احتضنت جامعة محمد الخامس بالرباط، مؤخرا، مناقشة أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الاقتصاد والتدبير ضمن بنية البحث “حكامة إفريقيا والشرق الأوسط”، تقدمت بها الطالبة الباحثة إيناس بوبكري تحت عنوان “الطرق الجديدة للحرير.. شمال إفريقيا والشرق الأوسط”، تحت إشراف الدكتور محمد حركات، أستاذ الاقتصاد السياسي والحكامة ومنسق فريق البحث.
وقدَّمت الباحثة أهم مراحل بحثها الرئيسية، المتمثلة في تحديد السياق العام للموضوع والفضائل العلمية والعملية للدراسة، والفرضيات العلمية المعتمدة، والمقاربة المنهجية والعملية للبحث، والنتائج المستخلصة بالنسبة لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، خاصة عناصر الاستراتيجية المقترحة للمغرب من أجل تأمين حكامة دبلوماسية فضلى في إطار مشروع الطريق الجديد للحرير.
كما وقفت بوبكري على مجموعة من الاستنتاجات والتوجهات الاستشرافية للبحث في الموضوع، حيث ذكرت أن المغرب انضم إلى مبادرة الحزام والطريق عام 2017 من خلال توقيع مذكرة تفاهم بهدف الاستفادة من البنى التحتية والتمويل المقترح من الصين.
وفي هذا السياق قدمت الأطروحة مجموعة من الاقتراحات المنهجية والعلمية التوجيهية لتطوير المشروع في المغرب، والاستفادة من فضائله التنموية، التي تتجلى في تقييم الاحتياجات الأساسية للبنية التحتية، والأولويات الاقتصادية والاجتماعية، وأهداف التنمية المتوافقة مع الطريق الجديد للحرير، حيث يمكن أن يتضمن ذلك تحديد القطاعات الرئيسية والمناطق والمشاريع، التي تكون استراتيجياً مهمة للتنمية الاقتصادية في المغرب والتواصل الإقليمي.
كما اقترحت الطالبة الباحثة وضع سياسة واضحة على الصعيد الوطني في إبراز الأولويات المسطرة والأهداف المتوقعة من هذا الشراكة، بالإضافة إلى الإرشادات في مجال الارتباط، كما ينبغي أن يتضمن ذلك صياغة استراتيجية وطنية متكاملة أو خطة عمل تحدد أدوار ومسؤوليات الأطراف المعنية المختلفة، بما في ذلك الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والجماعات الترابية.
علاوة على ذلك تضمنت الاقتراحات المنهجية والعلمية تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لخلق بيئة مواتية لمشاركة القطاع الخاص، بما في ذلك إجراءات الإصلاح التنظيمي وآليات التخفيف من المخاطر، حيث يمكن للمغرب أيضًا إنشاء منصات محددة لتسهيل الشراكات بين القطاعين، وجذب الاستثمارات الخاصة، وتقييم مفصل للمخاطر المتعلقة بمشاريع الطرق الجديدة للحرير، بما في ذلك المخاطر البيئية والاجتماعية والمالية والجيوسياسية. ويمكن أن يشمل ذلك الاستعانة بخبراء ومستشارين مستقلين، وإجراء فحص مسبق للشركاء ورواد الأعمال في المشروع لضمان استدامة المشاريع.
واقترحت الطالبة ذاتها أيضا المشاركة الفعَّالة في المنتديات والمنصات الإقليمية والدولية المتعلقة بالطرق الجديدة للحرير لتعزيز التعاون الإقليمي، والتنسيق وتبادل المعرفة، إلى جانب وضع آليات المتابعة والتقييم لقيادة إنجاز وتقدم مشاريع طريق الحرير من خلال وضع مؤشرات نجاعة الأداء والاستعانة بخبراء مستقلين للتأكد من تنفيذ المشاريع وفقًا للأهداف الاستراتيجية وأولويات التنمية الشاملة بالمغرب.
وناقشت الطالبة الباحثة أطروحتها أمام لجنة مكونة من الدكتور سعيد حنتي، أستاذ التعليم العالي، مقررا ورئيسا، والدكتور محمد حركات، أستاذ التعليم العالي، مشرفا وعضوا، والدكتور هشام عطوش، أستاذ التعليم العالي، مقررا وعضوا. كما ضمت اللجنة الدكتور إبراهيم دينار، أستاذ التعليم العالي، مقررا وعضوا، والدكتور عبد الله اليوسفي، أستاذ التعليم العالي، والدكتور مصطفى الخياط، أستاذ التعليم العالي، بصفتهما عضوين.
وبعد المناقشة والتقييم العلمي الدقيق للأطروحة قررت لجنة المناقشة منح الباحثة إيناس بوبكري لقب دكتورة في العلوم الاقتصادية والتسيير بتقدير مشرف جداً، مع تهاني أعضاء اللجنة والتوصية بالنشر.
المصدر: وكالات