من هي الحاجة زبيدة التي أحزن نبأ وفاتها المصريين ؟

في خبر أحزن المصريين، توفيت أمس (الأربعاء) الحاجة زبيدة عبد العال، التي اشتهرت بلقب «أيقونة محو الأمية» في مصر، عن عمر ناهز 87 عاما بمحافظة المنوفية.

وتأتي وفاتها بعد صراع قصير مع المرض، حيث تعرضت لوعكة صحية مفاجئة استدعت نقلها إلى المستشفى قبل أيام، لترحل عن عالمنا تاركة وراءها إرثًا إنسانيًا وتعليميًا ملهمًا.

الحاجة زبيدة، التي وُلدت في قرية دكما بمحافظة المنوفية شمالي القاهرة، أصبحت رمزًا للإرادة والتحدي عندما حصلت على شهادة محو الأمية في عام 2023، وهي في السابعة والثمانين من عمرها.

قصتها لفتت الأنظار محليًا وعالميًا، حيث اعتبرت نموذجًا حيًا للعزيمة والسعي وراء المعرفة رغم تقدم العمر. وكانت قد أعربت عن رغبتها في مواصلة تعليمها، بل وأوصت بدفن شهادتها معها كدليل على إنجازها الذي افتخرت به.

وشهدت جنازة الحاجة زبيدة حضورًا كبيرًا من أهالي قريتها، الذين شيعوها إلى مثواها الأخير في مقابر العائلة، معبرين عن فخرهم بما قدمته من درس في الصبر والمثابرة.

وقد سبق أن كرمتها مديرية التضامن الاجتماعي بالمنوفية، كما حظيت باهتمام إعلامي واسع، ليس فقط في مصر، بل على المستوى الدولي، حيث احتفت بها النجمة العالمية أنجلينا جولي عبر نشر صورتها على حسابها الرسمي إنستغرام، واصفة إياها بـ«مصدر إلهام للعالم».

وعلقت الحاجة زبيدة في حوار سابق على تكريم جولي قائلة: «مش عارفاها، لكن بشكرها وأدعوها تزور المنوفية وتأكل فطير وعسل وتقعد على المصطبة»، هذه الكلمات البسيطة عكست طيبة قلبها وتواضعها، وهي الصفات التي جعلتها محبوبة بين الناس.

وكانت زبيدة أمًا لثمانية أبناء، حرصت على تعليمهم جميعًا، خصوصا بناتها اللاتي حصلن على شهادات جامعية، رغم ظروفها الصعبة في شبابها، وقد وصفتها إحدى بناتها بأنها «كانت المعلمة الحقيقية لنا جميعًا»، حتى قبل أن تتعلم القراءة والكتابة.

رحلت الحاجة زبيدة تاركة خلفها قصة ستبقى محفورة في ذاكرة المصريين، كمثال حي على أن العمر ليس عائقًا أمام تحقيق الأحلام، وأن التعليم هو نور يمكن أن يضيء حياة الإنسان في أي مرحلة.

وفيما دعت وسائل الإعلام والشخصيات العامة إلى الاحتفاء بإرثها، طالب البعض بتخليد اسمها عبر تسمية مدرسة أو مركز تعليمي باسمها في المنوفية، تقديرًا لمسيرتها الملهمة.