هو أيضاً يوم تأسيس للسردية الحقيقية للمشروع السياسي الوطني للسعودية الذي بني على توحيد البلاد في رقعة جغرافية كبيرة تحت راية الدين وبمشروع التنمية الذي لا يزال مستمراً حتى اليوم.
هو تأسيس لمشروع الدولة المدنية التي فيها الإنسان والمجتمع هدف أساسي للتنمية والتطوير والاستثمار.
هو تأسيس للهوية السعودية الثرية والمتنوعة الذي يليق بمساحتها القارية الكبرى.
وتأسيس لثقافة غنية وثرية ومتشعبة وعريقة وقديمة.
هو تأسيس لمفاهيم كانت غائبة ومغيبة نفض عنها الغبار لتعود في الواجهة لتبرز السعودية اليوم بثراء شعبها الثقافي وتنوعه الرائع والذي يظهر في ألوان أزيائه وأنواع تطريزاته كل بحسب بيئته المناطقية في شكل يبرز وكأنها تشكيلة من الورود والزنبق في مزهرية كريستالية مبهرة ورائعة.
يخطئ من يقرأ الاحتفاء بيوم التأسيس أنه إحياء وتمجيد للحظة مهمة من الماضي فقط ولكنها بقدر الاحتفاء المهم بلحظة الماضي التاريخية هي أيضاً احتفاء بلحظة المستقبل أو بمعنى أدق وأوضح هي لحظة احتفاء بتاريخ المستقبل السعودي.
عرفت السعودية بأنها مهد النفط والطاقة في العالم وهذا جعلها بطبيعة الحال نقطة جذب أنظار للعالم الاقتصادي بأسره، ولكن الطاقة الأهم الموجودة في السعودية اليوم هي الطاقة الإيجابية الموجودة في شباب البلاد والمشاركين في صناعة أفكار ومشاريع المستقبل في شكل إنتاجي مبهر وكأنها خلية نحل تعمل على مدار الساعة بانتظام ودقة وإبداع.
يوم التأسيس هي مناسبة جمالية ملهمة وأنيقة تحتفل في ظاهرها بلحظة ولادة ونقطة انطلاق ولكنها أيضاً في تفاصيلها هناك فخر واعتزاز وترقب لما هو قادم من مستقبل الأيام تحمله بشائر لا تقل إبهاراً ولا جمالاً عن لحظة البدايات الجميلة.