استبقت جمعيات الآباء وأولياء التلاميذ امتحانات البكالوريا، التي تنطلق يوم الاثنين المقبل، لإطلاق “حملات تحسيسية في صفوف أولياء الأمور” “بالخطورة التي صار ينطوي عليها الغش بالمغرب بالنظر إلى التشديد في المراقبة الذي أصبح هو الفيصل في عمل السلطات التربوية”، مبرزة أن “الأولياء لهم دور مهم في ثني أبنائهم على [النّقيل]، من خلال إطلاعهم على المخاطر”.
في هذا الصدد، قال نور الدين عكوري، رئيس فيدرالية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، إن “إطلاق هذه الحملات نعتبره ضروريّا”، موردا أن “التلاميذ ليس لهم الوعي الكافي لمعرفة أنهم يغامرون بمسارهم التربوي، بسبب وجود من يشعرهم بأن طريق الغش أسهل بكثير من التفاني والاجتهاد، وغيرها من الطرق التي يختارها تلاميذ آخرون لديهم درجة عالية من الانضباط”.
ورفض عكوري، ضمن إفادات قدمها لهسبريس، ضرب تكافؤ الفرص، قائلا: “ليس من الأخلاقي في شيء أن نسمح بوضع شطرين من التلاميذ في كفة واحدة: تلميذ يعتمد على الغش وآخر قضى العديد من الليالي البيضاء والاجتهاد طيلة السنة”، داعيا الآباء مرة أخرى إلى تحمل المسؤولية باعتبارهم نوابا قانونيين عن هؤلاء الأبناء، حتى لو كانوا يتوفرون على بطاقة التعريف الوطنية.
ولفت المتحدث إلى ضرورة أن “تساعد العائلات مصالح التربية الوطنية، من خلال قطع الطريق عن الوسائل والتقنيات المتطورة التي صارت تعتمد في الغش، والتي أحيانا يكون صعبا ضبطها خلال فترة الامتحان”، مبرزا أن “الآباء عندما يقومون بدورهم، فإنهم يوقفون جميع احتمالات العقوبات التي يمكن تسطيرها في حق الأبناء في حالة ضبطهم في إطار هذه العملية غير السليمة التي لا يمكن أبدا قبولها أو التساهل أو حتى التعاطف مع مرتكبيها”.
وأورد رئيس فيدرالية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب أنه “حتى لو نجحت العمليّة خلال يوم الامتحان، رغم صعوبة ذلك تماماً، فأساتذة التصحيح يراقبون جيدا المعلومات الواردة، وهناك تعليمات صارمة لكشف أي ورقة يشتبه في أنها تعتمد على معطيات متطابقة مع أوراق أخرى أو مع معطيات واردة في مواقع معينة”، مبرزا أن “هذه محطة تحتاج جهد التلميذ وحده، لأننا نتحدث عن امتحانات إشهادية حاسمة في مسار أي شخص”.
من جهة أخرى، حذر عكوري وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة من “عملية تسريب الامتحان، التي تسائلنا جميعا وتستدعي أن تتصدى لها الجهات المختصة بالكثير من الحزم لضمان سير هذه الامتحانات في ظروف عادية”، مشددا على كون “أي تسريب في مادة معينة سيتطلب مجددا توقيف الامتحان وإعادته، وذلك حفاظا على سمعة هذه الامتحانات وهذه الشهادة، وحفاظاً على مصداقية نسب النجاح التي سنسجلها”.
ولفت المتحدث إلى كون “الغش عرف نسبا مقلقة، لكن مع الإجراءات الجديدة نتوقع أن يتم زجرها تدريجيا في أفق القضاء عليها”، مؤكدا أن “جمعيات أولياء التلاميذ تقف في صف وزارة التربية الوطنية في هذه المرحلة، ليس ضد التلميذ الذي مهمتها الدفاع عنه، بل دفاعا عن مصلحته وعن حق بقية التلاميذ في امتحانات تنافسية تكون كلمة الفصل فيها للاجتهاد والعمل الجاد، وليس شيئا آخر”.
ولم يغفل عكوري أن “عملية التقييم في الباكالوريا تحتاج أيضا إلى طرق جديدة ومبتكرة لا تقوم على الحفظ، بل على تحفيز التلاميذ على التفكير والابتكار وتنمية قدراتهم الإبداعية وحسهم النقدي”، معتبرا في الختام أن هذا “من شأنه أن يحجّم القابلية للتفكير في الغش، ويجعل التلميذ يقتنع بأن من نجح بالغش يسيء إلى مساره التعليمي كاملاً ولا يعني أبداً أنه مارس حقه مثلما يعتبر كثيرون يدافعون عن أشياء باطلة”.
المصدر: وكالات
