جرى، اليوم بمقر أكاديمية المملكة بمدينة الرباط، استقبال الكُتّاب الذين تمكنوا من الوصول إلى الدور النهائي من المسابقة القارية “الكتاب الإفريقي” في دورتها الخاصة بسنة 2024، بعد أن اختيروا من بين ما يقرب من 40 كاتبا بالقارة شاركوا ضمن المسابقة التي تنظم سنويا بهدف استكشاف المواهب الإبداعية الشابة لإفريقيا.
وبحضور عبد الجليل الحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، إلى جانب أعضاء اللجنة الأدبية المعنية باختيار الفائزين والتي ترأسها الكاتبة فيرونيك تادجو، تم التعريف بالكُتاب الخمسة الذين تمكنوا من الوصول إلى الدور النهائي، في انتظار اختيار أحدهم للظفر بنسخة هذه السنة من المسابقة، سيتم تتويجه بالمعرض الدولي للنشر والكتاب.
36 مشاركا وفائز واحد
تمكن من الوصول إلى نهائي المسابقة كل من موحا حرمل ومريم سلامي كممثلين للجمهورية التونسية، هاري باري الكاتبة الحاملة للجنسية الملغاشية، فضلا عن الكاتب الكاميروني أنجيلو بايوك والكونغولية ديباكانا مانكيسي؛ تقدم هؤلاء المبدعون الممثلون لدول مختلفة بكتاب من إعدادهم وإصدار دور نشر بالقارة.
وشارك ضمن مختلف أطوار المسابقة ما يصل إلى 36 كاتبا، مثلوا 27 دار نشر و15 دولة بالقارة، في الوقت الذي تنص أدبيات المسابقة على أن يكون الكتاب المتقدم به مكتوبا بالفرنسية ويؤلفُه كاتب إفريقي ويصدرَ عن دار نشر داخل القارة الإفريقية كذلك.
وبخصوص العناوين التي تمت المشاركة بها ضمن هذه الفعالية الأدبية، تقدمت الكاتبة مريم سلامي بكتابها “Je jalouse la brise du sud sur ton visage”، فيما تقدم موحا حرمل بكتابه “Siqal, l’antre de l’ogresse”، بينما شارك أنجيلو بايوك بكتاب عنون بـ “Percussions” الصادر بالمغرب. أما الكاتبة الكونغولية دياباكانا مانكيسي فشاركت بكتابها المعنون بـ”Le psychanalyste de Brazavile”، في حين أن الكاتبة الملغاشية هاري راباري تمكنت من الوصول إلى النهائي عبر كتابها “Zakoa”.
بحثٌ عن المواهب
في هذا الصدد، قالت فيرونيك تادجو، أديبة رئيسة لجنة مسابقة الكتاب الإفريقي، إن “هذه الفعاليات تأتي في إطار المسابقة التي تهم اختيار أفضل كتاب على المستوى الإفريقي من خلال البحث بعمق عن الكاتب الذي يمكن أن نقول عنه إنه يكتب بشغف من بين الكتاب الموجودين بالقارة ككل”.
وأضافت فيرونيك، في تصريح لهسبريس، أن “ما يميز هذا الدور النهائي للمسابقة هو مشاركة كتّاب شباب يمثلون دولا مختلفة من عموم التراب القاري، مما يعطينا الفرصة كلجنة من أجل الاحتفاء بهذه المواهب الإبداعية؛ فقد تم اختيار 5 مشاركين من بين ما يقرب إلى 40 مشاركا، على أن نلجأ فيما بعد إلى اختيار فائز واحد بمسابقة الكتاب الإفريقي؛ غير أنه في الحقيقة يظل المشاركون الخمسة فائزين ككل”، منوهة بـ”جودة وتنوع الكتب التي جرى التقدم بها من قبل المشاركين الذين يمثلون دولا مختلفة والذين نظل أمام فرصة للتعريف بهم وتحفيزهم والتعريف بهم، باعتبارهم ذوي مهارات إبداعية”.
تشجيعٌ للإبداع
من جهتها، قالت مريم سلامي، كاتبة تونسية مشاركة في المسابقة: “لدي رواية بالفرنسية شاركت بها ضمن هذه المسابقة التي تعنى بالكتاب الإفريقي، ومن الشرف أن نكون موجودين هنا بالمغرب وبهذا المكان الذي يختزن أصالة وعراقة المملكة؛ فنحن اليوم فائزون أولا بوجودنا هنا وبوصولنا إلى المرحلة النهائية من المسابقة الأدبية المعنية باختيار كاتب السنة”.
وأضافت سلامي، في تصريح لهسبريس، أنه “من الأشياء الجميلة أن يتزامن الدور النهائي من هذه المسابقة مع استمرار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي يبين بشكل فعلي تطور الكتابة الأدبية بالمغرب وحرص البلاد عبر المؤسسات الوصية على دعم الإبداع”.
بدوره، أشاد أنجيلو بايوك، الكاتب الكاميروني المشارك في المسابقة، بهذه المسابقة الأدبية الأولى من نوعها بالقارة؛ بالنظر إلى مساهمتها في “النهوض بالفعل القرائي الإفريقي والإبداعي كذلك، حيث “لم يكن من السهل إقناع اللجنة لاختيارك من بين عشرات المشاركين من الشباب المبدعين الأفارقة”.
إشادة متواصلة بالمسابقة
على النحو ذاته، قالت هاري باري، كاتبة ملغاشية مشاركة في المسابقة، إن “مشاركتي هذه أتت بعد أن قامت دار النشر التي صدر عنها كتابي بتسجيلي ضمن هذه المسابقة القارية التي تظل مهمة؛ فقد تم اختيارنا من بين العشرات لنصل، اليوم، إلى الدور النهائي”.
ولفتت باري، في تصريح لهسبريس، إلى أن “المشاركة بهذه المسابقة لم تكن سهلة، حيث تم اختيارنا من بين ما يصل إلى 36 فردا من الكفاءات الأدبية الشابة بالقارة الإفريقية، لنصل اليوم إلى المرحلة النهائية من هذه المسابقة”، موردة أن “مجرد الوصول إلى هذا الدور يظل في حد ذاته إنجازا كذلك”.
كاتب ثانٍ جاء من بلاد الياسمين تونس بعد أن تم اختياره ضمن الخمسة الأوائل؛ يتعلق الأمر بالكاتب موحا حرمل، الذي يشغل كذلك منصب أستاذ لمادة الفلسفة بالأقسام الثانوية والذي أكد أن “المسابقة تظل بادرة جد مهمة؛ بالنظر إلى الآفاق التي تفتحها أمام الكُتّاب الشباب ومؤلفاتهم من أجل تجاوز الحدود الوطنية والانفتاح على القراء بعموم القارة”.
وأورد حرمل، الذي تحدث لهسبريس، أن “مجرد الوصول إلى نهائي المسابقة القارية فإنه في حد ذاته إنجاز بالعودة إلى المشوار الذي تم قطعه قبل أن يأتي علينا اختيار اللجنة”، مسجلا أن “المسابقة نافذة للالتقاء بالمواهب الإفريقية الشابة والتبادل الثقافي والأدبي معها”.
المصدر: وكالات