الأحد 23 أبريل 2023 – 17:47
لا ينفك النظام العسكري الجزائري عن معاكسة المغرب في جميع المحافل الدولية ولو بدون مناسبة، حتى أصبحت الآلة الدبلوماسية الجزائرية متخصصة في إنتاج المهاترات السياسية. ولعل آخر فصول التطاول العسكري على المغرب تمثل في ردود الفعل التي تلت تعيين أمينة سلمان في منصب الممثلة الدائمة لاتحاد المغرب العربي لدى الاتحاد الإفريقي.
وعوض تقديم التهاني لأمينة سلمان، التي تم انتخابها بطريقة ديمقراطية في احترام تام للقواعد الدبلوماسية، لجأت آلة الدعاية الجزائرية كعادتها إلى نظرية المؤامرة، التي سيطرت على الخطاب السياسي للنخب الجزائرية، التي تتهرب من مسؤوليتها التاريخية، وهي الورقة التي أضحت مربحة للجيش، الذي يتهرب من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي يكابدها الشعب الجزائري الشقيق.
والدليل على شرعية انتخاب أمينة سلمان في منصبها الجديد هو الاستقبال الرسمي الذي حظيت به من طرف موسى فقي، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، الذي قبل استلام أوراق اعتمادها بصفتها الممثلة الدائمة لاتحاد المغرب العربي لدى الاتحاد الإفريقي، فما الذي يفسر الاحتجاج الجزائري المعزول على عملية الانتخاب؟. هذا لا يحتاج إلى تفسير لأنه يرتبط بالحقد العسكري الجزائري على المملكة المغربية.
هذه المحطة الدبلوماسية كافية لأي متتبع لشؤون قضية الصحراء المغربية كي يدرك دواعي التعنت الجزائري في إنهاء النزاع طويل الأمد، الذي أدت المنطقة المغاربية تكلفته السياسية، علما أن الرباط دعت أكثر من مرة إلى إحياء حلم الوحدة المغاربية منذ عهد الملك الراحل الحسن الثاني، لكن هذه الأماني الطموحة تصطدم دوما بالإيديولوجية العسكرية البائدة لدى الجيران.
لقد بات واضحا للجميع أن قصر المرادية هو الطرف الوحيد المسؤول عن تجميد أجهزة الاتحاد المغاربي، بلسان اتحاد المغرب العربي نفسه، الذي انتقد للمرة الأولى في تاريخه الخطاب السياسي الجزائري إزاء التكتل المغاربي، حيث قال في بيانه، الذي رد فيه على اتهامات عبد المجيد تبون بخصوص عملية الانتخاب، “نتأسف لما وقعت فيه الأطراف الجزائرية من تناقض بوصف الأمين العام بعبارة (أمين عام سابق)، رغم أن كبار رجال الدولة الجزائرية واصلوا مراسلة الأمين العام باسمه وبصفته منذ غشت 2022 حتى الآن، بما لا يقل عن تسع مراسلات”.
المصدر: وكالات