وتتناول المحادثات الرسمية العديد من الملفات والقضايا الجيوسياسية تتضمن التعاون الثنائي وقضايا الاستقرار الإقليمي الرئيسية والحرب في أوكرانيا وعواقبها على بقية العالم. ويترأس ولي العهد خلال زيارته إلى فرنسا التي تستمر ثمانية أيام، وفد المملكة المُشارك في قمة «من أجل ميثاق مالي عالمي جديد» المقرر عقدها في باريس، كما يشرف الأمير محمد بن سلمان (الاثنين) القادم حفل الاستقبال الرسمي لـ179 دولة في العاصمة الفرنسية باريس، ضمن أعمال ملف المملكة لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030 بمدينة الرياض.
محادثات في باريس
وذكر بيان لقصر الإليزيه (الخميس) أن ماكرون سيستقبل ولي العهد على مأدبة غداء لإجراء محادثات في باريس تتناول العديد من الملفات المهمة.
وقال البيان إن ماكرون وولي العهد سيبحثان شؤون منطقة الشرق الأوسط وعدة قضايا دولية. واعتبر مختصون هذه الزيارة ذات أهمية كبرى في ظل التحركات الدولية الراهنة، وبالنظر إلى عدد الملفات والقضايا الجيوسياسية المطروحة على طاولة المباحثات بين ولي العهد والرئيس الفرنسي، بدءاً بملف الحرب الأوكرانية، والملف النووي الإيراني، والأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان، وأيضا الميثاق المالي العالمي بين البلدان الغنية والفقيرة الذي ستحتضن قمته باريس يومي 22 و 23 يونيو، وأيضا دعم ترشح الرياض لاستضافة إكسبو 2030.
إكسبو الرياض
تنطلق المملكة العربية السعودية من باريس لجعلها عاصمة لتحقيق استراتيجيتها المستقبلية بدءاً بملف ترشيح الرياض لاحتضان إكسبو 2030، ووصولاً إلى إبرام صفقات جيوسياسية تضمن من جهة تحقيق رؤية 2030 وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، إضافة إلى إطلاق طيران Riyad Air – الرياض الجوية. ويعتبر ملف إكسبو 2030 من أهم الملفات المطروحة في اللقاء الثنائي بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ويعد حفل الاستقبال الرسمي الذي تنظمه المملكة في باريس لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030 بمدينة الرياض إحدى المناسبات المهمة التي تقيمها الدول ضمن سياق الحصول على الاستضافة، بحضور مندوبي المكتب الدولي للمعارض؛ ليتم التصويت في شهر نوفمبر القادم لاختيار المدينة المستضيفة لهذا الحدث العالمي.
وسيقام خلال الحفل معرض مصاحب ينتقل الحضور من خلاله في رحلة افتراضية للرياض عام 2030، ويتضمن المشاريع التي ستكون جاهزة قبل انطلاق معرض إكسبو 2030، ويبرز المعرض تميز الموقع الجغرافي للسعودية في قلب العالم، ثقافة السعودية وأصالتها وغناها الحضاري والتراثي، ثقل الاقتصاد السعودي والسياسة الخارجية للمملكة، البنية التحتية المميزة للسعودية والمقومات السياحية فيها.
وسيشارك في حفل الاستقبال وفد سعودي رفيع المستوى، أعضاء السلك الدبلوماسي الدولي في باريس وسفراء الدول لدى منظمة اليونسكو، ممثلو الجهات والمشاريع الكبرى المشاركة، مندوبو الدول الأعضاء لدى المكتب الدولي للمعارض، وكبار المسؤولين الفرنسيين في القطاعين الحكومي والخاص.
شراكة ثابتة
وأكد المكلف بالتواصل باللغة العربية في الخارجية الفرنسية باتريس باولي أن فرنسا تجمعها شراكة ثابتة مع السعودية تشمل كل المجالات، وتنسق مع السعودية في مختلف القضايا الدولية ومنها الملف اللبناني.
وقال باولي إن ملف أوكرانيا سيكون على الطاولة خلال زيارة ولي العهد السعودي، كما أشار إلى أن باريس تدعم جهود السعودية للتهدئة في السودان، مؤكداً أن السعودية قامت بدور كبير لإجلاء الرعايا الأجانب من السودان.