وعند منتصف ليل (الثلاثاء/ الأربعاء)، سمع دوي أعيرة نارية في الهواء فوق جبل قاسيون، في وقت أضاءت سماء العاصمة المفرقعات والألعاب النارية.
وعبر كثير من السوريين عن فرحتهم، مؤكدين أنهم لم يتوقعوا حدوث ما جرى يوم الثامن من ديسمبر الماضي، وأعربوا عن تفاؤلهم بقادم الأيام بعدما عادت البسمة والفرحة، وتلاشى الخوف.
وأكد سوريون تحدثوا لـ«عكاظ» أنهم متشبثون بالأمل وعودة الاستقرار، وأنهم سيعملون يدا واحدة لإعادة البناء، معبرين عن تفاؤلهم رغم كل الظروف الصعبة التي تواجه الإدارة الجديدة، وردد المحتفلون أغنية «ارفع راسك فوق، أنت سوري حر».
وشهدت شوارع العاصمة دمشق وساحة الأمويين احتفالات في أجواء ودية، رفعت فيها الأعلام، وطافت السيارات بالشوارع وسط فرحة كبيرة رغم الازدحام المروري.
ورغم هذه الفرحة بالعام الجديد، فإن عائلات كثيرة لاتزال تنتظر معلومات عن ذويهم من المفقودين الذين لم يعثروا عليهم.
من جهته، قال وزير الإعلام السوري محمد العمر إن الإدارة الجديدة للبلاد تعمل من أجل بناء إعلام حر، متعهداً بضمان حرية التعبير.
وأضاف، نعمل على إعادة بناء إعلام سوري حر يتصف بالموضوعية والمهنية، وعلى تعزيز حرية الصحافة والتعبير عن الرأي التي كانت مقيدة بشدة في مناطق النظام السابق. وطمأن العمر مجموعة من الصحفيين عملوا خلال حكم بشار الأسد، ووعد بأنه «سيتم استدعاؤهم ليعودوا إلى مواقعهم».
وتعهد الوزير، الذي عمل في حكومة الإنقاذ في إدلب، بتقليل إجراءات البيروقراطية وتيسير عمل الوفود الصحفية الأجنبية. وتحدث، أمس (الثلاثاء)، مع عشرات الصحفيين السوريين لمناقشة المرحلة الانتقالية. وقال: «ما نعتمد عليه في الفترة القادمة هو الخبرة والكفاءة، نريد إعلاماً يعبر عن الثقافات السورية المتنوعة وطموحاتها وينقل اهتماماتها ويشكل صلة وصل بين الشعب والإدارة الموجودة».
وكان قائد الإدارة السورية الجديد أحمد الشرع التقى وفداً من قوات سورية الديموقراطية «قسد». ووصف مسؤول مطلع المحادثات التي جرت (الثلاثاء) بأنها كانت «إيجابية». والتقى الشرع وفدا يضم مسؤولين دينيين يمثلون الكنائس المسيحية، من أرثوذكس، وكاثوليك، وأرمن أرثوذكس، وسريان أرثوذكس، وبروتستانت.