قال رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، إن جهة درعة تافيلالت مجال ترابي جد مهم يتميز باستقامة رجاله ونسائه وشبابه، واصفا إيّاها بـ”جهة أغاراس أغاراس”، ومثمناً “دينامية التنمية التي شهدتها الأقاليم الخمسة للجهة بقيادة اهرو أبرو، رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت، بعد فترة ركود تنموي عرفته طيلة السنوات الست الماضية”.
أخنوش، الذي لم يُخف فرحة حضوره إلى جهة قال إنه اعتزّ برئاستها قبل سنوات، مع إنجاز مشاريع مهيكلة حينها، أضاف متحدثاً خلال اختتام فعاليات الجلسة العامة لـ”منتدى المنتخبين الأحرار” بمدينة ورزازات، مساء اليوم الأحد 19 مارس 2023، أن “الغاية الأساس من عقد جولة المنتديات الجهوية للمنتخبين الأحرار تظل هي الحديث إلى المغاربة جميعاً كرئيس للحكومة من خلال الوقوف على حاجيات البلاد وتوثيقها قصد دراستها، والاستماع أيضا لأحزاب أخرى لاحقا من أجل إيجاد حلول لجميع المغاربة كل حسب إمكانيته”.
وأكد رئيس الحكومة أن “هذه المقاربة تستدعي وقتاً”، لافتا إلى أن “طريقة التعامل مع مطالب الساكنة المحلية في الجماعات الترابية والجهات إيجابية، عبر انتهاج الاستماع والإنصات أولا، ثم أخذ قسط من الوقت قصد تدارسها وتحليلها رفقة خبراء وأكاديميين يواكبون أشغال الورشات”، قبل “غربلة التوصيات والمقترحات للحصول على ما ينتج عنها لصالح التنمية المحلية والترابية”.
وتابع أخنوش متفاعلاً: “مدارسة المقترحات الصاعدة من الجهات تتطلب بضعة أشهر لمواصلة جولة الأقاليم والجهات”، داعيا إلى “عدم إيقاف العمل والدينامية التي دشنها الحزب رفقة منتخَبيه لترصيد إمكانيات هائلة لإرجاع الثقة التي عبّر عنها المواطنون خلال انتخابات 2021”.
“ابْقوا متفائلين”، هكذا خاطب أخنوش منتخَبي حزبه البالغ عددهم ألفاً خلال ثاني محطة جهوية من محطات “منتدى المنتخبين الأحرار”، رغم ظروف “صعبة” اشتغل فيها التدبير الحكومي خلال أول سنة “تدفعنا إلى آمال للمضي بسرعة أكبر”، داعياً إياهم إلى “القرب من الناس والتفاعل مع مطالبهم”.
واستطرد المتحدث ذاته مؤكدا ريادة حزبه في جهة درعة تافيلالت: “فضّلنا لحِزبنا أن تكونَ رئاسة هذه الجهة من نصيبنا لاستدراك التنمية التي توقفت فيها طيلة ولاية سابقة”، معددا “إنجازات برنامج تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية بـ 3 مليارات و400 مليون درهم، خصصت للجهة، التي أنجزَت بها مشاريع بنيات تحتية قصد فك العزلة وتأهيل بنيات الصحة والتعليم”.
كما أشاد “رئيس التجمعيين” بـ”عمل جبّار قامت به الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان التي يوجد مقرها بأرفود”، وزاد: “بلغ عدد المستفيدين 5700 من شباب الجهة ضمن برنامج أوراش، في حين تم قبول 676 مشروعا في الجهة ذاتها بنسبة 7 في المائة من مجموع مشاريع وطنية لبرنامج ‘فرصة’”.
