الخليج العربي
  • الرئيسية
  • الاخبار
  • اخبار التقنية
  • الرياضة
  • الصحة والجمال
  • لايف ستايل
  • مقالات
  • منوعات
  • فيديو
الرئيسية الاخباراخبار السعودية مفهوم القوة
اخبار السعودية

مفهوم القوة

كتب اسلام جمال 23 فبراير، 2024
كتب اسلام جمال 23 فبراير، 2024

ثمة مناهج ومدارس عديدة في تحديد معنى القوة، وكل مدرسة فلسفية وسياسية تعطي تفسيراً لمعنى القوة ينسجم والمباني الفلسفية التي تعتمد عليها هذه المدرسة أو تلك.

والدول والحكومات السياسية تعددت أيضاً في مقاربة مفهوم القوة، تبعاً لتعدد المدارس والمناهج الفلسفية والسياسية التي ساهمت في صياغة مفهوم القوة.

وبالتالي فإن الدول والحكومات تختلف في آليات تحقيق مفهوم القوة في واقعها ومجتمعها، تبعاً لاختلافها في معنى ومفهوم القوة.

ولو تعمقنا في المدارس الفلسفية التي اقتربت من مفهوم القوة، وعملت على صياغة هذا المفهوم ومعناه في الواقع الخارجي، فإننا نجد أن هناك مدرستين أساسيتين ساهمتا في تحديد معنى القوة، ولكل مدرسة رؤيتها وفلسفتها لمفهوم ومعنى القوة والآليات المناسبة لتحقيق هذا المفهوم في واقع الدول والمجتمعات، ويمكن تكثيف معنى القوة من خلال الأفكار التالية:

1ـ ثمة رؤية فلسفية وسياسية واجتماعية، ترى أن القوة ومعيارها هو امتلاك عناصر القوة المادية، التي تردع الأطراف الأخرى، وتزرع الخوف والهلع لدى الآخرين وتبث الرعب في الأمم والمجتمعات الأخرى. وبالتالي فإن المجتمع الذي يمتلك عناصر العنف المادي العاري، ويمتلك مؤسسة عسكرية مجهزة بأحدث التجهيزات العسكرية ومدربة بأفضل التدريبات الحديثة، فإن هذا المجتمع أو الدولة تصبح دولة قوية ويشار لها بالبنان، وذلك لسبب بسيط وأساسي، لكونها تمتلك مؤسسة عسكرية قادرة على حسم المعارك لصالحها وقادرة على بث الرعب والخوف في نفوس الدول المنافسة.

وبالتالي فإن الرؤية تختزل مفهوم ومعنى القوة في امتلاك ترسانة عسكرية متطورة وجيش عسكري مدرب وقادرة على بث الرعب والخوف في نفوس الآخرين أفراداً وجماعات.

وبالتالي فإن هذه الرؤية وأصحابها والمؤمنين بها، لا ترى أي عنصر من عناصر القوة غير هذه العناصر، وأن الجهد الحقيقي الذي ينبغي أن تبذله الأمم والشعوب والدول هو في امتلاكها هذه العناصر والقبض عليها والتحكم فيها وتدريب أبناء الشعب عليها.

2ـ الرؤية الأخرى تنظر لمفهوم القوة بعين واسعة، وتحدد معايير القوة، انطلاقاً من طبيعة الوقائع والمعطيات التي تحدد وتوفر القوة بالمعنى الواقعي في الحياة العامة للمجتمع.

وبالتالي فإن مفهوم القوة، يتعدى الجانب العسكري المحض وتصل وتضيف من عناصر القوة الثقافة والاقتصاد والمعرفة ومدى انسجام الشعب مع بعضه البعض ومدى انسجام المجتمع والدولة، ومدى تعبير الخيارات السياسية والثقافية والاقتصادية عن شوق المجتمع التاريخي.

وبالتالي ثمة عناصر للقوة ذات طابع معنوي وثقافي، بحيث تشارك هذه العناصر في صنع وقائع جديدة للقوة.. بحيث لو لم تكن هناك معنويات مرتفعة لما تمكن المجتمع من تحقيق هذه العناصر المادية.

وبالتالي فإن هذه الرؤية تمتلك نظرة واسعة لكل عناصر القوة، وتسعى نحو توظيف كل هذه العناصر لبناء مفهوم القوة لدى هذه الدولة أو ذاك المجتمع.

وتقرر هذه الرؤية أن الدول التي تمكنت من القبض على مستقبلها، هي تلك الدولة التي استندت إلى المعنى الشامل والجوهري لمعنى القوة، وسعت عبر آلياتها الكثيرة لامتلاك كل عناصر القوة.

أما الدول التي اختزلت معنى القوة، في المعنى المادي والعسكري المجرد، فهي لم تتمكن من القبض على مستقبلها، ولم تتمكن من مواجهة كل التحديات التي عاشتها وواجهتها.

