دعا المفكر المغربي حسن أوريد إلى تأسيس ملتقى دائم ومستمر لربط جسور التواصل الثقافي مع أدب أمريكا اللاتينية.
وأضاف أوريد، الذي كان يتحدث خلال ندوة حول “المثقف والأدوار الدبلوماسية” المنظمة في إطار الملتقى الإبداعي لمدينة القصر الكبير، أن هذا المطلب يأتي وفاءً لروح الروائي المغربي الراحل بهاء الدين الطود، الاسم الذي حملت النسخة الثانية من الملتقى اسمه، ولما تتميز به هذا المدينة من مؤهلات ومميزات تخول لها لعب هذا الدور؛ خاصة معرفتها باللغة الإسبانية وعمقها الثقافي والتاريخي.
واستعرض أوريد أهم المحطات التي جمعته بالراحل، مشيدا بروايته “البعيدون” معتبرا إياها من أفضل الأعمال الروائية المغربية.
وتطرق المفكر المغربي ذاته إلى موضوع مشروع مؤسسة محمد شكري، مشددا على أنه كان يأمل تأسيسها بمعية الراحل، وأبدى أسفه لعدم خروج هذه المؤسسة إلى حيز الوجود.
أورد المتحدث ذاته أن المثقف العربي بشكل عام توارى إلى الوراء وغاب عن المشهد السياسي، مرجعا هذا الوضع إلى هيمنة التقنوقراط على الحياة السياسية واصفا إياهم بالباحثين عن تقديم الأجوبة؛ في حين أن المثقف دوره هو طرح الأسئلة التي تسهم في التقدم، على حد قوله.
من جهته، ركز أسامة الزكاري، في معرض مداخلته، على أعمال الراحل بهاء الدين الطود، مشيرا إلى ارتباط الراحل الوثيق بمسقط رأسه؛ فقد واظب على التعريف به في مختلف المحافل عبر أعماله الأدبية.
وأضاف الزكاري أن الدور الذي كان يقوم به الروائي الطود يعتبر أحد الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها المثقف في علاقته بالآخر؛ الشيء الذي دفع بعض البلدان إلى ترميز مثقفيها وأدبائها كي يعطوا النموذج المجسد لمستوى الثقافة بها.
من جانبه، أثنى أحمد الدافري، في مداخلته، على الراحل بهاء الدين الطود واستعرض شبكة علاقاته القوية مع المثقفين العرب بالشكل الذي جعله يسهم في تقديم أفضل صورة عن بلاده.
وتساءل الدافري حول ما إذا كان على المثقف أن يحاول إيجاد حيز له ضمن فضاءات التواصل الجديدة لكي يضمن الرواج لأفكاره، خصوصا أن مثقفين كبار كان لهم إشعاع كبير في سنوات ما قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي؛ لكنهم الآن مهددون بالنسيان.
من جانبه، قال سعيد الحاجي، مسيرة الندوة، إن أهمية موضوع الندوة تكمن في أن البعد الثقافي في العلاقات الدبلوماسية أصبح له وزن كبير، مستحضرا السياق التاريخي لتوظيف الثقافة في العلاقات الخارجية، والذي ارتبط بالصراع الإيديولوجي بين المعسكرين الشرقي والغربي إبان الحرب الباردة.
كما أشار الحاجي إلى بعض الأمثلة من المثقفين الذين كانت لهم أدوار دبلوماسية من قبيل الشاعر نزار قباني والروائي المصري محمد توفيق والمؤرخ العراقي فتحي صفوت، متسائلا عما إذا كانت الانتقادات الموجهة من طرف الغرب إلى الثقافة العربية هي نتيجة قصور في أدوار المثقف العربي واستغلال القنوات الدبلوماسية للتعريف بهذه الثقافة على الوجه الأمثل.
يشار إلى أن الملتقى الإبداعي لمدينة القصر الكبير في نسخته الثانية، الذي ينظم من طرف الجامعة للجميع ومنتدى أوبيدوم وجمعية إيزيس، سيسدل فعالياته يوم الأحد 21 يناير الجاري منفتحا على كل المقترحات الممكنة لتطوير النسخة المقبلة.
المصدر: وكالات