وقال: «أجرينا تحليلاً شاملاً للوظائف في القطاع السياحي بحسب القطاعات الفرعية والمناطق الإدارية إضافة للدرجات العلمية والجدارات المطلوبة».
وأضاف، أن إستراتيجية الوزارة لا تزال تتمحور حول الشباب السعودي وتأهيلهم وتعظيم الاستفادة منهم؛ كونهم أهل السياحة ووقودها، وهذه الإستراتيجية منهم وإليهم، وجرى تسميتها «أهلها» لتبنى بسواعد الشباب السعودي.
ولفت، إلى أن الإستراتيجية تهدف لزيادة مشاركة الشباب في سوق العمل للوصول إلى مليون وظيفة في قطاع السياحة بحلول العام 2030.
وأوضح، أن القطاع السياحي خصوصاً يرتكز على إقامة شراكات إستراتيجية مع القطاع الخاص، ويشمل ذلك المشاريع السياحية العملاقة وسلاسل الفنادق الكبرى وغير ذلك من الأنشطة المتعددة التي يندرج تحتها مفهوم السياحة، كالإيواء والأطعمة والمشروبات والرياضة والترفيه والثقافة والمواصلات وغيرها.
وأكد، أن من ضمن هذه الشراكات مجموعة من المبادرات التي تعنى بتوطين القيادات العليا والوظائف الفنية والصفوف الأمامية، وتوفير الدعم لكل ما يلزم هذه الوظائف من مهارات وجدارات فنية وسلوكية.
وقال بشناق: «يعد توطين الوظائف السياحية من أكبر أولويات الوزارة، إذ عملنا على مبادرات عدة مع الجهات ذات العلاقة وتمّ اطلاق حملة «مستقبلك سياحة»، التي أثمرت توظيف 100 ألف شاب وشابة في القطاع 2021، كما تم ــ بالتعاون مع صندوق الموارد البشرية «هدف» ــ دعم أجور العاملين في القطاع السياحي بنسبة 50% بشكل مباشر ولمدة سنتين، إذ يصل الدعم إلى 3,000 ريال شهرياً للموظف السعودي. وأضاف، أن الوزارة تعاقدت مع كبرى شركات التوظيف لمساعدة المنشآت في تسريع عمليات الاستقطاب والتوظيف.
وحول عملية التدريب والتأهيل، أفاد بشناق أنهم في الوزارة أخذوا على عاتقهم مسؤولية بناء وتأهيل الشباب السعودي ليكون قادراً على الالتحاق بسوق العمل السياحي.
وذكر، أن الوزارة طرحت حزمة متنوعة من برامج التدريب الفريدة وعالية الجودة، مثل برنامج الماجستير التنفيذي الممتد لتسعة أشهر بالتعاون مع جامعة لاروش السويسرية لتدريب 200 سعودي وسعودية من قادة القطاع السياحي، وكذلك طرحت برنامج الإعارة وبرنامج الكونسيرج والإرشاد السياحي وغيرها.
وبين، أن وزارة السياحة أطلقت في أكتوبر الجاري برنامج رواد السياحة في نسخته الثانية، الذي سيقدم 100 ألف فرصة تدريب داخل وخارج المملكة، مشيراً إلى أن البرنامج تم تصميمه وفقاً لحاجات الوظائف السياحية الأكثر طلباً والمهارات المقرونة بها.
وذهب إلى أنه منذ 2020، دربت الوزارة نحو نصف مليون سعودي من الجنسين داخل وخارج المملكة بتكلفة سنوية تصل إلى 350 مليون ريال، إذ تم التدريب بالتعاون مع الجامعات الكبرى في الدول الرائدة في التعليم والتدريب السياحي مثل بريطانيا وفرنسا وسويسرا وإسبانيا وأسكوتلندا.
وتابع: قدمت وزارة السياحة برامج تعليمية مدعومة بالكامل من خلال تصميم البرامج وبناء الشراكات مع الجهات التعليمية المحلية والعالمية.
وذكر، أنه في هذا العام 2023، تم تدشين 3 برامج سياحية، البعض منها يقدم للمرة الأولى في تاريخ الجامعة مثل دبلوم إدارة الأعمال والضيافة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وكذلك دبلوم المنتجعات الجبلية في جامعة الملك خالد مع جامعة لاروش السويسرية، بالإضافة إلى دبلوم السفر والسياحة في جامعة تبوك مع جامعة هونج كونج بولي تكنك، وقد صممت هذه البرامج بحيث تضمن تدريباً عملياً داخل وخارج المملكة لاسيما للطلبة المتميزين منهم.