والمثال الواضح الذي يبلور بشكل صريح هذه الحقيقة، هي تجربة دولة أثينا وتجربة دولة إسبرطة؛ فدولة أثينا اعتنت بالعلم والفلسفة، واعتبرت أن معيار القوة الحقيقي، هو في إشاعة العلم المعرفة وتوسيع دائرة الاشتعال بالفلسفة علماً وإنتاجاً.

أما دولة إسبرطة فقد اعتنت بالمعنى المادي والعسكري للقوة، ووجهت كل شبابها نحو بناء أجسامهم وتعلم فنون القتال والفروسية والتدرب على ركوب الخيل واستخدام السيوف والنبال.

ولكن في المحصلة الأخيرة لم تصمد دولة إسبرطة أمام التحديات التي واجهتها، ولم تتمكن دولة إسبرطة التي اختزلت معنى القوة في امتلاك جيش عسكري ومقاتل ومدرب بشكل جيد من الصمود في وجه التحديات والمشاكل التي واجهت دولة إسبرطة.

أما دولة أثينا بعلمائها وفلاسفتها، فقد تمكنت من الصمود أمام التحديات واستطاعت في المرحلة الأخيرة الانتصار على جميع المشاكل والتحديات.

وبالتالي فإن الدولة والمجتمع القادر على مواجهة تحديات العصر والتغلب على هذه التحديات والمشاكل وترك بصمات ايجابية ونوعية في مسيرة البشرية، هي تلك الدول والمجتمعات، التي تعاملت مع مفهوم القوة؛ بوصفه من المفاهيم الحضارية التي لا يمكن اختزالها بجانب واحد من جوانب الحياة. ولقد تمكنت هذه الدول والمجتمعات من بناء قوتها بما يشمل كل عناصر التأثير في الحياة العامة.

وبالتالي فإن مفهوم القوة الذي تحتاجه مجتمعاتنا العربية والإسلامية، هو ذلك المفهوم الشامل والحضاري، والذي يوظف كل عناصر الحياة في مشروع بناء القوة لهذا المجتمع وتلك الدولة.

وإن اختزال القوة بالمعنى العسكري، هو الذي أدخل المجتمعات العربية والإسلامية في دائرة الخطر؛ لأن المؤسسة العسكرية لا تتمكن لوحدها من الصمود أمام مخاطر عديدة، وإن عدم الالتفات إلى الاقتصاد والثقافة والحياة السياسية الوطنية التي تفتح المشاركة الواسعة لكل أطياف وأطراف المجتمع هو الذي ضيع الكثير من الفرص للعديد من الدول العربية والإسلامية.

فالقوة التي نريدها هي التي لا تختزل في جانب واحد، وإن القوة الحقيقية اليوم هي تلك القوة التي تتكامل فيها عناصر القوة الخشنة مع عناصر القوة الناعمة، وإن المجتمع القادر على معالجة أزماته ومشاكله، هو ذلك المجتمع الذي يبني قوته الفعلية والأساسية، على أساس التكامل بين المادي والروحي، بين السياسي والعسكري، بين الاجتماعي والثقافي، بين الاقتصاد الاقتصادي والاقتصاد المعرفي.

هكذا نفهم معنى القوة، وهكذا نريد لجميع دولنا العربية والإسلامية بناء وصناعة قوتها.

0 تعليق
0
FacebookTwitterPinterestEmail

مقالات ذات صلة

جامعة طيبة تعلن عن توفر وظائف أكاديمية للمواطنين

13 مايو، 2025

احتفال الصبحي بزواج زياد

13 مايو، 2025

العلاقات السعودية الأمريكية.. 9 عقود من الشراكة تعزّز...

13 مايو، 2025

قلبه توقف فجأة.. وفاة بطل كمال أجسام برازيلي...

13 مايو، 2025

أبو حسين عميداً بجامعة نجران

13 مايو، 2025

عريشي لـ«هيئة تقويم التعليم»: نسبة 19 % للرخص...

13 مايو، 2025

«الشورى» يطالب بتوطين الإعلان والحد من تسرّب عوائده...

13 مايو، 2025

انطلاق ملتقى الكُتّاب السعوديين في نسخته الرابعة بالدمام...

13 مايو، 2025

إلغاء لجنة التوعية والتحذير من نشاط «الفوركس» غير...

13 مايو، 2025

أسرتا إسماعيل وكتوعة تستقبلان المواسين في يوسف

13 مايو، 2025

جامعة طيبة تعلن عن توفر وظائف أكاديمية للمواطنين

13 مايو، 2025

احتفال الصبحي بزواج زياد

13 مايو، 2025

العلاقات السعودية الأمريكية.. 9 عقود من الشراكة تعزّز...

13 مايو، 2025

قلبه توقف فجأة.. وفاة بطل كمال أجسام برازيلي...

13 مايو، 2025

أبو حسين عميداً بجامعة نجران

13 مايو، 2025

عريشي لـ«هيئة تقويم التعليم»: نسبة 19 % للرخص...

13 مايو، 2025

«الشورى» يطالب بتوطين الإعلان والحد من تسرّب عوائده...

