فازت ثلاث أطروحات بالنسخة الأولى من مسابقة “أطروحتي”، التي نظمت، الجمعة، برئاسة جامعة القاضي عياض، بعد تنافس ثمانية مترشحين من مختلف التخصصات ومن جامعات مغربية متنوعة، تمّ اختيارهم لاستيفائهم شروط المسابقة، ومن أبرزها ارتباط أطروحة الدكتوراه بقضية الصحراء المغربية.
واختارت اللجنة العلمية التابعة للمركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء، خلال حفل الإعلان عن الفائزين بجائزة “أطروحتي في عشر دقائق”، التي نظمها المركز ذاته، حكيم التوزاني من جامعة ابن زهر كفائز بالمرتبة الأولى؛ فيما حازت المرتبة الثانية الطالبة تفرح بوكرين، المنتمية إلى جهة العيون الساقية الحمراء، والمنتسبة إلى جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، بينما عادت المرتبة الثالثة (مناصفة) إلى كل من الباحث محمد أحمد حمنة، من جامعة القاضي عياض، والذي ينتمي إلى جهة الداخلة، وعلي لمطهري من جامعة عبد المالك السعدي بطنجة.
وأكدت ملخصات هذه الأطروحات، التي قدمت عروضا في حدود 10 دقائق أمام لجنة علمية تابعة للمركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء، أن قضية الصحراء المغربية تحتاج إلى مدخل علمي يتأسس على باحثين من أقاليمنا الجنوبية، لأن الترافع العلمي اليوم يشكل الحجر الأساس، خاصة في ظل القيم السائدة في العلاقات الدولية، إلى جانب الجهود التنموية والدبلوماسية المناصرة للوحدة الترابية للمملكة المغربية.
وبهذه المناسبة قال الحسن أحبيض، رئيس جامعة القاضي عياض: “دأبت هذه المؤسسة العلمية على تنظيم هذه المسابقة التي تشكل فرصة لكشف الطاقات العلمية، كنخبة مثقفة وشابة اختارت الذود عن قضايا الوطن بالمقاربة العلمية، ما يشكل مبعث افتخار، ويعتبر حالة اطمئنان أمام المستقبل”.
وأوضح محمد بنطلحة الدكالي، رئيس المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول قضايا الصحراء، في تصريح للجريدة الإلكترونية هسبريس، أن “هذا الاحتفال بالباحثين الذين أعدوا أطروحاتهم حول الصحراء تم بحضور شخصيات وطنية مشهود لها بخبرتها بشأن الصحراء المغربية، وديناميتاها الداخلية والخارجية، من قبيل محمد الشيخ بيد الله، الرجل الوطني الذي أعطى لبلده الشيء الكثير ولجيل من الشباب دروسا في الوطنية والالتزام”.
وعن الباحثين المتنافسين قال المتحدث نفسه: “وقفت اللجنة العلمية على امتلاك المشاركين الكفايات الترافعية باللغات العالمية الحية الأكثر انتشارا في المحافل والمنتديات الدولية، ما يعني أن الترافع كفن من أجل القضية يحتاج إلى لغة الآخر لمخاطبته بلغته، خاصة الإسبانية والإنجليزية”، وزاد: “المركز بصدد إصدار كتب باللغتين للتعريف بعدالة القضية أمام المنتظم الدولي”.
أما محمد الشيخ بيد الله، الذي يعتبر من القيادات الصحراوية المغربية، فأشاد بهذه المبادرة العلمية، التي “تعكس أن جامعة القاضي عياض في شخص المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول قضايا الصحراء تملك رؤية فلسفية علمية للقضية الوطنية”، مؤكدا “أهمية هذه المقاربة العلمية تجاه قضية الوحدة الترابية، التي تحتاج اليوم إلى تأسيس علمي قوامه ترافع باحثين شباب يملكون وسائل المحاججة لإقناع الآخر بمغربية الصحراء”.
وفي السياق ذاته استعرض الدكتور محمد الطيار، الخبير الإستراتيجي والأمني، مسارات القضية الوطنية وتأثيراتها الإستراتيجية في منطقة الساحل والصحراء، والأسباب التي تطيل عمر هذا الصراع المفتعل من طرف الجزائر، مبرزا أن “التداعيات لا تستهدف المغرب فقط، بل جميع دول العالم التي تجد نفسها أمام مجال جغرافي أضحى تربة خصبة لانتشار الجماعات الإرهابية وعصابات الاتجار بالبشر وتهريب الأسلحة والمخدرات”.
وتابع الباحث ذاته كلمته مؤكدا أن “اتساع قاعدة الدول الداعمة لخيار الحكم الذاتي يعكس وعيا إستراتيجيا وأمنيا لدى هذه الدول لفائدة أمنها القومي والإقليمي”.
المصدر: وكالات