يبدو أن التطورات الأخيرة التي تعرفها العلاقات بين تل أبيب والرباط، إثر تواتر الزيارات الإسرائيلية إلى المملكة وتوقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية في مختلف المجالات، ستلقي بظلالها على فئة من المواطنين المغاربة الذين صاروا معنيين بلقاءات المسؤولين الإسرائيليين مع نظرائهم من المملكة، آخرها اللقاء الذي جمع وزير الداخلية والصحة الإسرائيلي، موشي أربيل، مع كل من وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، وخالد أيت الطالب، وزير الصحة والحماية والاجتماعية.
في الصدد ذاته، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن لقاءات أربيل مع المسؤولين المغاربة تناولت مسألة “تشجيع استقدام العمالة المغربية إلى إسرائيل”، خاصة في قطاعي البناء والصحة.
وأضاف المصدر عينه أن “لفتيت وأربيل اتفقا على ضرورة التعجيل بإعداد اتفاقية ثنائية بين البلدين وتشكيل فريق عمل مشترك لتتبعها”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن “المغرب سبق أن رفض التوقيع على مثل هذه الاتفاقية في عهد وزيرة الداخلية الإسرائيلية السابقة، أييليت شاكيد”.
من جهة أخرى، ناقش الطرفان “زيادة عدد الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين وتسهيل الحركة السياحية بينهما، من خلال تسريع تطوير نظام للتأشيرات الإلكترونية بحلول نهاية العام الجاري”، وفق الصحيفة الإسرائيلية عينها، خاصة في ظل استقبال المغرب قرابة 70 ألف سائح إسرائيلي العام الماضي، وتوقعات بتضاعف هذا العدد ثلاث مرات برسم السنة الجارية، حسب ما كشفته وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
كما أوردت “يديعوت أحرونوت” أن وزير الداخلية والصحة الإسرائيلي تباحث مع المسؤولين المغاربة “سبل تعزيز التعاون بين السلطات المحلية في البلدين، وتطوير الشراكات بين المدن المغربية والإسرائيلية في إطار اتفاقيات للتوأمة”.
يذكر أن وزير الداخلية والصحة في الحكومة الإسرائيلية الذي حل بالمغرب أمس الجمعة عقد مع عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، اجتماعا تبادلا من خلاله “وجهات النظر حول القضايا التي تدخل في نطاق صلاحيات الوزارتين ومجالات اختصاصاتها”.
كما عقد المسؤول الإسرائيلي عينه لقاء آخر مع خالد أيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، ناقشا خلاله “سبل تعزيز العلاقات بين البلدين في مجالي الصحة والحماية والاجتماعية”. وتخلل هذا اللقاء توقيع “مذكرة تفاهم تشمل تبادل الخبرات والممارسات الفضلى في مجال الابتكار الطبي والتكنولوجي ومكافحة الأمراض غير السارية، إضافة إلى تنسيق التعاون بشان الاستجابة للأوبئة والتأهب لها ومحاربتها”.
واستقبلت المملكة خلال الأسابيع القليلة الماضية عددا من المسؤولين الإسرائيليين، على غرار وزير الاقتصاد والصناعة، نير بركات، ووزير المواصلات في حكومة نتنياهو، ميري ريغيف؛ إضافة إلى الزيارة الأخيرة لرئيس الكنسيت، أمير أوحانا، التي أكد خلالها أن “الحكومة الإسرائيلية تخوض نقاشا جادا للاعتراف بمغربية الصحراء”.
المصدر: وكالات