وزاد: تستثمر الوزارة في تطوير رأس المال الفكري وإطلاق طاقات الشباب السعودي، إذ تم تخصيص مقاعد للتخصصات السياحية في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في مسار إمداد المخصص في ابتعاث الدرجات الأكاديمية كالبكالوريوس والماجستير، كما لم تغفل الوزارة عن تخصيص مقاعد للابتعاث في البرامج التدريبية المهنية السياحية ضمن مسار واعد.
ونبه بشناق، أن وزارة السياحة ممثلة في وكالة تنمية القدرات البشرية تقدم حزمة من البرامج التي تستهدف بناء القدرات في هذه المجالات مع الجهات الحكومية وجهات القطاع الخاص ذات العلاقة، إذ يمكن للشباب السعودي من الجنسين الانضمام لهذه المبادرات عند الإعلان عنها عبر التقديم على منصة التدريب السياحي والإرشاد والتطوير في الوزارة من خلال موقع الوزارة الرسمي، بالإضافة لجميع البرامج التعليمية وبرنامج الابتعاث التابع لبرنامج خادم الحرمين الشريفين.
وقال: حالياً يقدم برنامج «رواد السياحة» النسخة الثانية فرصة ثمينة للراغبين في رفع مهاراتهم وقدراته، إذ إن جميع البرامج التي تقدمها الوزارة هي برامج مدعومة بالكامل، والتدريب تختلف مدته حسب تصميم البرنامج والفئة المستهدفة من العاملين في القطاع؛ سواء تلك التي يتم تقديمها داخل المملكة أو خارجها.
داعياً المهتمين بالتوجه لموقع البرنامج لمعرفة آخر مستجدات هذه المسارات المدعومة بالكامل من قبل البرنامج وشروط الالتحاق بها.
دورات تدريب للسعوديين والسعوديات بـ 6 لغات
أوضح وكيل وزارة السياحة لتنمية القدرات البشرية السياحية المهندس محمد معين بشناق، أن وزير السياحة وقع اتفاقية مع منظمة السياحة العالمية UNWTO، وهي منظمة تابعة للأمم المتحدة تهتم بشؤون الدول من الناحية السياحية، وتصدر الإحصاءات المتعلقة بالطلب والعرض السياحي على مستوى العالم، وتشمل الاتفاقية تنمية القدرات البشرية، التي من أهم بنودها تقديم الدورات التدريبية للعاملين والمتخصصين والمهتمين بالسياحة ورواد الأعمال من خلال أكاديمية السياحة العالمية، والحصول على شهادات معتمدة منها. إذ تقدم هذه الدورات للسعوديين وغيرهم بست لغات هي العربية والصينية والإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية.
مشيراً إلى أن هذه الشراكة أسفرت عن افتتاح مكتب إقليمي للمنظمة بالرياض ليتوج العلاقة المميزة والفاعلة بين المملكة والمنظمة، ولتحقيق رحلة سائح سلسة تعكس قيم الأصالة السعودية وفق المعايير العالمية للمنظمة.
وعن الجهود التي تبذلها الوزارة لتمكين الشباب الراغبين في إقامة مشاريع سياحية صغيرة أو مبتكرة في المملكة، قال بشناق: «إن وزارة السياحة سبق أن قدمت وعلى مدى 3 سنوات، العديد من برامج بناء القدرات لرواد الأعمال والمبتكرين، التي استفاد منها الآلاف منهم، وفي الوقت الحالي يُعنى صندوق التنمية السياحي بدعم رواد الأعمال من الشباب الراغبين في إقامة مشاريع سياحية صغيرة أو مبتكرة في المملكة، وننصحهم بالتوجه للصندوق لمعرفة مصادر الدعم وأوجهه».
ودعا بشناق الشباب السعودي لبذل جهود أكبر في التطوير والانخراط في برامج التدريب والتأهيل؛ لاسيما أن تمكين الشباب وتوفير الفرص لهم يعتبر أحد أهم أولويات الوزارة، وتحقيق رؤيتها في أن يصبح القطاع السياحي رائداً ويحقق الأثر المستدام الأكبر على مستوى العالم.