لا أعلم تحديدًا ماذا نسمي ما يحدث بين النصر والهلال، وعلى وجه الخصوص من الجانب الهلالي، فالعمل في الهلال قائم على أكمل وجه في العشرين أو الخمسة والعشرين عامًا الماضية، ففريق كرة القدم مستمر في حصد الإنجازات؛ ومع ذلك لم يتوقف امتعاض الهلاليين؛ مما يحدث في النصر، وخاصة العنصر المحرك لمدرجهم الكبير والمتمثل في إعلامهم، ولا تفهم سر هذا الامتعاض على مر التاريخ، وما هي التفاصيل التي تجعل الهلاليين لا يرون في الأفق إلا النصر، وهل يعتبر سر قوتهم الذي يستمدونه من تنافسهم مع النصر؟
بينما في الطرف الآخر النصر الذي يغيب سنوات على صعيد الإنجازات، ويحضر سنوات، وفي كثير من الأحيان لا يكون له التأثير والقوة التي تكون للهلال داخل الملعب، ومع كل هذا التفوق في الإنجازات، إلا أن الوضع التنافسي بين الناديين مستمر؛ وبالأخص من الجانب الهلالي، ففي الأيام القريبة الماضية كاد الهلال أن يبرم صفقة القرن بالنسبة له بالتعاقد مع النجم الأسطوري «ليونيل ميسي»، وكانت هذه الصفقة ستشكل لهم الرد المناسب على تعاقد النصر مع «كريستيانو رونالدو»؛ وفشل الصفقة حرك كل المياه الراكدة عند جمهور الهلال بدعم مباشر من إعلامه، وأصبح الأمر بالنسبة لهم خسارة لا يمكن تعويضها لأسباب كثيرة؛ ورغم أن فريقهم يحقق الإنجازات ومستمر في حصدها، إلا أن هذا الأمر لم يكن ليساهم في انتشار الهلال عالميًّا، كما حدث للنصر بعد التعاقد مع النجم البرتغالي الظاهرة «كريستيانو رونالدو»، فالصدى العالمي الذي ناله النصر كان فوق الخيال، والشهرة التي حظي بها النصر بكل مكوناته عالميًّا لم يصل لها أي نادٍ في الشرق الأوسط، كل هذه التفاصيل جعلت الأمر أكثر إزعاجًا بالنسبة لجمهور الهلال، وقد يستمر هذا الوضع إلى أن يحضر القائد الأرجنتيني «ليونيل ميسي» للهلال، وقبل أن يحدث هذا لن يكون هناك أي نادٍ ينافس النصر على هذا الحضور الإعلامي الطاغي، مهما كان حجم الاستقطابات القادمة، بدليل أن جمهور الهلال بارك للاتحاديين على التعاقد مع «كريم بنزيما» دون أن تجد ردة فعل غاضبة منهم تجاه الصفقة، ولو أن «بنزيما» حضر للهلال لن تكون الصفقة مرضية لجمهوره للفوارق الفنية والإعلامية بينهما.
وفي تصوري قد يستفيد الهلال من هذا المشهد على الصعيد الفني، وقد يكون التعويض بالنسبة لهم في الاستمرارية في حصد المزيد من الألقاب؛ وذلك من خلال الاستقطابات القادمة التي ستكون ضمن الإطار الفني عالي الجودة؛ ليصبح الملعب بالنسبة لهم الفيصل في الموسم القادم، وإن لم ينتبه النصراويون لهذه النقطة، واستمر اعتمادهم على وجود «كريستيانو رونالدو» دون النظر لكل التفاصيل الفنية التي تساعد «رونالدو» على الظهور داخل الملعب، فلن يكون موسمهم القادم أفضل من الموسم السابق.
ودمتم بخير