•• •• ••
حين نستشعر أن في أعناقنا دَيْناً لتصحيح أخطاء من يتصدر المشهد دون نضوج؛ سوف نقضي على المستحوذين على الشهرة بالمخادعة.. وعندما يكتشف الجيل أن ثوب الشهرة أصبح فضفاضاً على من يشتهر بلمح البصر؛ سيتذكر العظماء الحقيقيون، وسيتحول الوضيع لخرافة بائدة.. وإذا لم نناهض متسولي الشهرة المستدرِّين للعواطف في كل مناسبة؛ ستفتقر الأجيال الحالية والقادمة إلى التعرف على فقه طائفة العظماء.
•• •• ••
بين بصير اكتنز في جوفه أشواق معرفة استثنائية، وغوي لغا في كلامه بأشواك وجبات جاهزة؛ غابة من سمات التكوين الفكري.. ومن يمتلك شهرة متكئة على فِطنة مغتسلاً بالضوء المبهر؛ سيظل كالمطر المنهمر، محلقاً فوق الناس كفراشة، ليبقى خالداً في النفوس.. أما أولئك الذين اشتهروا بدغدغة جروح الناس، فهم كالدجاج الذي لا يتقن الإباضة، وستبقى قصائدهم تالفة كالغراب لا يدر حليباً.
•• •• ••
في داخل المستميتين للصعود سريعاً ببضاعة مزجاة، إصابة بداء الصدارة وحب الظهور، كراكب مصعد كهربائي انقطع به التيار في المنتصف.. وإذا كانت «الشهرة» ليست مقياساً للعظمة والرِفعة؛ فلا تُطلق صفة «التبجيل» على من يناقض العقل والإنسانية وإن كان ذائع الصيت.. هؤلاء الخاوون روحاً أرادوا لأنفسهم القداسة، فتصدرهم لن يحميهم من الأخطاء، ولن يوصلهم إلى مصاف ذوي «العظمة» في ثوبها الحقيقي.
•• •• ••
وعند كلام أحمد شوقي «تغطي الشهرة على العيوب، كالشمس غطى نورها على نارها»؛ تأكيد أن من يدنو من العظمة عظيم.. وأولئك الباحثون عن شهرة ساذجة ولو في حِجر ضب قدموا للناس مغالطات خاوية وصراعات هاوية تتناقض مع أُرُومة الشعور الإنساني.. فإذا فاجأت الحياة الراكض إلى الشهرة القابع في قاع يأسك؛ سوف يحلق خارج الزمان والمكان، مثل قهوة يحتسيها شخص بائس.