أعلن فريق علمي دولي عن اكتشاف “أسنان متحجرة يحتمل أن تمهد لوصف نوع جديد من أسماء القرش المنقرضة قبل ملايين السنين، مع فترة زوال الديناصورات”، وتحديدا بالرواسب الفوسفاتية بمدينة خريبكة، وقد أطلق عليه اسم “Pseudocorax heteroserratus”.
وحسب ما نشرته مجلة “Journal of Paleontology”، تحديدا عبر بوابة “Cambridge University Press”، فإن الاكتشاف الذي يعود أوليا إلى سنة 2024، وقد تم توصيفه العام الجاري، “شاهد على التنوع البيولوجي الذي ساد قبل نهاية العصر الطباشيري، ويفتح مسارا جديدا حول أصناف أسماك القرش التي عاصرت فترة نهاية الديناصورات”.
وأضاف المصدر ذاته أن الاكتشاف الذي يعود إلى عصر “Late Maastrichtian”، الذي يؤرخ لفترة قصيرة تاريخيا قبل “الانقراض الجماعي الذي قضى على الديناصورات”، يظهر اختلاف “P. heteroserratus” بشكل لافت عن الأنواع المعروفة سابقاً في جنس “Pseudocorax”، خاصةً غير المُسننة منها، حيث يتميز سن هذا القرش (الجزء القاطع من السن) بأنه أعرض بكثير، بجانب قاعدة سن ممتدة أفقياً.
وتابع المنشور ذاته: “السمة التشخيصية الأبرز هي التباين الهائل في التسننات على حواف الأسنان، وهو ما ألهم اسمه الذي يعني ‘المُسنن بشكل مختلف’، حيث تتراوح التسننات بين الخشنة والدقيقة، وقد تكون غائبة تماماً على بعض الأسنان. كما أن هذا التنوع لا يرتبط بموقع السن في الفك، ما يستبعد أن يكون ناتجاً عن اختلافات في التطور العمري للقرش”.
وقد ساهمت العينة الكبيرة من الأسنان المعزولة التي تم جمعها في إثبات هذا التنوع غير المسبوق. وتؤكد الدراسة أن استخدام عينات كبيرة أمر بالغ الأهمية في علم الأسماك القديمة لدراسة أسماك القرش المعروفة فقط من أسنانها؛ فبدون هذه العينة الضخمة كان من الممكن أن يظل هذا النوع غير موصوف أو يُخلط بينه وبين الأنواع المعروفة سابقا، وفقها.
وزاد المصدر نفسه: “الوجود المشترك لنوعين مُسَنَّنين من Pseudocorax في هذا العصر يثير التساؤل حول كيفية تطور خاصية التسنن. هل حدث التطور بشكل تدريجي وموحد في جميع أفراد السلالة أم حدثت نشأة التسنن بشكل مستقل لمرتين”.
وتواجه الدراسة صعوبة في التمييز بين أسنان الفك العلوي والسفلي في الأجزاء الخلفية من الفك، ما جعل بعض تصنيفات الأسنان “محتملة” (tentative). ومع ذلك فإن الأسنان الأمامية العلوية تبقى هي الأكثر تشخيصاً والأسهل تمييزاً عن النوع الشقيق P. affinis. وقد ساعد التنوع الشكلي في تأكيد ظاهرة التغاير السني (Heterodonty) في هذا القرش.
وجُمعت العينات المستخدمة في الدراسة من قبل التجار المرخصين للأحافير، ومنهم جامع الحفريات المغربي بوبكر الشعيبي وابنته إخلاص الشعيبي.
المصدر: وكالات
