1500 من الخبراء والمحللين والمتخصصين والقيادات الإعلامية ستكون حاضرة وجلسات عديدة وورش متنوعة، وأعتقد أن إضافة هذا الحدث لأجندة الحضور في شهر فبراير فكرة مفيدة لطلبة الدراسات العليا بمختلف تخصصاتهم. ما بين الصحافة والإنتاج المرئي أو المسموع أو حتى محتوى تويتر والإنتاج العلمي تتنوع الجوائز، وتبقى فكرة استمرارية التحفيز هي الأساس لنجاح الأعمال وتميزها. حيث يتحدث الكثير من المختصين عن الصعوبات التي تواجه الإعلام (الجديد) لو اعتبرنا وسائل التواصل واحدة منه، ويتفقون أن أبرزها غياب العنصر المادي ويتباينون في رأيهم حول المحتوى وجودته ورصانته، ولعلهم يختلفون في تقييماتهم للمنتج النهائي فتجد اتجاهات مختلفة وهذا أمر صحي للغاية.
وبالحديث عن الاتجاهات في الرأي العام حول الإعلام بشكل عام والسعودي بشكل خاص، سترصد تكرار موجات من الحديث عن الهوس بالصورة الذهنية ومبالغات تصل لحد الضحك عن فكرة القوة الناعمة التي ابتذلت للأسف بجانب الاندفاعية غير المدروسة في الاجتهاد بالرد على كل من يتحدث عنا بالخارج. في 2020 تساءل الأستاذ طارق الحميد «هل إعلامنا يخدمنا؟ ولا أقصد تلميع صورتنا، أو تجميلنا. المقصود أعمق، وهو هل إعلامنا يساعدنا على فهم ما يجري حولنا، داخلياً، وإقليمياً، ودولياً؟» من هنا أعود للعنوان الرئيس «هل الإعلام يشكل الاتجاهات، أم يتشكل معها؟». وفي امتداد الفكرة وأن العالم (يتشكل) بل المعرفة أيضاً تعيد هيكلة تخصصاتها وتخلق لنا أدوات تجعلنا نفهم ونتعلم بشكل أفضل وأسرع.
إذاً فإن الفرصة سانحة أن نخرج بتوصيات حقيقية من أصحاب الرأي والفكر، وأن يختار كل فرد منصته التي تناسبه. السعوديون اليوم هم قادة المشهد الإعلامي وبجدارة ومنصة شاهد وإنجازات هيئة الترفيه خير برهان أننا بالفعل قادرون على قلب الموازين وإعادة ضبط الساعة حسب توقيت الرياض. بكل حال نجاح إعلامنا هو نجاح لنا كمواطنين ببساطة شديدة، طرحت منذ سنوات عن غياب التفاعل بين وزارة الإعلام والجمهور المستفيد، وأجد اليوم أن هذه المشكلة وغيرها تلاشت بشكل واضح مع كثرة المنصات والمنتديات التي هي -بلا شك- في مصلحة الجميع، والله الموفق.