وتعتمد آلية المنحة على اختيار مجموعة من الباحثين المتقدمين، ممن تنطبق عليهم معايير القبول في المشروع، بإعلان أسماء الباحثين الفائزين بالمنحة في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية لشركاء المشروع. ويتم من خلالها متابعتهم ودعمهم تحت إشراف لجنة علمية متخصصة تم اعتمادها من الهيئة، وذلك من أجل تقييم وتطوير الأبحاث بالشكل النهائي الذي يساعد على نشرها في المجلات العلمية المحكمة والمحلية، من خلال بناء علاقات وشراكات دولية مع جهات ذات علاقة، وسيتم اختتام المشروع بحفل ختامي تكريماً للباحثين واللجنة العلمية، وأيضاً سيتم نشر الدراسة البحثية في مجلات علمية محكمة أو مجلات فلسفية محلية أو خارجية.
دعم علمي ومادي لإنتاج أبحاث جادة
يرى رئيس جمعية الفلسفة الدكتور عبدالله المطيري، أن المشاريع الكتابية من شأنها أن تقدّم للوسط الثقافي والفلسفي موضوعات فلسفية مهمة، وأن تكشف لنا عن باحثين مهتمين لديهم القدرة على الكتابة الفلسفية وفق شروطها وأدبياتها، كما يرى المطيري، أن الفلسفة اليوم تعيش وهجاً وحضوراً مهماً، من خلال المحاضرات والندوات والمؤتمرات والأبحاث، مشيراً إلى أن الفلسفة في السعودية لم تظهر من الجامعة والأكاديميات، بل جاءت من الاهتمامات الشخصية والمشاريع الجماعية التي تدلّ على الاهتمام الحقيقي بالفلسفة. فيما يشير الأستاذ المساعد بجامعة طيبة المشرف على المركز السعودي للفلسفة والأخلاقيات الدكتور حسن الشريف، إلى أن المشروع يعدّ الأول من نوعه في المملكة، حيث توفر المبادرة فرصة مهمة للباحثين، من خلال الحصول على الدعم العلمي والمادي لإنتاج أبحاث فلسفية جادة.
اكتشاف للباحثين والمهتمين
عضو جمعية الفلسفة سالم الثنيان، رأى أنّ المشروع له أهمية كبرى، إذ يركّز على أبحاث نوعية، وقضايا مهمة، كما يكشف لنا عن التنوع المهم بين الباحثين الذين تختلف اهتماماتهم الفلسفية، ولكنها في النهاية تخدم البحث الفلسفي. ويهدف مشروع المنح الفلسفية إلى رفع كفاءة البحث والكتابة والنشر الفلسفي في المجتمع السعودي، من خلال تقديم منح تستهدف توفير الدعم المادي والعلمي والمؤسساتي لذوي الاهتمام والكفاءة لكتابة ونشر بحوث فلسفية متقدمة، ويركّز هذا المشروع على بعض القضايا والموضوعات الفلسفية، مثل: الأبحاث في القضايا الفلسفية الأساسية مثل مباحث الوجود والمنطق والمعرفة والأخلاق وتاريخ الفكر الفلسفي، والتي تساهم في تنمية التفكير الناقد والمعرفي، والأبحاث في القضايا المعاصرة المتعلقة بالتطورات العلمية والتكنولوجية مثل قضايا الذكاء الاصطناعي والتواصل الاجتماعي والأبحاث الجينية، والأبحاث في القضايا الاجتماعية من منظور فلسفي، وهذا يشمل قضايا العلاقات الإنسانية والعلاقة مع البيئة والحيوانات، وكذلك قضايا التحديات المعاصرة للخبرة الإنسانية مثل قضايا العزلة والوحدة وقضايا الهوية الشخصية.