الثلاثاء 25 يونيو 2024 – 20:00
حملة تضليل إعلامي تلك التي انخرطت فيها وسائل إعلام الجزائرية، بما فيها الرسمية منها، عبر ترويجها، أمس، لخبر تزعم فيه أن “المغرب أرسل طائرات عسكرية مغربية إلى إسرائيل، في إطار التعاون العسكري بين البلدين”، مشيرة إلى “تورط المملكة في الحرب ضد الفلسطينيين” إلى جانب الجيش الإسرائيلي، قبل أن ينكشف حقيقة أن الأمر يتعلق بمساعدات طبية أرسلها المغرب لفائدة الغزاويين بأمر من الملك محمد السادس الذي تكفل بجزء كبير منها من ماله الخاص، حسب ما أوضح بلاغ للخارجية.
هذه الرواية التي تبناها الإعلام الرسمي الجزائري الذي استدعى بعض من يسمون أنفسهم “خبراء استراتيجيين عسكريين” لتخوين المغرب والتشكيك في طبيعة مواقفه تجاه القضية الفلسطينية؛ منهم عميد سوري يدعى “علي مقصود”، حل ضيفا على إذاعة الجزائر الدولية للتعليق على خبر تدعي من خلاله مشاركة المغرب بقوة عسكرية إلى جانب جيش إسرائيل في الحرب ضد “حماس”، وهو الخبر الذي أثبتت مواقع متخصصة في مكافحة الشائعات أنه مفبرك.
وفي وقت انجرت فيه بعض الجهات معروفة الولاءات إلى هذه الرواية الجزائرية دون أدنى تحرّ للمعلومة الصحيحة أو انتظار توضيحات من السلطات المختصة، وصف الصحافي الجزائري وليد كبير سقطة الإعلام الرسمي في بلاده بـ”الفضيحة الإعلامية المدوية التي بينت عن ضعف الخطاب الإعلامي والسياسي للنظام الحاكم في الجزائر”.
وأضاف كبير، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الإعلام الرسمي، المفروض أن يكون في أي بلد هو مصدر المعلومة الصحيحة، هو اليوم في وضع تخبط غير مسبوق وأصبح يستعين بأساليب التضليل؛ لأنه لو كان يعلم أن المغرب يعلن بعض سويعات من نشرهم لهذه الأخبار المضللة بيانا بإرسال مساعدات لغزة ما كان ليقدم على هذا الفعل، إلا أن الحقد والعدوانية تجاه المغرب جعله يقع في هذا الخطأ المهني الجسيم”.
وأشار الصحافي الجزائري المعارض سالف الذكر إلى أن “الجزائر صارت بهكذا ممارسات أضحوكة أمام العالم”، مؤكدا أن “الإعلام الرسمي الجزائري صار شغله الشاغل هو تشويه صورة المغرب بأية طريقة وبأية وسيلة، ولو كان ذلك على حساب صورته وعلى حساب صورة الجزائر التي يحكمها نظام تغيب عنها ثقافة الدولة، وما هذه السقطة الإعلامية إلا سقطة وفضيحة جديدة تنضاف إلى فضائح هذا النظام”.
وبيّن وليد كبير أن “إرسال المغرب لمساعدات إغاثية لفائدة الفلسطينيين في قطاع غزة يسبب حرجا كبيرا للنظام الجزائري الذي يتاجر بالقضية الفلسطينية ولا يقدم شيئا للفلسطينيين، فهو يتاجر بهذه القضية ضدا في المغرب ولم يرسل أية مساعدات إنسانية؛ لأنه لا يملك أية قنوات اتصال مثلما تملكها المملكة المغربية، فهو لا يجيد سوى الشعارات التي يرددها في المحافل والمنصات الأممية والدولية الموجهة أساسا للاستهلاك الداخلي”.
المصدر: وكالات