وألقت أزمة النزوح من مناطق الجنوبي والبقاع بظلالها على لقاءات ميقاتي مع عدد من السياسيين اللبنانيين وسفراء الدول الغربية أو أعضاء في حكومته وقيادات دينية وأعضاء المجلس الشرعي وحثهم على تقديم ما يمكن تقديمه للتصدي للأزمة والمعاناة الإنسانية.
وقال ميقاتي: نحن نتكلم على طرابلس والمحيط الذي احتضن جميع النازحين على اختلاف مناطقهم بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، مقراً بأن الأزمة كبيرة والحاجات كثيرة.
وطالب رئيس الحكومة اللبنانية بالتعاون مع حكومته للمساهمة في تخطى هذه الظروف القاسية في أقرب وقت، مشدداً على ضرورة احتضان النازحين بالتنسيق مع الحكومة وهيئة الكوارث والهيئة العليا للإغاثة.
وجاءت تصريحات ميقاتي في الوقت الذي وصلت مراكز الإيواء إلى مرحلة العجز عن استقبال آلاف النازحين الفارين من الحرب في مناطق الجنوب والبقاع وتحولت الشوارع والساحات العامة والشواطئ إلى مركز للإيواء بل إن مئات الأسر افترشت تحت ظل المباني وفي الأزقة.
في غضون ذلك، ناشد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار المجتمع الدولي والعربي لفهم خطورة الموقف في لبنان، مؤكداً أن بلاده لا تستطيع تحمل كل هذه القضايا.
وقال حجار في مؤتمر صحافي في مكتبه في الوزارة، في حضور ممثل اليونيسف ادوارد بيجبيدير والمديرة العامة المساعدة والمديرة الإقليمية للدول العربية في منظمة العمل الدولية ربا جرادات اليوم (الخميس): أناشدهم من أجل التداعي لعمل دؤوب والحوار المبني على الانفتاح والحلول السريعة لإيجاد حلول للنازحين السوريين وأوضاع النازحين اللبنانيين الذين لم نجد لهم حتى الساعة مكانا لإيوائهم.
وأضاف: لبنان يخضع اليوم لعملية تهجير ممنهج تخطى المليون، وأصبحت كل مراكز الإيواء وعددها 850 مكتظة بالسكان، ونحن بحاجة إلى خطة مميزة وإدارة مميزة وإلى مساعدة المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار من جهة ووجود بدائل للإيواء مثل الخيم في ظل عدم وجود أماكن عامة متوافرة من جهة ثانية.
وتطرق وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال إلى النزوح السوري قائلاً: إنها مسؤولية كبيرة، ولبنان استضاف السوريين لمدة 11 سنة وكان المجتمع الدولي يساهم وساهم، واليوم لدينا اكتظاظ للبنانيين وعدم إمكانية إيجاد إيجارات للمنازل، والإخوة السوريون موجودون في الساحات، مضيفا: تشاورت مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وتحدثنا عن حلول، وغدا لدينا اجتماع مع ممثل المفوضية العليا للإغاثة لأن المسألة بحاجة إلى حالة طارئة لأنه يمكن أن نتحول من حالة نزوح جديد إلى حالة وباء جديد، ليس بسبب السوريين، إنما بسبب التواجد في الساحات لأيام من دون استحمام أو تبديل ملابس، وهذا سيتسبب بأمراض سارية ومعدية وممكن أن توصلنا للانتقال من حرب مع إسرائيل إلى وباء يضرب لبنان.
من جهته، قال ممثل اليونيسف ادوارد بيجبيدير إن الوضع كارثي على الأطفال في لبنان، فهم يتعرضون للهجمات المستمرة والتهجير القسري، مشيراً إلى أنهم بحاجة إلى دعم سخي من الجهات المانحة واستجابة للحاجات الإنسانية المتزايدة للفئات الأكثر ضعفا.