مهنة التمريض من أكثر المهن المطلوبة في دول العالم نظراً للاحتياج المتزايد عليها، في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية على سبيل المثال يستقطبون كوادر التمريض المؤهلة من الدول الآسيوية كالفلبين والهند وغيرهما بإغراءات مالية وامتيازات أخرى للبقاء فيها، وفي المملكة كان وما زال لدينا نقص شديد في هذا الكادر، إذ إنه يقل كثيراً عن الاحتياج الفعلي، ومع توسع القطاع الصحي العام والخاص، وزيادة عدد السكان تصبح الحاجة أكثر، إلا أن كليات التمريض ما زالت قليلة، وعوامل التشجيع على الالتحاق بها والعمل في هذه المهنة غير كافية، بل إن عدداً غير قليل من خريجيها وخصوصاً من الفتيات يعزفن عن المهنة بعد الالتحاق بها بسبب ضغوط العمل وتدني المرتبات والنظرة القاصرة لبعض المنشآت الصحية لأهمية كادر التمريض.
إن أي منشأة صحية، وخصوصاً أقسامها الداخلية، يمثل التمريض عمودها الفقري. الأطباء يعاينون المرضى في مرورهم اليومي ويضعون خطة العلاج ثم ينصرفون، لكن كادر التمريض هو الذي ينفذ التعليمات ويرعى المرضى على مدار الساعة، والحقيقة أن الأطباء الجدد يتعلمون كثيراً من طاقم التمريض المؤهل الذي يملك خبرة جيدة، هذه حقيقة يعرفها كل الأطباء.
إننا بحاجة مع هذه المبادرة الجيدة إلى زيادة عدد كليات التمريض، وبرامج التدريب في التمريض التخصصي، وأيضاً إلى إعطاء كادر التمريض ما يستحقه من تقدير مادي ومعنوي.