من المقرر أن يصدر المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، إحاطة بشأن نزاع الصحراء المغربية، حيث سيلزم الأطراف المعنية بالملف، بما فيها الجزائر التي تعتبرها الأمم المتحدة طرفا رئيسيا، بالجلوس إلى طاولة المفاوضات.
هذه الإحاطة هي الأولى للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء هذا العام، إذ لم ينجح في إحراز تقدم يدفع الملف نحو إيجاد حل مقبول لدى الطرفين، كما لم يتمكن من إجبار الجزائر على الجلوس إلى طاولة المحادثات إلى جانب البوليساريو وموريتانيا.
وتأتي هذه الإحاطة في وقت تواصل فيه جبهة البوليساريو نشر “بلاغات حربية”، تجاوز عددها إلى حدود اليوم 800، ترصد أطوار الحرب الوهمية في الصحراء المغربية، فيما لم يعد بمقدور ميليشيات الجبهة الاقتراب من شرق الجدار الدفاعي الذي أصبح محصنا ضد تسللها.
عن هذا الموضوع، قال هشام معتضد، باحث في العلاقات الدولية، إن قيادة البوليساريو تحاول كالعادة القيام بالعديد من الخطوات التمويهية سياسيا من أجل محاولة تضليل الدول الأعضاء في مجلس الأمن عبر رسائل مبنية على مجموعة من الادعاءات الكاذبة والافتراءات بُغية الترويج لها على مستوى مجلس الأمن.
وأضاف معتضد، في تصريح لهسبريس، أن صلابة الملف المغربي وانسجام مكوناته، مسألة تدفع الجبهة دائمًا، “على غرار منوالها الكلاسيكي مع اقتراب تقديم الإحاطة السنوية على مستوى مجلس الأمن، إلى اختلاق مزاعم وهمية وفضائح مشبوهة تنسبها إلى المملكة المغربية من أجل كسب عطف المنتظم الدولي وصرف نظره على إنهاء مسلسل التسوية السياسية للملف تماشيا والحقائق التاريخية لهذا النزاع، وذلك حفاظا على الشرعية القانونية للصحراء المغربية”.
وشدد المهتم بالعلوم السياسية على أن “قيادة البوليساريو تحاول دائما دفع الأمم المتحدة إلى إطالة مسطرة التدبير السياسي للملف من خلال تقديم عراقيل واختلاق ظروف وهمية مبنية على توجهاتها الايديولوجية، بعيدا عن أخلاقيات التدبير الدولي للنزاعات، وذلك سعيا منها لإطالة هذا الصراع خدمة لأجندات خارجية وحسابات شخصية تهم قيادتها المستفيدة من الوضع الراهن في المخيمات”.
وأضاف المتحدث أن الأمم المتحدة ستطالب البوليساريو بالعديد من الإجراءات، على رأسها “الانخراط الفعلي والمسؤول في إيجاد حل نهائي ومشروع يحترم أخلاقيات المنتظم الدولي في تدبير النزاعات والمرجعية التاريخية للقضية دون التملص والمراوغة السياسية التي تدأب قيادة البوليساريو على تطبيقها في محاولة لإطالة أمد هذا النزاع المفتعل”.
وزاد موضحا أن البوليساريو ستكون تحت ضغط أممي كبير وغير مسبوق من أجل تقديم تفسيرات وتوضيحات حول التحركات الإجرامية التي تتعمدها مكوناتها العسكرية، والعديد من الجماعات المحسوبة عليها، في بعض المناطق شرق الجدار الدفاعي في الصحراء، في خرق سافر لتوجهات الأمم المتحدة والمؤسسات الأممية.
وختم معتضد تصريحه لهسبريس بالتشديد على أن غياب ثقافة الحوار لدى البوليساريو وتفضيلها المقاربة الإجرامية على المنهج الدبلوماسي، أمر “سيدفع مجلس الأمن، بدون شك، إلى مطالبة قيادة البوليساريو بالالتزام بتوصيات الأمم المتحدة والابتعاد عن ثقافة الجماعات المسلحة والفكر الإرهابي من أجل الدفع بمسلسل التسوية إلى تحقيق أهدافه المسطرة من طرف المنتظم الدولي وصون الشرعية التاريخية لهذا النزاع المفتعل”.
المصدر: وكالات