في تصعيد جديد للتوترات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين 21 أكتوبر، أن الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران تخفي مئات الملايين من الدولارات والذهب في مخبأ تحت مستشفى الساحل في بيروت، مشيراً إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية جمعت هذه المعلومات على مدى سنوات. لكن إسرائيل أكدت أنها لن تستهدف المستشفى في الوقت الحالي.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأميرال دانيال هاجاري، زعم أن الأموال المخزنة تستخدم لتمويل عمليات حزب الله ضد إسرائيل، داعياً السلطات اللبنانية والمنظمات الدولية للتحقيق ومنع استغلال هذه الموارد في “الإرهاب”. وأشار إلى أن الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، الذي قتلته إسرائيل في وقت سابق، هو من خطط لهذا المخبأ.
من جانبه، نفى فادي علامة، مدير مستشفى الساحل النائب اللبناني عن حركة أمل الشيعية، هذه الادعاءات، واصفاً إياها بأنها “افتراءات كاذبة”. وطالب الجيش اللبناني بالتحقق من المستشفى للتأكيد على خلوه من أي مخابئ، حيث يحتوي فقط على غرف عمليات ومرضى. وعلى الرغم من ذلك، أشار إلى أن المستشفى يجري إخلاؤه تحسباً.
قصف مستمر وتصاعد التوتر
على صعيد موازٍ، واصلت إسرائيل هجماتها على مواقع مرتبطة بحزب الله، حيث استهدفت غارات ليلية مواقع عدة، من بينها فروع جمعية “القرض الحسن”، الذراع المالية للحزب، في الضاحية الجنوبية لبيروت ومدن أخرى. وتشير المصادر إلى أن الضربات استهدفت بشكل رئيسي معاقل حزب الله، ضمن حملة إسرائيلية لإضعاف القدرات المالية للجماعة المدعومة من إيران.
أسفرت الغارات عن مقتل أربعة أشخاص، بينهم طفل، وإصابة 24 آخرين في محيط مستشفى الحريري الحكومي بالضاحية الجنوبية لبيروت. وقد ألحقت الغارات أضراراً كبيرة بالمستشفى، ما أثار استنكاراً واسعاً من وزارة الصحة اللبنانية التي ندّدت باستهداف المنشآت الصحية.
في تطور آخر، اضطرت السلطات اللبنانية لتغيير مسار هبوط الطائرات في مطار بيروت الدولي نتيجة قصف إسرائيلي طال منطقة الأوزاعي القريبة، ما أضاف مزيدا من حالة التوتر والخوف بين المدنيين.
“القرض الحسن” تحت النار
“القرض الحسن”، المؤسسة المالية المرتبطة بحزب الله التي تقدم خدمات مصرفية وقروضاً بدون فوائد وفق الشريعة الإسلامية، كانت هدفاً رئيسياً لهذه الغارات. وعلى الرغم من خضوع الجمعية لعقوبات أميركية لسنوات، إلا أنها اكتسبت شعبية كبيرة، خصوصاً في أوساط الطائفة الشيعية، حيث تعتبر “قارب نجاة” لكثر في ظل الانهيار الاقتصادي المستمر في لبنان.
ووفق مصادر أمنية إسرائيلية، تعتبر “القرض الحسن” أداة رئيسية لحزب الله لتمويل أنشطته، حيث تُتهم المؤسسة بتحويل الأموال بشكل غير قانوني، بينما ينظر إليها المجتمع الشيعي كجهة موثوقة تقدم خدمات مصرفية في ظل غياب البنوك التقليدية. وقد استهدف القصف الإسرائيلي فروع الجمعية في الضاحية الجنوبية، بالإضافة إلى فروع أخرى في الجنوب والبقاع.
استمرار الحملة وضغط دولي
تأتي هذه الحملة العسكرية في سياق التوتر المتصاعد بين حزب الله وإسرائيل بعد أسابيع من القصف المتبادل، مع تهديدات متزايدة من كلا الجانبين. وبينما تواصل إسرائيل ضرباتها الجوية، تحذر منظمات دولية من تدهور الأوضاع الإنسانية، خصوصاً مع استهداف المستشفيات والمناطق المدنية.
في ظل هذا التصعيد، تتجه الأنظار نحو المجتمع الدولي ودوره في الضغط لتهدئة الأوضاع ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية في لبنان، الذي لا يزال يعاني من أزمة اقتصادية خانقة وانهيار في البنية التحتية.
المصدر: وكالات