وقالت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها: رغم أن أعداد القتلى في زمن الحرب لن تكون دقيقة أبدا، فإن الخبراء يقولون إنه حتى بقراءة متحفظة لأرقام الضحايا الواردة من غزة تظهر أن وتيرة الموت خلال العدوان الإسرائيلي ليس لها سوابق كثيرة في القرن الحالي.
وأكد الخبراء أن الناس يُقتلون في غزة بمعدلات فاقت في سرعتها أكثر اللحظات دموية التي حدثت في هجمات قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق وسورية وأفغانستان.
وأعرب بعض الخبراء عن دهشتهم حيال استخدام إسرائيل المفرط لأسلحة كبيرة جدا في مناطق حضرية مكتظة بالسكان، من بينها قنابل أمريكية الصنع بوزن 2000 رطل، والتي يمكن أن تسوي برجاً سكنياً بالأرض.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن المستشار العسكري في منظمة باكس الهولندية للسلام محلل المعلومات الاستخباراتية السابق بوزارة الدفاع الأمريكية مارك غارلاسكو قوله: إن استخدام إسرائيل تلك الأسلحة يفوق أي شيء رأيته في حياتي.
ونقلت عن مسؤولين أمريكيين اعتقادهم أن القنبلة الجوية التي درجت القوات الأمريكية على استخدامها في ضرب معظم الأهداف في المناطق الحضرية في العراق وسورية، لا سيما في الموصل والرقة على التوالي، بلغ وزنها 500 رطل.
ومع أنه من الصعب حصر الخسائر في صفوف المدنيين -طبقا للصحيفة- إلا أن الباحثين يشيرون إلى أن نحو 10 آلاف امرأة وطفل أُبلغ عن مقتلهم في غزة، وهو رقم تقريبي ومتحفظ.
وقالت المديرة المشاركة لمشروع تكاليف الحرب التابع لجامعة براون الأمريكية نيتا كراوفورد، إن أعداد النساء والأطفال الذين قتلوا في غزة منذ بداية الحرب الحالية بدأ يقترب من الـ12400، أي نفس عدد الذين قتلتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها في أفغانستان.
وبحسب الصحيفة، فإن ما يجعل الأمور أكثر صعوبة على الفلسطينيين أن غزة ليست صغيرة من حيث المساحة فحسب، بل إن حدود القطاع مغلقة أيضا من قبل إسرائيل ومصر، مما لا يتيح للمدنيين سوى القليل من الأماكن الآمنة -إن وجدت- للفرار.
وكشفت أن تحليلات صور الأقمار الصناعية تشير إلى أن أكثر من 60 ألف مبنى تضررت أو دمرت في قطاع غزة، بما في ذلك نحو نصف المباني في الشمال.
وأضافت أن النساء والأطفال يشكلون نحو 70% من جميع الوفيات المبلغ عنها في غزة، على الرغم من أن معظم المقاتلين هم من الرجال.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤول عسكري كبير القول: إن نحو 90% من الذخائر التي أسقطتها إسرائيل في غزة خلال الأسبوعين الأولين من الحرب، تعد من القنابل الموجهة عبر الأقمار الصناعية التي تزن 1000 إلى 2000 رطل.