وذكر تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أمس الأول أن العلماء يقولون إن عقار ميتفورمن مأمون الجانب بالنسبة لمن يتناولونه لعلاج سكري النوع الثاني. وقال أطباء إن تعاطي ميتفورمن من دون وصفة طبية لا ينطوي على مخاطر صحية كبيرة. لكن علماء آخرين حذروا من أن تعاطي ميتفورمن قد تكون له صلة باحتمال الإصابة بالشلل الرعاش (مرض باركينسون). كما أنه قد يجعل من الصعب بناء العضلات من خلال التمارين الرياضية. أما الدراسات المتعلقة بما إذا كانت لعقار ميتفورمن قدرة على مكافحة الشيخوخة فهي خرجت بنتائج متضاربة؛ بل إن بعضها خرجت بنتائج غير مشجعة على تناول هذا الدواء إلى درجة أن بعض المتحمسين لمزاعم قدرات ميتفورمن على إطالة العمر قرروا الكف عن تعاطيه. ولعل أبرز أولئك المتحمسين وهو الطبيب النيوزيلندي براد ستانفيلد، الذي يملك صفحة على موقع يوتيوب، تتعلق بأخبار أبحاث الشيخوخة، أعلن فجأة السنة الماضية أنه قرر الامتناع عن تعاطي ميتفورمن. وكان ستانفيلد بدأ تناوله في سنة 2019. وقال إنه توقف عن تعاطي ميتفورمن بعد اطلاعه على أحدث دراسات في هذا المجال، ومنها دراسة استمرت 21 سنة توصلت إلى أن ميتفورمن لم يقلّص احتمالات الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، والوفاة لدى البالغين غير المصابين بالسكري، وإن كانوا يواجهون مخاطر عالية للإصابة بالنوع الثاني منه. وقال الدكتور ستانفيلد: «ظن كثيرون أنهم عثروا على إكسير الحياة. إنه ظن واهم يميل كثيرون لتصديقه. وحاولت دراسة أجريت العام الماضي استنساخ دراسة سنة 2016، التي زعمت أن ميتفورمن يطيل الحياة». وخلصت الدراسة الجديدة إلى أنه ليست لميتفورمن أية صلة بإطالة العمر بشكل أفضل من بقية السكان. وأبلغ أستاذ الاقتصاد بجامعة نورثهامبتون بولاية ماساسشوسيتس جيمس ميلر صحيفة «وول ستريت جورنال» بأنه بدأ تعاطي ميتفورمن منذ نحو عشر سنوات، بعد اطلاعه على نتائج دراسة سنة 2014 المشار إليها، التي زعمت أن ميتفورمن يطيل العمر. وأضاف أنه خفض مقدار الجرعة إلى النصف بعدما شاهد مقطعاً مرئياً للطبيب النيوزيلندي الدكتور ستانفيلد في موقع يوتيوب، شارحاً أسباب قراره الكف عن تناول ميتفورمن. بيد أن القدرة المزعومة لميتفورمن على تأجيل الشيخوخة، وتطويل الحياة لا تزال تثير اهتمام كثيرين، خصوصاً العاملين في مجالات التكنولوجيا والهندسة والأكاديميين. وهي فئات تعنى أكثر من كل شيء آخر بالبيانات. وهم متحمسون لكل ما يستجد في عالم الصحة، من مزاعم جدوى الاستحمام صباحاً بالماء البارد، انتهاء بالصوم المتقطع. وقال آدم بطاينة، وهو طبيب أسّس موقع «نيومينور هيلث» في بريطانيا في أكتوبر 2022، لتقديم الاستشارات الصحية عبر الهاتف، إن نحو نصف عدد من يتصلون بالموقع يسألون عن الجديد في شأن ميتفورمن. وأضاف أن معظم مرضاه هم رجال في نهاية العقد الرابع والخامس من أعمارهم، بدأوا يشعرون ببدء علامات الشيخوخة. وذكر المهندس الكهربائي الأمريكي لي سبارزيانو (49 سنة) للصحيفة الأمريكية أنه بدأ يتعاطى ميتفورمن خلال سنة 2021، بعدما اطلع على كتاب ألّفه رائد أبحاث الشيخوخة بجامعة هارفارد ديفيد سنكلير، مؤكداً قدرة ميتفورمن على إطالة العمر. لكنه قرر الكف عن تناول أقراص ميتفورمن بعدما اطلع على دراسة خلصت إلى أن ميتفورمن قد يقلّص النفع المرجو من ممارسة التمارين الرياضية. وقال الدكتور سنكلير، أستاذ هندسة الوراثة، الرئيس المشارك لمركز بيولوجيا الشيخوخة بكلية الطب بجامعة هارفارد، إنه لا يزال يتعاطى ميتفورمن بناء على وصفة من طبيبه، على رغم أنه ليس مصاباً بالنوع الثاني من السكري. لكنه أشار إلى أن لعائلته تاريخاً من الإصابة بالسكري. وشدد على مغبة النصح بوصف ميتفورمن باعتباره عاملاً رئيسياً في تأخير الشيخوخة. وقال إنه لم ينصح أحد بتناول هذا العقار، ما لم ينصح طبيب بذلك.
