وأرجع مراقبون القرار غير المسبوق، والذي فجر حالة من الغضب بين العاملين بالصحيفة إلى تخوف مالكها الملياردير جيف بيزوس من عودة الرئيس السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وفقا لما أوردته شبكة «سي إن إن»، اليوم (السبت).
وكشفت أن الصحيفة كانت تنوي الإعلان عن تأييدها لنائبة الرئيس كامالا هاريس، قبل إعلانها الأخير الذي ظهر على أنه لأسباب مهنية، لكنه اعتبر بمثابة خوف بيزوس من فوز ترمب وخسارة عقود فيدرالية مبرمة مع شركته العملاقة «أمازون».
وأفصح مصدر مطلع للشبكة أن عناصر غرفة التحرير صاغوا مسودة تأييد لهاريس وكانت جاهزة للموافقة عليها من مجلس الإدارة، لكن المسودة لم تُقدم مطلقا.
وكان الرئيس التنفيذي للصحيفة ويل لويس، أعلن أن المؤسسة «لن تؤيد بعد الآن المرشحين الرئاسيين، على خلاف عقود من السوابق فيها». وكتب: «لن تؤيد «واشنطن بوست» مرشحاً رئاسياً في هذه الانتخابات، ولا في أي انتخابات رئاسية مستقبلية، نحن نعود إلى جذورنا في عدم تأييد المرشحين الرئاسيين».
وقال إن الصحيفة أيدت المرشحين الرئاسيين منذ ثمانينيات القرن الماضي، عندما أعطت ختم موافقتها لجيمي كارتر الذي فاز في الانتخابات، لكنها لم تكن قبل ذلك تؤيد المرشحين الرئاسيين، باستثناء عام 1952 حين دعمت دوايت أيزنهاور.
وأضاف في مذكرته للموظفين، أن الصحيفة لم تتوصل لقرارها كإشارة على «التأييد الضمني لمرشح واحد» أو «إدانة لآخر». ولفت لويس إلى افتتاحية نشرتها الصحيفة عام 1960 أفادت بأنه «من الحكمة لصحيفة مستقلة في عاصمة الأمة تجنب التأييد».
من جهته، وصف رئيس التحرير السابق مارتي بارون، الذي قاد الصحيفة خلال فترة من النجاح التحريري والتجاري، القرار بأنه «جبن، معتبرا أن الديمقراطية هي الضحية». ورأى أن ترمب سيرى هذا القرار بمثابة دعوة لمواصلة محاولة ترهيب بيزوس، لافتا إلى أن هناك «ضعفاً مقلقاً في مؤسسة مشهورة بالشجاعة».
وشهدت صحيفة «لوس أنجلوس» تايمز، اضطرابات أدت إلى استقالة رئيس هيئة التحرير واثنين من الكتاب هذا الأسبوع احتجاجًا على قرار مالكها الملياردير باتريك سون شيونغ، بمنع تأييد أي من المرشحين في الانتخابات الرئاسية.