثر من عشرة آلاف فلسطيني، أغلبهم أطفال ونساء على مدى الشهر المنصرم، وفقا لمسؤولي الصحة في القطاع الذي تديره حماس.
وقالت إسرائيل إن 32 جنديا قتلوا في التوغل البري في القطاع حتى الآن.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن إسرائيل “لديها هدف واحد، وهو إرهابيو حماس في غزة، وبنيتهم التحتية وقادتهم ومخابئهم ومراكز تواصلهم”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري إن جنودا من سلاح المهندسين يستخدمون عبوات ناسفة لتدمير شبكة أنفاق بنتها حركة حماس وتمتد لمئات الكيلومترات تحت القطاع.
وتقول مصادر في حماس وحركة الجهاد الإسلامي إن الدبابات الإسرائيلية تواجه مقاومة شرسة من مقاتلي حماس الذين يستخدمون الأنفاق لنصب كمائن وشن هجمات.
* سيطرة غير محدودة
عبر إسرائيليون عن مخاوفهم من أن تؤدي العمليات العسكرية إلى تعريض المحتجزين في القطاع لمزيد من الخطر، إذ يعتقد أنهم محتجزون في الأنفاق.
وتقول إسرائيل إنها لن توافق على وقف لإطلاق النار إلى حين الإفراج عن الرهائن، بينما تقول حماس إنها لن تتوقف عن القتال ما دام القطاع يتعرض للهجوم.
وقال غازي حمد، المسؤول البارز في حماس، لقناة الجزيرة الإخبارية، إنه يتحدى إسرائيل إن كانت قادرة حتى اللحظة على تسجيل تحقيقها أي إنجاز عسكري على الأرض بخلاف قتل المدنيين، وتابع قائلا إن غزة “لا تقهر وستبقى شوكة في حلق الأمريكيين والصهاينة”.
وساندت واشنطن موقف إسرائيل من وقف إطلاق النار ورفضته، وعزت ذلك إلى أنه سيساعد حماس عسكريا.
لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال يوم الثلاثاء إنه حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على القبول بهدنة لأسباب إنسانية.
ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، نزح ما يقرب من ثلثي سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، داخليا، مع لجوء الآلاف إلى المستشفيات والملاجئ المؤقتة المقامة في مواقف السيارات الخاصة بها.
ولم تفصح إسرائيل حتى الآن عن خططها على المدى الطويل حال تحقيق هدفها المعلن المتمثل في هزيمة حماس. وفي أولى التصريحات المباشرة عن هذا الأمر قال نتنياهو إن إسرائيل ستسعى إلى تولي المسؤولية الأمنية في غزة “لفترة غير محددة” بعد الحرب.
لكن مسؤولين قالوا إن إسرائيل غير مهتمة بحكم القطاع. وقال جالانت إن غزة لن تحكمها لا إسرائيل ولا حماس بعد الحرب.
* السعودية تعقد مؤتمرات قمة
قال وزير الاستثمار السعودي يوم الأربعاء إن المملكة ستستضيف قمتين للدول العربية والإسلامية في الأيام المقبلة لبحث الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وذكر موقع اعتماد أونلاين أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيسافر إلى السعودية يوم الأحد لحضور قمة منظمة التعاون الإسلامي، وهي أول زيارة لرئيس إيراني منذ أنهت طهران والرياض سنوات من العداء بموجب اتفاق توسطت فيه الصين في مارس.
وقال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح في منتدى بلومبرغ للاقتصاد الجديد في سنغافورة إن “الهدف من عقد هذه… القمم والاجتماعات الأخرى تحت قيادة السعودية هو الدفع باتجاه الوصول إلى حل سلمي للصراع”.
* “لا طعام ولا ماء”
وفي مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، قالت أم هيثم حجيلة، وهي امرأة تحتمي مع أطفالها الصغار في خيمة بدائية مصنوعة من القماش، إنهم فروا من منزلهم بسبب الضربات الجوية.
وأضافت المتحدثة: “الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم… لا يوجد طعام ولا ماء. وعندما يذهب ابني لإحضار الماء يقف في الطابور لمدة ثلاث أو أربع ساعات. ضربوا المخابز، ولم يعد لدينا خبز”.
وتقول الأمم المتحدة إن المنظومة الصحية في غزة على وشك الانهيار بعد تعرضها لضربات جوية وتكدسها بمرضى مصابين بصدمات نفسية ونفاد الأدوية والوقود. وأفادت قناة الحدث المملوكة للسعودية بأن الكهرباء انقطعت عن المستشفى الإندونيسي في غزة.
ووفقا لبيانات من منظمات تابعة للأمم المتحدة، يوجد في غزة 350 ألف مصاب بأمراض مزمنة، مثل السرطان والسكري، بالإضافة إلى 50 ألف امرأة حامل، ولم يعد العديد منهم يتلقون العلاج.
وقال أسامة قدومي، المشرف في مستشفى المقاصد: “كلما طال انتظارنا كلما ساءت حالة بعض المرضى. سيموت الكثير من الناس لمجرد عدم حصولهم على العلاج”.
المصدر: وكالات