قالت رابطة أطباء التخدير والإنعاش بالشمال إن حوالي 1.5 مليون مغربي لا تصلهم علاجات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، موضحة، ضمن بلاغ لها، أن التقديرات الرسمية تشير إلى إصابة 2,7 مليون مواطن مغربي بداء السكري، بينهم 27 ألف طفل، في حين إحصائيات وزارة الصحة تفيد بأن هناك فقط مليونا و200 ألف مريض بالسكري فقط، هم من يتلقون العلاجات في مستشفيات المملكة.
وفي هذا الإطار، قال الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، إن “هناك تقريبا ثلاثة ملايين مغربي مصابين بالسكري، ليسوا كلهم مسجلين، بل الرقم حسب الدراسات هو أن ما بين 10 و12 بالمائة من البالغين مصابون بالسكري من النوع الثاني، وما بين 25 و27 ألف طفل يعانون من السكري نوع 1”.
وأضاف حمضي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “نصف المصابين بالسكري (49 بالمائة) لا يعرفون أنهم مصابون به، ليس في المغرب فقط بل على الصعيد العالمي”.
وأوضح أنه “تقريبا 1.4 مليون شخص لا يعلمون أنهم مصابون، والنصف الثاني على علم، منهم من يلج للعلاج ومنهم من لا يلج إليه”.
وتابع قائلا: “بحسب بلاغ سابق لوزارة الصحة، يتم علاج 1.2 مليون مغربي داخل المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة”، مشددا على أنه “ليس بالضرورة يلج المرضى إلى مراكز وزارة الصحة، بل منهم من يلجأ إلى القطاع الخاص، ومنهم من يتابع لدى القطاع الخاص ويأخذ الأدوية من مراكز وزارة الصحة”.
أما عن أسباب الإصابة، فذكر حمضي أنه “فيما يخص السكري نوع 1، فإنه يصيب الأطفال في سن مبكرة من الأيام أو الشهور أو السنوات الأولى، 1% من حالات السكري”، موضحا أن “سبب السكري نوع 1 غير معروف بالتدقيق، لذلك ليس هناك سبيل للوقاية منه”.
أما السكري من النوع الثاني، فإن “أسباب الإصابة به مرتبطة بالتغذية غير المتوازنة: السكريات، الدهنيات، انعدام أو قلة الحركة، ارتفاع الوزن، السمنة والتدخين”، يوضح حمضي، مشيرا إلى أن الوقاية منه مرتبطة بـ “تغذية سليمة ومتوازنة: خضر وفواكه، ونشاط بدني منتظم، والتحكم في الوزن وعدم التدخين”.
ولتفادي المشاكل المرتبطة بالسكري ومضاعفاته، أوصى الطبيب ذاته بـ “الكشف المبكر بشكل منتظم حتى في غياب أي أعراض، والعلاج المنتظم بالحمية، والنشاط البدني، والأدوية والتتبع بالتحاليل”.
ونبه المتحدث إلى أن “مرض السكري مزمن ومكلف جدا في مرحلة المضاعفات: موت مبكر، فقر، ضياع العمل والإنتاج، تصفية الدم، جراحات القلب، إعاقات، جلطات القلب والدماغ، وهو مكلف للمريض والأسرة والمجتمع، لذلك يجب توفير الكشف المبكر والعلاج والتحاليل مجانا، أي بتغطية 100 لجميع المصاريف المرتبطة بالسكري”.
وختم حمضي بأن “هذا الاستثمار من طرف الدولة في الوقاية والكشف المبكر والعلاج المنتظم، هو أقل بكثير من حيث الكلفة من انتظار المضاعفات”.
المصدر: وكالات