بعض المغردين الطائشين في الشأن السياسي تقمصوا أدوار متحدث وزارة الخارجية، حتى توهموا أن آراءهم تعبر عن الموقف الرسمي للدولة دون اكتراث للضرر الذي يسببونه للعلاقات بالدول والشعوب الأخرى!
هذا الهوس المدفوع بأضواء الصخب، ولا أقول الشهرة التي تثيرها تغريداتهم، يجب أن يتوقف، فهناك فرق كبير بين أن تعبر عن رأيك الشخصي مهما بلغ طيشه أو تطرفه وأن تتحدث باسم الدولة وكأنك مكلف بالتصريح نيابة عنها، أو التعبير عن مواقف محددة وإيصال رسائل معينة!
قبل أيام سمعت مسؤولاً مهماً يشكو من الضرر الذي يسببه هؤلاء للعلاقات بالدول الأخرى والحرج الذي يتسببون به خاصة في مفاوضات ومباحثات بعض القضايا العالقة وتمس مصالح البلاد في علاقاتها الخارجية!
المشكلة هنا أن بعضهم بات ينتصر لنفسه على حساب مصلحة وطنه، وأصابتهم حالة انفصام لم يعد يميزوا فيها بين آرائهم كأفراد أو ممثلين رسميين، فتقمصوا شخصيات لا يمثلونها، وتبنوا أدواراً ليست لهم، وبات الواحد منهم منفوخاً بوهم يزداد مع الوقت والصخب الذي يميز وسائل التواصل الاجتماعي واختلاط الحابل بالنابل!
والخطورة هنا تكمن في استغلال المدسوسين بأسماء وهمية لاندفاع هؤلاء وزرع ألغام الفتنة في الردود والتعليقات التي تولد أسباب الفرقة والعداوة والكراهية بين الشعوب خاصة شعوب الدول الصديقة، ناهيك عن الالتباس الذي قد يتولد لدى الدوائر الرسمية في الدول الأخرى فيضر بالعلاقات معها!
من المهم أن يدرك الجميع حدود مسؤولياتهم، وأن يتحلوا بالحكمة والموضوعية والواقعية عند تناول الآراء السياسية التي تؤثر في سياسات الدولة ومصالحها وعلاقاتها الخارجية !