نقاشٌ مهنيّ مستمر في “أيام طرابلس الإعلامية” همّ العديد من الجوانب المهنية بالإعلام الليبي والمغاربي والعربي، ومستجدات تطورات “الذكاء الصناعي”، والخبرات والتجارب في المنطقة، وحضر فيه أيضا تقييم لتغطية “القضية الفلسطينية” من خلال نموذج السفينة الليبية المسمّاة باسم المقاوم الليبي عمر المختار، كما حضرت في “معرض ليبيا للإعلام” مبادرات رقمية إعلامية ليبية وعربية تهتم بجوانب متعددة من بينها التعليم، والتثقيف، والترفيه، والقضية الفلسطينية.
نقاشٌ مهني
استمع “ملتقى الإعلام الليبي” الذي ينظّم خلال فعاليات “أيام طرابلس الإعلامية” بالعاصمة الليبية، لشهادة صحافي ليبي هو مالك أقطيط، الذي شارك في قافلة انطلقت من ليبيا لمحاولة فكّ الحصار عن غزّة الفلسطينية، قبل اختطاف المشاركين فيها من قبل إسرائيل من المياه الدولية، وهو أمر غير قانوني بمقتضى القانون الدولي.
تأسف مالك أقطيط، في “الحواريّة”، لما وصفه بـ”التغطية الإعلامية الليبية الباهتة لأحداث غزة، حيث كانت على الهوامش إن أحسنا الظن”، مردفا أن الأسطول الذي بدأت فكرته مع تسعة ليبيين وثلاثة مصريين، اقترحه مصري واقترح تسميته عُمَر المختار “لما يحمله هذا الاسم من معانٍ ضد الاستعمار والظلم، ونصرة المظلوم، ونيله الشهادة في الأخير”، لكن “الإعلام الرسمي والخاص لم يتجاوب معي عند التواصل لتغطية الموعد”، مع تعبير آخرين عن “تخوفهم من أجندات أخرى” للمبادرة الإنسانية.
وواصل: “افتقرنا للتغطية الإعلامية اللازمة، باستثناء قناة روسيا اليوم التي كانت تغطي استعداداتنا بشكل منفرد، رغم أن السفينة ليبية، وهي جرافة لصيد أسماء، نزعنا منها معدات الصيد”. كما ذكر أن تأخر الإبحار بعد الندوة الصحافية بطرابلس، بسبب توجيهات “أسطول الصمود العالمي” لعدم جاهزيته، طرحَ تساؤلات إعلامية.
لكن، قدّر الصحافي الليبي أن استضافة هذه التجربة في “أيام طرابلس الإعلامية”، “ستشجع الكثير على تغطية الحدث مستقبلا”؛ لأن المبادرين “لم يتركوا غزة، والبحر سيكون سبيلا لإيصال المساعدات في مبادرات قادمة”.

تجربة الاختطاف
نقل مالك أقطيط تجربة المبادرين لفك الحصار على غزة، حيث بمجرد اقتراب الأسطول من المياه الدولية القريبة من المدينة الفلسطينية المحتلة “بدأ التشويش على الاتصال وحتى على عمل أجهزتنا”، وصارت “السفينة تظهر في نظام التتبع على أساس أنها في أستراليا، وكان فريقنا التقني في بريطانيا يقاوم لتصحيح هذا، ولتعود مزامنة تتبع موقعنا الجغرافي الفعلي”.
وتابع الشاهد: “توقعنا أننا سنُردى قتلى في السفينة برصاص جيش الاحتلال الصهيوني، وكانت لدينا توصية بعدم التحرك بعد اقتحامهم السفينة، حتى لا يطلق علينا الرصاص. وهو ما تم عندما اختُطفنا في المياه الدولية من قبل القوات البحرية الصهيونية”.
وحول “أصعب موقف حصل له” خلال أيام الإبحار، قال الصحافي ذاته: “لا أستطيع البوح به الآن، لأنه سر لا أملكه لوحدي، ولكن ستأتي به الأيام ليذكر. وما أستطيع قوله هو أن الاعتقال لم يكن يساوي شيئا أمام هذا السر الذي حدث يوما قبله”.

وتابع شاهدا: “كانت لحظة رمي هاتفي النقال في البحر، عند قدوم الزورق الحربي الصهيوني، صعبة أيضا”، علما أنهم عندما قدموا “سلطوا علينا ضوءا شديد الوهج، مما جعل السفينة تتهاوى بشدة، وكدنا نسقط في ماء البحر”.
مبادرات طلّابية
هذه الشهادة لم تكن المحطة الوحيدة المهتمة بالقضية الفلسطينية، بل وفرت “أيام طرابلس الإعلامية” ضمن “معرض ليبيا للإعلام” رواقا اسمه “قاطع وقاوم” يعرض مبادرات طلبة ومواطنين ليبيين آخرين، تنمّي الوعي بالقضية الفلسطينية، وكيفية المساعدة العملية في إسنادها ضد الفصل العنصري والاحتلال.

من بين المبادرات التي يعرف بها الرواق، مبادرة في الميدان تجد صداها رقميا بموقع خاص ومبادرات رقمية أيضا هي “نفير”، التي عرّفت بها طالبة من “الرباط الطلابي الليبي”، في تصريح لهسبريس، بكونها “حملة مدنية للتوعية ونصرة القضية الفلسطينية”، وهي شكل من أشكال إسناد “شعبنا الفلسطيني في مختلف الميادين، نركز فيه على نشر ثقافة المقاطعة، كوسيلة فعالة للضغط على الشركات الداعمة للاحتلال”.
ومن أهداف الحملة، الإسهامُ في “الإضرار المباشر باقتصاد الشركات الداعمة للاحتلال عبر تقليل إيراداتها، والضغط عليها وعلى الحكومات الغربية لوقف دعمها للجرائم ضد الشعب الفلسطيني، وذلك من خلال نشر أدوات ونتائج المقاطعة وتوسيع أثرها”، مع “رفع مستوى الوعي بالقضية الفلسطينية، وتقديم محتوى تثقيفي، والتعريف بجذورها وأبعادها الإنسانية والتاريخية”، و”تعزيز مفهوم المقاومة كمنهج حياة، من خلال تسليط الضوء على جذور النضال الفلسطيني، واستحضار قصص الأبطال الذين صنعوا رموزا خالدة تلهم الأجيال”.
المصدر: وكالات
