وعلى رغم بقاء نحو 5 أشهر على انطلاق انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية للاستحقاق الرئاسي المقرّر في نهاية العام القادم، إلا أن شعبية ترمب تبدو أقوى من أيّ وقت مضى، لكنّ القضايا الجنائية العديدة التي تلاحقه تلقي بظلالها على محاولته العودة إلى البيت الأبيض.
وقد أعلن ترمب صراحة أنه يفكّر في التغيّب عن المناظرة المقرّرة في مدينة ميلوكي (الغرب الأوسط)، عازياً السبب إلى عدم رغبته في تقاسم الأضواء مع مرشّحين لا يتمتّعون بشعبية حقيقية، على حد تعبيره.
وكتب الرئيس السابق على مواقع التواصل الاجتماعي أخيراً «أنا أتقدّم على المتسابق الثاني، أيًّا يكن هذا الشخص اليوم، بأكثر من 50 نقطة، الرئيس الجمهوري الراحل رونالد ريغان لم يفعل ذلك، ولا أحد فعل ذلك. الناس يعرفون سجلّي، وهو واحد من الأفضل على الإطلاق، فلماذا أناظر؟».
من جهتها، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس (الجمعة)، أن ترمب أبلغ مساعديه أنه يخطّط للتغلّب على منافسيه عبر التغيّب عن المناظرة التي تنظّمها «فوكس نيوز»، على أن يحلّ بدلًا من ذلك ضيفًا وحيدًا في مقابلة عبر الإنترنت يجريها معه تاكر كارلسون، المذيع السابق في الشبكة التلفزيونية المحافظة. لكنّ متحدّثًا باسم حملة ترمب قال لوكالة الصحافة الفرنسية «لم نؤكّد أيّ شيء من جانبنا».
وسواء شارك ترمب في المناظرة أو تغيب فسيكون حاضرًا، إذ يعتزم منافسوه مهاجمته من خلال التصويب على المحاكمات القضائية السبع الملاحق فيها حاليًا (4 جنائية، و3 مدنية)، والتّهم الموجّهة إليه التي تعود وقائعها إلى ما قبل تولّيه الرئاسة، وأثناء وجوده في السلطة، وبعد انتهاء عهده.
وقال بريت باير المذيع في «فوكس نيوز»، الذي سيدير المناظرة، «من الواضح أن مشكلاته القانونية تؤثّر في هذا السباق».
وتأهّل إلى المناظرة 7 مرشّحين آخرين، هم: حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، حاكم ولاية داكوتا الشمالية داغ بورغوم، نائب الرئيس السابق مايك بنس، السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، السناتور عن ولاية كارولاينا الجنوبية تيم سكوت، رجل الأعمال فيفيك راماسوامي، والحاكم السابق لولاية نيوجيرزي كريس كريستي.
وتضع استطلاعات الرأي حاليًا ديسانتيس في المركز الثاني.
وبحسب استطلاعات الرأي فإن راماسوامي وكريستي يهدّدان مركز الوصيف الذي يحتلّه ديسانتيس في ولايتي آيوا ونيوهامبشر.
وأمهلت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري ترمب حتى الاثنين القادم لاتخاذ قرار نهائي، بشأن ما إذا كان يريد المشاركة في المناظرة أو لا. وعلى رغم أنه يتصدّر السباق بفارق شاسع عن أقرب منافسيه؛ فإن عددًا من حلفائه يخشون أن يؤدّي تغيّبه عن المناظرة إلى منح منافسيه فرصة لخطف الأضواء، وتحقيق مكاسب على حسابه.
وإذا كانت الشكوك لا تزال تحيط بقرار ترمب المشاركة في المناظرة الأولى، فإن مسألة مشاركته في المناظرة الثانية المقرّرة في كاليفورنيا في 27 سبتمبر القادم باتت محسومة، بعد أن قال صراحة إنه سيتغيّب عنها لأنه لا يستسيغ الجهة التي تنظّمها، وهي مؤسسة ومعهد رونالد ريغان الرئاسي.