بعد أسبوع على الفاجعة التي هزت أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت جراء الهزة الأرضية التي ضربت المنطقة، عدنا إلى دوار تيكخت بإقليم شيشاوة لنرصد مآل الناجين من الموت.
بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى الدوار التابع لجماعة أداسيل، والسكان يتأقلمون مع الوضع الجديد بعدما خيم الموت والخوف، ليلة الجمعة 8 شتنبر، على المنطقة.
لا تزال المباني المنهارة شاهدة على فاجعة كبيرة عمت المكان، لكن السكان يحاولون جاهدين ترك الأحزان خلفهم، وبدء حياة جديدة.
كثير منهم فقد أقاربه. رجال وجدوا أنفسهم عاجزين عن إنقاذ أبنائهم وزوجاتهم وآبائهم من الموت، ونساء لم يستطعن إنقاذ أزواجهن، وأطفال أضحوا أيتاما في لحظة.
عوضت الخيم المنازل، وصارت اللوحات الشمسية تساهم في إنارة المكان، بينما تم وضع مراحيض يتم استعمالها بشكل مشترك.
يؤكد سكان الدوار، خلال زيارة قامت بها هسبريس للمنطقة بعد مرور أسبوع على الفاجعة، أنهم بدؤوا ينسون الواقعة بسبب الكم الكبير من التضامن معهم.
ووفق أحد شبان الدوار المنكوب، فإن التعاطف الكبير من لدن المغاربة كان سندا لهم في تجاوز المحنة، ونسيان ما حدث في تلك الليلة التي لم يعودوا يرغبون في تذكر تفاصيلها.
أما إحدى النساء التي فقدت زوجها، فشكرت الله على ما حدث، مضيفة بلغتها الأمازيغية الممزوجة ببضع كلمات بالعربية أنهم يحاولون الآن التأقلم مع الوضع الجديد في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع.
في المقابل، وبالرغم من إقدام السلطات بعمالة شيشاوة على توفير أعداد مهمة من الخيم، فإن بعض السكان ما زالوا ينتظرون توفير خيم أخرى لهم حتى تتمكن كل أسرة من استغلالها.
وكانت فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة السكنى وسياسة المدينة، قد زارت المتضررين، مؤكدة أن الحكومة تعمل وفق التعليمات الملكية على توفير احتياجات الساكنة، وتسريع تفعيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضررا من الزلزال.
وحلت المنصوري بالمنطقة، مرفوقة بسمير كودار، رئيس جهة مراكش آسفي، وعامل إقليم شيشاوة، إلى جانب عدد من المسؤولين المركزيين بوزارة السكنى.
المصدر: وكالات