لا بد للمرسل من مستقبل لتصل الرسالة، وإلا لن يُقدَّر العمل كما يجب.. والفن أياً كان ومهما كان نوعه؛ شعراً وغناءً وتمثيلاً وتصويراً، يحتاج إلى وعي المتلقي لينجح، فكم من أعمال دُفنت ولم تُقدَّر بسبب جهل أو عدم معرفة قيمتها من المتلقي؛ أفراداً أو مجتمعات.
هناك فنانون تجاهلهم الناس في حياتهم وبعد مماتهم قُدِّروا وبيعت لوحاتهم؛ فلماذا؟.. لأن رسالتهم وعملهم كانا سابقين عصرهم، ولم يكن أحد من المتواجدين في حينها لديه الحس الكامل للاستقبال، أو لأن هناك اعتبارات أخرى منعت الاستقبال؛ مثل: الإجحاف والحسد والتعمد بالتجاهل، ولكن الأساس هو التقدير وفهم قيمة العمل الفني، فعندما تريد أن تقيم حجراً كريماً لا تذهب لحداد.
باختصار.. العمل الفني في النهاية لا بد أن يكون مرسلاً ومستقبلاً كي يأخذ حقه.