الإثنين 24 يونيو 2024 – 04:00
علق أيوب كريطع، ممثل مغربي خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي سنة 2015، على تقمصه دور البطل في فيلم “La Mer au loin” لسعيد حميش، الذي قدمه في مهرجان “كان” السينمائي الأخير، بالقول: “هناك فرق كبير بين العمل في السينما العالمية والعمل في المسلسلات التلفزية المغربية”، مضيفا أنه توصل بسيناريو العمل في فيلم “la mer au loin” منذ مدة طويلة، مما مكنه من التحضير النفسي والأكاديمي الجيد لدور البطل، عكس المسلسلات التلفزية داخل المغرب المتصفة بنوع من العشوائية رغم التطور الإيجابي الذي تشهده، لافتا إلى أن “الفرق يكمن في مدة التحضير للدور المنوط بالممثل”.
وقال كريطع، خلال مروره ببرنامج المواجهة “FBM” للناقد والإعلامي بلال مرميد، الذي يبث على قناة “ميدي 1 تيفي”، إن “دور البطل يحكي قصة نور الدين المهاجر غير الشرعي، من مدينة وجدة المغربية، الذي هاجر إلى مدينة مارسيليا الفرنسية وتغيرت شخصيته في ظرف عشر سنوات عن محيطه بالديار الفرنسية وعن محيط عائلته المغرب”، مشيرا إلى أن “الفيلم ينقل معاناة فئة عريضة من المهاجرين المغاربيين الذين أرهقتهم عنصرية البلد المُضيف، وتنكر لهم الأهل بعد العودة إلى الديار”.
وأضاف أن “موضوع الهجرة تناوله العديد من المخرجين المغاربة بأسلوب معتاد ومتكرر يشترك في خطاب المظلومية والغرائبيات، لكن المخرج سعيد حميش حاول الخروج عن هذا النمط باتخاذ أسلوب صادق نظرا لتجربته الشخصية في عيش تفاصيل الهجرة منذ صغره”، مبرزا أن “أصعب ما واجهه في الدور الذي لعبه هو صعوبة إتقانه لغة الشرق (وجدة) في أقل من شهر بمساعدة أصدقائه وصديقاته المنحدرين من هذه المنطقة”.
بلال مرميد خصص خلال حلقته الأسبوعية محورا للحديث عن تفاصيل فترة تصوير الفيلم، الذي تم تقديمه في أسبوع النقد بمهرجان كان الأخير، حيث قال كريطع إن “الفيلم جمع نخبة متنوعة من الفنانين الفرنسيين والجزائريين والمغاربة”، لافتا إلى أن “الفنانين أقاموا خلال فترة التصوير بالفندق نفسه، مما ساعد على التعارف الجيد فيما بينهم، وساهم في بلورة الأدوار الكاملة على أحسن وجه، رغم ظروف جائحة “كورونا” التي أضرت كثيرا بسير العمل، زيادة على أجواء المناخ الصعبة بمارسيليا الفرنسية”.
وبخصوص فيلم “في حب تودا” لمخرجه نبيل عيوش، الذي خلق نقاشا حول لقطات “مخلة” داخل علبة ليلية، أوضح ضيف حلقة مرميد أن “الأمر يتعلق بالسينما وللجمهور حرية مشاهدة الفيلم على خلاف التلفزيون الذي يفرض شروطه الرقابية”، لافتا إلى أن “السينما تنقل واقعا معينا في قالب فني لا ينبغي التصرف فيه، حيث إن الأمر يتعلق بمهاجر مغربي يعيش في الديار الفرنسية ويمكن أن يمر بما تم تجسيده في الفيلم”.
وعن تجريته المسرحية، قال المتحدث ذاته إن “المسرح كان سببا إيجابيا في ولوجي عالم التلفزيون والسينما، التي وجدت فيها نفسي وصقلت بها مواهبي”، مشيرا الى أن جائحة “كورونا” أثرت بشكل كبير في عدم استمرار تجربته المسرحية، قبل أن يضيف “رغم ظروف الجائحة فقد تعلمنا الكثير كأداء الأدوار عن بعد كتجربة جديدة بدون جمهور وبدون تفاعل أثناء تجسيد المسرحيات”.
المصدر: وكالات