شهدت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا، السبت، مناقشة علمية لأطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية، تقدم بها الطالب الباحث عبد الرزاق الازهري في موضوع “حق التقاضي في المادة الإدارية بين النص الدستوري واجتهاد القضاء الإداري: دراسة مقارنة”.
وبعد الاستماع لعرض الطالب الباحث، ومناقشة الأطروحة من قبل اللجنة العلمية، وما قدمه أعضاؤها من ملاحظات في الشكل والموضوع، ورفع الجلسة للمداولة، حصل الطالب الباحث عبد الرزاق الازهري على شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا.
وتتمثل الإشكالية الرئيسية التي تقوم عليها هذه الدراسة في مدى كفاية ضمانات التقاضي التي أقرها دستور 2011 في حماية حق المواطن في ممارسة التقاضي الإداري، ومدى قدرة القضاء الإداري المغربي على التطبيق العملي لهذه الضمانات على أرض الواقع، وتحقيق حماية قضائية إدارية فعالة نهوضا بوظيفته الدستورية كحام للحقوق والحريات، والأمن القضائي والقانوني.
وتتكون الأطروحة من قسمين، الأول تمت عنونته بـ”أية حماية لحق التقاضي الإداري في ظل دسترة الضمانات العامة للتقاضي؟”، وفيه حاول الباحث استكشاف “دور الضمانات العامة للعدالة في صون حق التقاضي الإداري من خلال فصلين، الأول تناول أثر دسترة المبدأ العام لحق التقاضي ومبدأ سمو المواثيق الدولية على حماية ممارسة التقاضي في المادة الإدارية، والثاني خُصص لمقاربة سؤال النفاذ للعدالة الإدارية في ظل دسترة الضمانات الإجرائية والموضوعية لممارسة حق التقاضي في بُعده العام”.
أما القسم الثاني فتمت عنونته بـ”مدى التطبيق القضائي للضمانات الدستورية الخاصة بحق التقاضي الإداري”، وفيه حاول الباحث استكشاف “نطاق التطبيق القضائي لدسترة حق الطعن في كل القرارات المتخذة في المجال الإداري، والتطبيق القضائي للأسس الدستورية الحديثة لدعوى المسؤولية الإدارية”.
وخلصت الأطروحة إلى أنه “رغم مخالفة دستور المملكة لسنة 2011 لتوجه الدساتير السابقة، حيث شكل لبنة إيجابية من لبنات ترسيخ العدالة ببلادنا، إذ نص ولأول مرة على حق التقاضي في مبدأه العام وأحاطه بمجموعة من الضمانات، غير أنه لم يول حق التقاضي الإداري المكانة الدستورية التي يستحقها أسوة بالدساتير المقارنة محل الدراسة، حيث خص التقاضي الإداري بضمانات معدودة”.
وأشارت الأطروحة إلى أن “الدستور الحالي في حاجة إلى المزيد من التقوية في ما يخص حماية الحق موضوع الدراسة في مستقبل التجربة الدستورية للمملكة”، حيث قدّم الطالب الباحث مجموعة من الحلول والمقترحات المستنبطة من الدساتير المقارنة محل الدراسة.
أما بخصوص الحماية القضائية فأكد الطالب الباحث أن “القضاء الإداري المغربي حقق مجموعة من المكتسبات، إذ راكم تجربة واعدة في تمكين المواطنات والمواطنين من حقهم في التقاضي حماية لحقوقهم المشروعة، وهو ما تأكد من تحليل أحكامه وقراراته التي عكست عمله الدؤوب والمستمر في تطبيق الضمانات الدستورية”.
واستدرك الباحث بأن “هذه الجهود مازالت تصطدم بمجموعة من المثالب والمعيقات التشريعية والمؤسساتية التي تعرقل التجسيد العملي الفعال لضمانات التقاضي وتخل بقيمتها الدستورية، ما يقوض حق المواطن في مقاضاة الإدارة؛ لذلك قدمت هذه الأطروحة العديد من الحلول والمقترحات التي تبتغي تمتين الحماية القضائية للحق موضوع الدراسة أسوة بالأنظمة القضائية المقارنة”.
يشار إلى أن الأطروحة أشرف عليها عبد الحميد عدنان، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا، بحضور لجنة علمية تتشكل من ثورية لعيوني، أستاذة التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا، بصفتها رئيسة، وأحمد أجعون، أستاذ التعليم العالي وعميد كلية العلوم القانونية والسياسية بالقنيطرة، بصفته عضوا، والشريف الغيوبي، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا، بصفته عضوا، ومحمد بولغالغ، أستاذ مؤهل بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي، بصفته عضوا.
المصدر: وكالات