وتأتى الأزمة الإنسانية مع حالة من الانقسام السياسي، إذ توجد حكومتان الأولى في الشرق وهي الحكومة المكلفة من البرلمان برئاسة أسامة حماد، والثانية في الغرب وتحديداً في طرابلس وهي حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة،
ما يثير تساؤلاً حول ما إذا كانت كارثة الإعصار ستنجح في توحيد الصف الليبي، والقضاء على حالة الانقسام السياسي التي تشهدها البلاد؟.
في هذا السياق، استبعد الباحث في الشأن الليبي بالقاهرة عبدالستار حتيتة، حدوث أي تقارب سياسي بين الفصائل الليبية المتصارعة، نتيجة الإعصار المدمر، بل ربما يزيد من حدة الخلافات السياسية، خصوصاً أن البوادر الأولية لكثير من السياسيين بالشرق والغرب، لا تبشر بالخير لاستغلال تلك الكارثة الإنسانية في المصالحة.
ولفت إلى أن تصريحات المسؤولين في ليبيا عقب الأزمة، تشير إلى أن هناك مخاوف من استمرار تفاقم الأزمة في البلاد نحو الأسوأ بسبب الاعصار، هذا على صعيد القيادة السياسية.
أما على صعيد المستوى الشعبي، فيقول الباحث السياسي، أنه ظهر نوع من التضامن والوحدة والتواصل بين المواطنين في الشرق والغرب، بل ومحاولات شعبية لتقديم العون والمساعدات، بعيداً عن المناكفات السياسية والرؤية الضيقة للقيادات الليبية، لوجود صلات قرابة بينهم.
وقال حتيتة لـ«عكاظ»: إن القيادات السياسية الليبية تركت الشعب يعبر عن نفسه في التضامن فيما بينهم، متوقعاً أن تكشف الكارثة الإنسانية خبايا موجودة ما بين أطراف من القيادات في الشرق والغرب، ففي العلن توجد خلافات أما في الخفاء غير ذلك، وذلك لصالح الاستمرار في الوجود والسلطة وتولى المناصب لأكبر وقت ممكن، والضحية هو الشعب الليبي، والأزمة الإنسانية تأتي في توقيت سياسي حساس جداً، وتكاد تقضي على آمال الليبيين في إجراء الانتخابات.
وفى سياق متصل، التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم (الثلاثاء)، قادة القوات المسلحة لتقديم الدعم الإنساني الفوري والإغاثة جواً وبحراً إلى ليبيا والمغرب، بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة والمؤسسات المعنية في البلدين. ودعا السيسي الليبيين إلى التوحد لمواجهة الأزمة، معرباً عن تمنياته أن تمر هذه الأزمة سريعاً بوحدة الليبيين معاً، وتم إعلان الحداد ثلاثة أيام في مصر تضامناً مع الأشقاء في المغرب وليبيا، في ضحايا الزلزال والإعصار.