وهنّأ الرئيس جو بايدن الجمهوري مكارثي لانتخابه رئيساً لمجلس النواب ودعاه إلى «الحكم بشكل مسؤول ولصالح الأمريكيين». وقال في بيان: «أنا مستعدٌّ للعمل مع الجمهوريين عندما يكون ذلك ممكناً والناخبون أشاروا بشكل واضح إلى أنهم ينتظرون من الجمهوريين أن يكونوا مستعدّين للعمل معي». وأضاف «حان وقت الحكم بشكل مسؤول».
وتمكّن النائب عن كاليفورنيا البالغ 57 عاماً من الحصول على أصوات 14 نائباً من مؤيدي ترمب في جولة الاقتراع الـ12 الجمعة، بعد أن قدّم لهم تنازلات كبيرة، في تطور أمل أنصاره في أن يؤدي إلى إقناع مزيد منهم في تغيير رأيهم.
ويتطلّب انتخاب رئيس لمجلس النواب، ثالث أهم منصب في النظام السياسي الأمريكي بعد الرئيس ونائبه، غالبية 218 صوتاً.
واستغل النواب المؤيّدون لترمب الأكثرية الضئيلة التي حقّقها الحزب الجمهوري في انتخابات منتصف الولاية في نوفمبر، لفرض شروطهم.
وبعد 4 أيام من عمليات الاقتراع المرهقة، تمكن مكارثي من إقناع أكثر من 10 من المحافظين الرافضين له ليصبحوا من مؤيديه، بما في ذلك رئيس تجمع الحرية في المجلس، الذي كان قريباً من الاستيلاء على مطرقة الكونغرس.
ومع استئناف مجلس النواب للجلسة في وقت متأخر من الليلة الماضية، كان مكارثي على أعتاب الفوز في الجولة الـ14، لكن كان ينقصه صوت واحد. فتوجه إلى الجزء الخلفي من الغرفة لمواجهة مات غيتس، وجلس مع لورين بويبرت وغيرها من المعارضين له، وتبادلوا النقاش.
في مرحلة ما، بدأ الجمهوري مايك روجرز من ولاية ألاباما في الاندفاع نحو غيتس قبل أن يسحبه الجمهوري الآخر ريتشارد هدسون بعيداً عنه، ليصرخ أحدهم قائلا: «ابق متحضراً!».
سرعان ما تحرك الجمهوريون لرفع الجلسة، ولكن بعد ذلك اندفع مكارثي إلى الأمام لتغيير تصويته للبقاء في الجلسة حيث هتف الزملاء «مرة أخرى!».
بدأ الجمهوريون القلائل الذين يعارضون انتخابه التصويت أيضاً، ليتراجع عدد الأصوات الذي يحتاجه للاستيلاء أخيراً على المطرقة في ما كان يتجه نحو نهاية دراماتيكية في اليوم الرابع الطويل من المواجهة الشاقة التي أظهرت نقاط القوة والهشاشة في الديمقراطية الأمريكية.
وجاء التحول في الأحداث بعد أن وافق مكارثي على العديد من مطالب المنتقدين، بما في ذلك إعادة العمل بقاعدة مجلس النواب التي طال أمدها والتي من شأنها أن تسمح لأي عضو بالدعوة للتصويت لعزله من منصبه.