قال أحمد نتاما، السيناريست وبطل مسلسل “بابا علي” الأمازيغي، إن “الموسم الجديد من المسلسل سيكون أكثر تطورا من المواسم الثلاثة السابقة، إخراجا وإنتاجا، حيث سيكون الجمهور مع أفكار جديدة، لكن مع الإيقاع المحافظ نفسه الذي سار عليه منذ بدايته”، مؤكدا أن “استمرارية المسلسل لكل هذه الفترة راجع إلى احترامه ثقافة المجتمع ومراهنته على إيصال رسالة سامية”.
واعتبر نتاما، في حوار مع هسبريس، أن “الرهان على الربح أكثر من الإبداع في الأعمال الفنية يمنعها من النجاح، ذلك أن الأرباح تأتي في ما بعد، في حين يظل الرهان الأساسي هو إيصال رسالة هادفة وجادة للجمهور”، لافتا إلى أن “إنتاج موسم خامس من المسلسل يظل من الممكن، على اعتبار أن هذه الإمكانية تتحكم فيها رغبات الجمهور وطاقم الإنتاج”.
وفي ما يلي نص الحوار:
نحن على بعد أيام قليلة من بث “بابا علي” في موسمه الرابع. ألا تعتبرون أنكم تعيشون تحت ضغط الجمهور الذي يطالب إما بالإيقاع نفسه أو بما هو أفضل؟.
بطبيعة الحال. ندرك اليوم أننا مطالبون بالاستمرار في الإيقاع نفسه الذي بدأناه قبل أربع سنوات، فالجمهور بعد أن تتبع معنا المواسم الثلاثة الماضية يريد اليوم نفسا جديدا، وليس مجرد موسم جديد، وهو ما حاولنا الاشتغال عليه طيلة الفترة الماضية، سواء على مستوى السيناريو أو على مستوى التصوير، حيث تمكنا من تجديد طاقم العمل وإضافة ديكورات جديدة بإمكانها أن تعطينا العمل كما نتصوره”.
ما الجديد الذي سيأتي به الموسم الرابع من المسلسل؟.
خلال مرحلة إعداد حلقات الموسم الجديد أخذنا على عاتقنا مسؤولية إنتاج عمل بإمكانه جمع الأسر على موائد الإفطار كما تم خلال المواسم الثلاثة الماضية. كما كان هدفنا إنتاج أفكار جديدة بإمكانها أن تجعل نسخة هذه السنة متفوقة على سابقاتها، وهذا ما سيتبين بطبيعة الحال للجمهور الذي سيكون على موعد مع تطور سينمائي، كتابة وإخراجا، على مدار 30 حلقة.
كصاحب السيناريو وبطل المسلسل، ما سر استمرارية “بابا علي” لكل هذه الفترة؟
ربما أهم ما مكن المسلسل من هذه الاستمرارية هو أنه عمل محترم ويساهم في جمع الأسر في ما بينها، فضلا عن أن الجمهور يجد فيه ثقافته ولغته وكل العناصر التي يراها تمثله وتشبهه. من جهة ثانية تعزى هذه الاستمرارية إلى تكتل مختلف الفاعلين، سواء شركة الإنتاج أو الفنانون أو القائمون على الديكور، من أجل إخراج هذا العمل إلى حيز الوجود في الحلة التي تليق به.
من جانبنا كفنانين اشتغلنا في هذا العمل بدون خلفيات مادية محضة، حيث كان الهاجس الكبير لدينا هو تقديم رسالة للجمهور الذي يعلق آماله علينا وينتظرنا بشغف أكبر. كما آمنا منذ البداية بأن المراهنة على الربح كعنصر أول من خلال هذا النوع من الأعمال تظل مراهنة خاسرة.
على ذكر الفنانين، عدد من هؤلاء ظلوا يمنون النفس بالحصول على فرصة للمشاركة في هذا العمل خلال المواسم الماضية. لماذا في نظرك كان “بابا علي” بمثابة الفرصة الذهبية لدى هؤلاء؟
بطبيعة الحال، رغبة الممثلين في المشاركة في هذا المسلسل منذ مواسمه الأولى راجعة إلى احتضان هذا العمل عددا من الوجوه الفنية المعروفة، فالفنان يريد دائما أن يحل أينما حل زملاؤه وأقرانه. وبالنسبة لمن لم تُتح لهم الفرصة للمشاركة في السابق من المواسم حاولنا كطاقم مكلف بالعمل استقدامهم خلال هذا الموسم، ونتمنى صراحة أن تكون هنالك فرصة أخرى لمن تعذرت مشاركتهم في مسلسل “بابا علي”. وعلى هذا النحو، لا يمكن أن يشتغل الجميع في عمل واحد، بل يتطلب الأمر وجود أعمال فنية جديدة من المستوى نفسه أو حتى أفضل، لما لا.
ما تنبغي الإشارة إليه كذلك هو ضرورة الرهان على استغلال الفرصة التي أتاحها لنا هذا العمل، ذلك أن المشاركة من دون تأدية الدور على أحسن وجه تبقى خالية من أي معنى، طالما أن العمل سيمر وأن الميزانيات ستصرف، على أن يكون الحُكم للجمهور في نهاية المطاف.
بالعودة إلى البداية الأولى لـ”بابا علي”، هل كنت فعلا تعتقد وقتها أن المسلسل سيصل إلى موسم رابع؟
لا أخفيك سرا، توقعت ذلك منذ البداية، إذ أدركت وقتها أني أمام فرصة ذهبية يصعب إيجاد مثيلة لها مستقبلا، وأمام مسؤولية كبيرة أمام الجهات التي وضعت ثقتها الكاملة في شخصي على أساس أن ننتج عملا يليق بالجمهور ويحترم الجهود التي بذلت من أجله. لقد آمنت بضرورة إخراج العمل في أبهى حلة، ما دام أن عملية الإنتاج ستتم، وذلك ما كان فعليا بعد أن وجدنا أنفسنا أمام موسم رابع.
ما أفهمه من كلامك أن فرضية إنتاج موسم خامس تبقى واردة، ومن الممكن جدا أن نراها على أرض الواقع خلال رمضان من العام المقبل؟.
الجواب عن هذا السؤال لا أتوفر عليه حاليا كصاحب السيناريو وبطل المسلسل، وسنؤجل الإجابة عنه إلى حين نهاية الموسم الجديد، على اعتبار أن الجمهور هو الآخر له كلمته في هذا الصدد. ونحن كذلك كطاقم مشرف على العمل سنتناقش في ما بعد بخصوص الجدوى من إنتاج موسم خامس من عدمها.
عدد من المتتبعين اكتشفوا مناطق جديدة من المغرب من خلال “بابا علي”. كيف تنظر إلى العمل كعنصر مساعد على الترويج للسياحة القروية تحديدا؟
بلا شك، لا يمكن فصل العمل عن بعده التنموي، إذ جرى تصوير حلقاته بالحوز، الذي يعد منطقة سياحية، إلى جانب مناطق أخرى بنفوذ إقليم تارودانت. كما قمنا بتصوير الموسم الجديد بأزيلال ودمنات، وإذا كان هناك موسم آخر من الممكن التوجه نحو مناطق أخرى بالجنوب الشرقي، بما فيها ورزازات وتنغير وزاكورة. وندرك جليا أهمية مسلسل “بابا علي” في تعريف المغاربة بما تحتضنه المملكة من مناطق سياحية رائدة، على أن نكون ذلك العنصر الذي سيقربهم منها.
المصدر: وكالات