قال أندريه أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، خلال مشاركته في منتدى الحوارات الأطلسية الذي ينظمه مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد بمراكش، إن “المغرب وضع لبنات نموذج تنموي قوي وفعال من شأنه تعزيز التراكمات السابقة”.
وأضاف أزولاي، في جلسة عامة حول المتغيرات الدولية بالمحيط الأطلسي صباح اليوم الجمعة، أن “المغرب يتمتع بحكامة جيدة للغاية، تدعمها ظروف الاستقرار السياسي والقيادة الملكية المتميزة”، مشيدا بـ”السياسات المغربية التي صمدت أمام الأزمات الكبرى، منذ 2008 إلى غاية 2022”.
وواصل شارحا في هذا الصدد: “المغرب تخطى الأزمة المالية لسنة 2008 بنجاح، والشأن نفسه ينطبق على أزمة كوفيد-19، حيث قدمت المملكة أجوبة عملية ناجحة رغم صعوبة الظرفية العالمية”، مثنيا على “أساليب تدبير الأزمات في المملكة”.
وذكر المستشار الملكي بأن “المغرب تحكم في الأزمات العالمية؛ لكن ذلك لا يعني أننا الأفضل”، مشيرا إلى أن “المملكة رغم ذلك صمدت أمام أزمات خطيرة؛ ما أسهم في اجتيازها بنجاح لهذه الأزمات العصيبة”، معتبرا أن “المملكة تعالج إخفاقاتها بنفسها، وتعالجها بنفسها بعيدا عن الآخر”.
كما استغل أندريه أزولاي الجلسة للحديث عن الأزمة الفرنسية-المغربية في ظل حضور بعض وزراء الخارجية الفرنسية السابقين، بإيراده أن “فرنسا والمغرب يحتاجان إلى بعضهما البعض؛ لكن بعض وسائل الإعلام الفرنسية تتحدث بطريقة مؤلمة عن المغرب، لأنها لم تستوعب بعد ميكانيزمات التفكير المغربي”.
واستطرد: “فخور ببلدي الذي يسير بوتيرة متقدمة في تنزيل المشاريع الاجتماعية والاقتصادية؛ آخرها ورش تعميم التغطية الصحية على كل المغاربة”، مؤكدا أن “تاريخ بلدنا عريق، ولطالما نجح في تدبير كل الإشكاليات الوطنية والخارجية”.
وبهذا الخصوص، رأى المستشار الملكي بأن “المملكة المغربية هي أرض التسامح والتعايش منذ القدم، حيث يتم تنظيم مهرجانات دينية بالصويرة تجذب آلاف المسلمين واليهود من كل بقاع العالم، وهو نموذج للتعايش لا يمكن أن نجده في أي بلد بالعالم”.
واعتبر أندريه أزولاي بأن “وثيقة النموذج التنموي الجديد استراتيجية؛ لأن عشرات الخبراء والمفكرين والأكاديميين والوزراء أشرفوا على كتابتها بدقة وعناية، بهدف التفكير في معالم مغرب المستقبل نظرا إلى التحديات المقبلة بالعالم”.
المصدر: وكالات