أعلنت شركة آيرفينيتي البريطانية، المعنية بالإحصاءات الصحية، أن العالم يواجه احتمالات اندلاع وباء عالمي جديد، وقاتل بمستوى كوفيد-19، بنسبة تصل إلى 27.5%، جراء الفايروسات التي تظهر للمرة الأولى، ونتيجة التغير المناخي، وعودة النشاط للسفر العالمي، وتزايد السكان. وذكرت الشركة أن توزيع لقاح خلال 100 يوم من ظهور الوباء الجديد يمكن أن يخفّض عدد الوفيات المتوقعة بنحو 8.1%. وأوضحت أن حدوث تحور جديد في أي فايروس شبيه بفايروس الإنفلونزا يمكن أن يقتل 15 ألف شخص في بريطانيا في يوم واحد. وتكهنت بأن وباء فايروسياً جديداً قد يندلع في العالم في غضون عشر سنوات. لكن المسارعة إلى تطعيم أكبر عدد من السكان خلال 100 يوم يمكن أن يؤدي إلى خفض ملموس في عدد الوفيات المتوقعة. وأثار التفشي الحالي لفايروس H5N1 المسبب لإنفلونزا الطيور مخاوف وقلقاً على مستوى العالم، على رغم أن عدد الأشخاص الذين أصيبوا بهذا الفايروس لا يزال ضئيلاً جداً. وزاد تلك المخاوف انتقال هذا الفايروس من الطيور إلى الحيوانات الثدية في دول عدة. وقال علماء إنهم يخشون أن يكون ذلك تمهيداً لتحور الفايروس بحيث ينتقل من الطيور والحيوانات إلى البشر.
جولة «عكاظ» في عالم الطب والأدوية
متحورة جديدة: أعلنت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها أنها قررت إضافة متحورة XBB.1.16 إلى قائمة مراقبتها، بعدما ارتفعت نسبة الإصابات الجديدة بهذه المتحورة من 4% إلى 7% خلال الأسبوع الماضي. وقالت إنها المتحورة الأشد تفشياً بعد متحورة XBB.1.5، التي لا تزال تهيمن على الأزمة الوبائية بالولايات المتحدة. وأوضح المركز أن فايروس كورونا الجديد يتغير باستمرار من خلال متحورات وسلالات جديدة تظهر ثم تختفي ليظهر غيرها. وأشار إلى أن متحورة XBB.1.5 بدأت هيمنتها تضعف على رغم أنها لا تزال تهيمن على الإصابات الجديدة.
لقاح الملاريا: أضحت غانا أول دولة في العالم تقرّ أول لقاح فعّال ضد الملاريا، ابتكره علماء جامعة أكسفورد في بريطانيا. ويعتبر لقاح R21/Matrix-M أول لقاح تعدت فعاليته نسبة 75% التي تشترطها منظمة الصحة العالمية. وقررت هيئة الغذاء والدواء في غانا رار منح هذا اللقاح لتحصين الأطفال من سن خمسة أشهر إلى 36 شهراً، وهي الفئة الأكبر عُرضة للوفاة بالملاريا. وقال مدير معهد جينر للقاحات بجامعة أكسفورد البروفيسور أدريان هيل إن هذا اللقاح يأتي بعد أبحاث مضنية استغرقت 35 سنة. وتوفي أكثر من 619 ألف شخص بالملاريا في العالم في 2021، معظمهم أطفال في منطقة الساحل الأفريقي، بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية. وأظهرت بيانات اللقاح الجديد أن فعاليته تبلغ 77%. وهو مستوى تمت المحافظة عليه بإعطاء جرعة تنشيطية من اللقاح نفسه بعد سنة من تعاطي الجرعة العادية.
التصلب اللويحي: هبطت أسهم شركة ميرك في ألمانيا الأسبوع الماضي، إثر قرار هيئة الغذاء والدواء الأمريكية تعليق تجنيد متطوعين جدد لتجربة سريرية على دواء «إيفوبروتينيب»، الذي ابتكره علماؤها لمعالجة مرض التصلب اللويحي (MS). وقالت الشركة إن المرحلة الثالثة من تجربتها السريرية ستستمر. وجاء قرار هيئة الغذاء والدواء بعدما تم الإبلاغ عن إصابة متطوعيْن بضرر في الكبد خلال التجربة. وقالت الشركة إن المريضين لا يشعران بأي أعراض، وليسا في حاجة إلى تدخل طبي. وأضافت أن نتائج التجربة ستظهر خلال الربع الرابع من السنة الحالية.
كوفيد في الهند: قررت الهند تعزيز إنتاج الجرعات التنشيطية من لقاح كوفيد-19، نتيجة تزايد عدد الإصابات الجديدة. وأعلنت السلطات الهندية أمس الأول (الإثنين) أنها سجلت أكثر من 10 آلاف حالة جديدة الأحد. ووجهت المشافي الهندية بإجراء تجارب لتأكيد الاستعداد لأية موجة تفشٍ فايروسي محتملة. كما قررت مستشفيات هندية إعادة إلزام السكان بارتداء الكمامات داخلها. وكانت الهند اكتشفت تفشي متحورة XBB.1.16 في أراضيها في يناير الماضي. ويعتقد أنها أسرع تفشياً من سابقاتها. لكن العلماء قالوا إنه لا تتوافر أدلة على أن هذه المتحورة تتسبب في تفاقم حالة المصاب بها. وقالت منظمة الصحة العالمية إن هذه المتحورة غدت تهيمن على المشهد الصحي في الهند.