وحددت الوثيقة التي وصفت بأنها «حساسة»، خطة طويلة المدى تتضمن العديد من الخطوات التي ستتخذها واشنطن من أجل مساعدة كييف على استئصال المخالفات وإصلاح مجموعة من القطاعات في أروقة المؤسسات الحكومية، بحسب ما نقلت صحيفة «بوليتيكو».
وشددت الوثيقة على وجوب ألا تؤجل كييف جهود مكافحة الفساد، محذرة من أن تلك الآفة باتت «تقوض ثقة الشعب الأوكراني والقادة الأجانب في زمن الحرب».
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فقد اشتملت الخطة على الكثير من التفاصيل حول أهداف الولايات المتحدة في أوكرانيا، من خصخصة البنوك، وتشجيع المزيد من المدارس على تدريس اللغة الإنجليزية، فضلاً عن حث جيشها على اعتماد بروتوكولات حلف شمال الأطلسي «الناتو».
من جهته، أفصح مسؤول أمريكي مطلع أن العديد من المحادثات الصادقة تدور خلف الكواليس، خصوصاً أن «الكسب غير المشروع في أوكرانيا» يشكل مصدر قلق للمسؤولين الأمريكيين وصولاً إلى الرئيس جو بايدن.
واعتبر أن تلك المسألة لم تنل ما يكفي من التركيز في أعقاب الغزو الروسي الذي انطلق في فبراير 2022، بل تم التغاضي عنها من قبل الإدارة الأمريكية لإظهار التضامن الكامل والدعم الكافي لكييف بوجه موسكو.
وفي رأي «بوليتيكو»، فإن هذا التنبيه يعد الأكثر وضوحاً حتى الآن، لجهة حث الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي على المضي قدماً في مسيرة الإصلاح رغم الحرب والمعارك التي تخوضها قواته ضد الجيش الروسي.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت قبل نحو شهر تقريراً تناول مسألة الفساد، إلا أنه لم يسترعِ انتباه أحد، لاسيما أن لهجته كانت «معتدلة بل وخفيفة» نوعاً ما.
وتزامنت هذه الوثيقة مع الرهان الروسي على تعب الغرب من دعم الأوكرانيين كلما طالت الحرب، على الرغم من أن واشنطن أكدت أن هذا الرهان في غير محله.
وكان الرئيس زيلينسكي قد أطاح أخيراً بوزير الدفاع بسبب شبهات الفساد الذي يشكل أحد أهم العثرات في طريق انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.