وبخصوص دعم انتعاش الحركة السياحية بأقاليم الجهة الزاخرة بـ”إمكانيات هائلة لتسويق البلاد والنقل الجوي”، قال أخنوش إنه أوصى المسؤولين، حين المصادقة على خارطة طريق قطاع السياحة 2026 الجمعة الماضي، بمنطقة درعة تافيلالت، لاسيما إقليمي زاكورة وورزازات، مؤكدا أن “عودة النشاط السياحي القديم بالجهة رهين بإصلاح الفنادق وتأهيل العرض الجوي المباشر انطلاقا من وجهات خارجية”، كما وعد بأن تأخذ الجهة حقها في الاستثمار السياحي، وأكد أنه شخصياً سيقف على الأمر ويتابع تنفيذه.
الصناعة السينمائية والتشغيل
اعتبر أخنوش في كلمته أمام منتخبي حزبه أن “الصناعة السينمائية فرصة كبيرة للتشغيل بجهة درعة تافيلالت”، كاشفا في هذا الصدد أنه التقى حين زيارته نهاية هذا الأسبوع فاعلي ومهنيي السينما بالمدينة، “في أفق عودة أفلام كبرى لـ هوليود المغرب”.
كما توجه “رئيس الأحرار” إلى رئيس الجهة، مخاطباً إياه بضرورة إعطاء هذا القطاع ما يليق به من “العناية اللازمة”، بالنظر إلى “تاريخ سينمائي ناجح تجرّه المنطقة خلفها”، ومؤكدا أن السينما ستكون من “أولويات مخطط التنمية الجهوي بتعاون وتنسيق مع وزير الثقافة”.
كما نادى أخنوش أمام منتخبي الجهة ببعث نفس جديد في شريان مهرجانات أحواش والورود بقلعة مكونة، موصيا بالاهتمام بـ”مسائل ثقافية تساعد على جذب الناس والتسويق التراثي الفعال”.
“أغلبية متماسكة وقوية”
لم يفوت عزيز أخنوش فرصة لقائه بمنتخبي “الأحرار” في ورزازات دون أن يبعث رسائل سياسية لا تخطئها عيون الفاعلين في المغرب، قائلا إن “الأغلبية الحكومية متماسكة، صبورة وقوية”، وموردا أنها “تشتغل بمنطق جماعي وانسجام تام، وكلٌّ يلعب دوره من موقعه”.
كما عبر رئيس الحكومة عن افتخاره بـ”العمل والتنسيق مع قادة الأغلبية في اتجاه إرساء رؤية مشتركة تفرز تنزيل البرنامج الحكومي وليس فقط الحزبي، لأنه ما يهم هو استفادة البلاد”.
متابعة وزيارات
بعد تأكيده أن “مناطق الواحات المنتشرة بقوة، التي تتميز بها جهة درعة تافيلالت، تعد خصبة وجذّابة وقوية”، كشف رئيس “التجمع” أنه سيقوم بمعية عدد من وزراء حكومته في قطاعات مهمة بزيارات ميدانية مرتقبة في شهر ماي 2023 إلى أقاليم الجهة.
وستركز هذه الزيارات، حسب أخنوش، على مجالات مواكبة الري والماء، فضلا عن مشاريع الصحة، أبرزها المركز الجامعي الاستشفائي، ثم قطاعا السينما والسياحة.
وبخصوص مشروع “نفق تيشكا”، أوضح المتحدث أنه سيتم العمل على دراسة إمكانياته وخيارات إنجازه بمجرد “جهوزية الدراسات التقنية وإمكانيات التمويل”، وزاد: “لن نعطي وعودا مثل السابقين”.
وعن المركز الاستشفائي الجامعي بالرشيدية، المرتقب إطلاق أشغاله في الأشهر القليلة المقبلة، أكد أخنوش أنه سيتم استباق إنجازه طيلة عامين، بـ”تكوين طلبة الطب في الرشيدية عبر كلية ستحدث لهذا الغرض وتبتدئ الدراسة بها من السنة الجامعية المقبلة شتنبر 2023″.
المصدر: وكالات