13 مايو، 2025

انطلاق ملتقى الكُتّاب السعوديين في نسخته الرابعة بالدمام...

13 مايو، 2025

إلغاء لجنة التوعية والتحذير من نشاط «الفوركس» غير...

13 مايو، 2025

أسرتا إسماعيل وكتوعة تستقبلان المواسين في يوسف

13 مايو، 2025

اترك تعليقك الغاء الرد

احفظ اسمي ، بريدي الإلكتروني ، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

اهم المقالات

  • 1

    Worldcoin .. عملة مشفرة يطلقها مطور ChatGPT «ستغير الاقتصاد»

    24 يوليو، 2023
  • 2

    10 صور ترصد إنجازات فينيسيوس في موسم 2023/24

    17 ديسمبر، 2024
  • 3

    «دبي مول» يستقطب 105 ملايين زائر في 2023

    6 مارس، 2024
  • 4

    68 % ارتفاعا في إيرادات الإعلام خلال 2023 و207 6% بالإعلانات التلفزيونية

    9 يناير، 2024
  • 5

    مقارنة بين سعر بيجو 2008 في عام 2023 وسعرها اليوم

    1 أبريل، 2024

اخر المقالات

  • كيف تحمي نفسك عند تلقي رسالة تنبيه بشأن تحويل بنكي؟.. احذر سرقة أموالك

    13 مايو، 2025
  • عاجل: وفاة الفنان شريف ليلة

    13 مايو، 2025
  • حدث فجرا في الأهلي| موعد وصول ريفيرو وقرار بشأن جلسة تصوير زيزو

    13 مايو، 2025
  • هل يتسبب النحاس في أولى أزمات المدرب خوسيه ريفيرو مع الأهلي؟

    13 مايو، 2025

اقسام الموقع

  • اخبار التقنية (9٬305)
  • اخبار الخليج (55٬358)
  • اخبار الرياضة (56٬950)
  • اخبار السعودية (31٬717)
  • اخبار العالم (33٬683)
  • اخبار المغرب العربي (34٬108)
  • اخبار مصر (2٬292)
  • اخر الاخبار (6)
  • اسواق (1)
  • افلام ومسلسلات (1)
  • اقتصاد (5)
  • الاخبار (28٬784)
  • الدين (1)
  • السياحة والسفر (1)
  • السينما والتلفزيون (1)
  • الصحة والجمال (18٬999)
  • العاب (2)
  • العملات الرقمية (4)
  • الفن والفنانين (1)
  • القران الكريم (1)
  • المال والأعمال (5)
  • الموضة والأزياء (2)
  • ترشيحات المحرر (11٬616)
  • تريند اليوم (4)
  • تعليم (1)
  • تكنولوجيا (3)
  • ثقافة وفن (1)
  • ثقافة وفنون (2)
  • غير مصنف (7)
  • فنون (1)
  • لايف ستايل (39٬085)
  • مال واعمال (1)
  • مطبخ جحا (18)
  • مقالات (10)
  • منوعات (4٬102)
  • ميديا (1)
  • نتائج مبارة (1)

من نحن

موقع بازار جحا

موقع الخليج العربي هو موقع متخصص في عرض اخر الاخبار العربية والعالمية باللغة العربية، نعرض لكم جميع الاخبار من جميع المصادر العربية والتي تهتم بأخبار الوطن العربي والشرق الأوسط والعالم بأكمله.

Facebook Twitter Instagram Pinterest Youtube Snapchat
  • قصة عشق

اشهر المقالات

  • 1

    برنامج Content-Aware Scale لتحرير الصور بالذكاء الاصطناعي.. «مش هتبكسل منك»

    23 مارس، 2025
  • 2

    Learn About تطبيق جديد من جوجل.. هيبسط الموضوعات المعقدة

    6 ديسمبر، 2024
  • رحلة عبر الزمان في تاريخ مصر

    26 فبراير، 2024

اختيارات المحرر

  • كيف تحمي نفسك عند تلقي رسالة تنبيه بشأن تحويل بنكي؟.. احذر سرقة أموالك

    13 مايو، 2025
  • عاجل: وفاة الفنان شريف ليلة

    13 مايو، 2025
  • حدث فجرا في الأهلي| موعد وصول ريفيرو وقرار بشأن جلسة تصوير زيزو

    13 مايو، 2025

@2024 - جميع الحقوق محفوظة. تصميم وإدارة: سواح ويب

الخليج العربي
  • الرئيسية
  • الاخبار
  • اخبار التقنية
  • الرياضة
  • الصحة والجمال
  • لايف ستايل
  • مقالات
  • منوعات
  • فيديو

اقرأ ايضاًx

محمد عبدالله المناعي.. أول بحريني يدرس صياغة...

21 أكتوبر، 2024

السفير السعودي لدى اليونان يقلّد بانايوتوبولس وسام...

1 فبراير، 2024

أصابع قدميك تنذرك بمرض مميت

14 مايو، 2023