خلدت فعاليات من المجتمع المدني والمؤسسات الجامعية والتربوية بجهة الشرق، بمصب نهر ملوية، اليوم العالمي للتنوع البيولوجي، عبر تنظيم أنشطة علمية وتحسيسية للرفع من الوعي بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي.
وقُدمت خلال اليوم ذاته، وفق بلاغ توصلت به هسبريس، محاضرات حول العوامل التي ساهمت في تدهور التنوع البيولوجي بالموقع البيولوجي لمصب ملوية، وتآكل الساحل بعد إنشاء السدود على واد ملوية الذي كان يغذيه بالرواسب الضرورية للحفاظ على توازنه، وتنوع العوامل الطبيعية التي تزخر بها جهة الشرق وتنوع مجالاتها الجغرافية التي ساهمت في خلق التنوع البيولوجي الغني بها.
وتطرّق أساتذة مختصون أيضاً إلى إشكالية تراجع الموارد المائية بحوض ملوية، ما أثر سلبا على الإنتاج الفلاحي والغطاء النباتي بالمنطقة، مشيرين إلى تراجع حجم الموارد المائية السطحية والباطنية خلال السنوات الأخيرة، ما أثر على الأنشطة الفلاحية، ودفع سكان القرى إلى الهجرة نحو المدن.
وفي هذا السياق قال محمد بنعطا، مهندس زراعي، رئيس فضاء التضامن والتعاون بجهة الشرقية ومنسق التجمع البيئي لشمال المغرب، إنه يتم الاحتفاء بهذه المناسبة هذه السنة تحت شعار “شاركوا في الخطة”، مشيراً في محاضرته حول: “أهمية الصبيب الإيكولوجي للحفاظ على التنوع البيولوجي للموقع البيولوجي لمصب ملوية” إلى أن اختيار هذا الشعار “يعود بالأساس إلى التراجع المهول والسريع الذي أصاب التنوع البيولوجي، ومن شأنه أن يشكل خطرا كبيرا على كل الموارد الطبيعية والبشر على حد سواء”.
وخلال عرض قُدم أمام المشاركين، من طلبة وتلاميذ وأساتذة جامعيين وفاعلين جمعويين، أكد الخبير البيئي ذاته على أهمية التنوع البيولوجي بموقع مصب ملوية، مستحضراً مختلف الدراسات التي كشفت عن ضم الموقع عددا مهما من النظم الإيكولوجية، كما يزخر بعدد كبير من أنواع مختلفة من النباتات والطيور والأسماك والبرمائيات والزواحف.
غير أن هذا الموقع المصنّف كموقع ذي أهمية بيولوجية وإيكولوجية سنة 1996، وكموقع “رامسار” سنة 2005، يواجه، وفق العرض ذاته، عدة إكراهات تُساهم في تدهور تنوعه البيولوجي، من بينها تأثير محطات الضخ والسدود على الصبيب الإيكولوجي لوادي ملوية، والمخاطر الجديدة المرتبطة بمشاريع بناء السدود الجديدة، ومنها مشروع بناء سد في مشرع الصفصاف، وبالتالي بات الموقع يعيش على عتبة الفقر المائي.
وخرج اللقاء التخليدي، وفق البلاغ ذاته، بمجموعة من التوصيات لأصحاب القرار، أهمها “إعطاء ملوية الشخصية المعنوية القانونية، ورفع قانون حماية الموقع الإيكولوجي لمصب ملوية إلى مستوى منتزه وطني طبقا لقانون رقم 07-22 للمحميات ومراسيمه التطبيقية، والقيام بدراسة علمية هيدرولوجية وبيولوجية لتحديد الصبيب الإيكولوجي بالنسبة لوادي ملوية على غرار الوديان الأخرى، مثل وادي سبو المحدد في 3 م3 في الثانية، ومنع الزحف العمراني على حساب المنطقة الرطبة لمصب ملوية، والتصدي للبناء العشوائي في الموقع، واقتصاد مياه الأمطار التي تلتقطها قناة حماية مدينة السعيدية من الفيضانات لصالح الفرشة المائية لمصب ملوية والموقع البيولوجي”.
كما أوصى المشاركون بـ”إصدار مخطط التسيير للموقع الإيكولوجي لمصب ملوية في أقرب الآجال، وتأمين واحترام الصبيب الإيكولوجي للموقع الإيكولوجي لمصب ملوية طبقا لقانون الماء رقم 15-36، وتحسين جودة وإعادة استعمال المياه المعالجة في محطة السعيدية ورأس الماء وزايو لأغراض الفلاحة أو المساحات الخضراء أو الطبيعة، وتخفيف الضخ على مستوى محطتي الضخ مولاي علي وأولاد استوت والمحطات الأخرى للخواص، وعدم إنشاء محطات ضخ جديدة حفاظا على الصبيب الإيكولوجي للموقع البيولوجي لمصب ملوية، وإعادة النظر في مخطط الماء للسقي والماء الصالح للشرب 2020-2027، خاصة بناء سد مشرع الصفصاف وسدود أخرى على وادي ملوية، مع الأخذ بعين الاعتبار التنوع البيولوجي كطرف في استعمال المياه”.
ونُظمت على هامش حفل تخليد اليوم العالمي للتنوع البيولوجي حملة نظافة بموقع مصب ملوية، بمشاركة أساتذة جامعيين وطلبة الماستر من كلية الآداب والعلوم الإنسانية شعبة الجغرافيا بوجدة، وفضاء التضامن والتعاون بالجهة الشرقية، والتجمع البيئي لشمال المغرب، وجمعية ملوية للبيئة والتنمية، وجمعية أصدقاء البيئة، وجمعية أصدقاء غابة سيدي معافا، ومنتدى الجغرافيين الشباب للبحث والتنمية المستدامة بجهة الشرق وثانوية رأس الماء.
المصدر: وكالات