ويبقى السؤال: هل يظل المستوى اللياقي والرياضي للاعب كما هو بعد إتمام عملية زراعة الكلى؟
يجيب على سؤال «عكاظ» خبير أمراض الكلى نائب رئيس لجنة منظمة الصحة العالمية للتبرع بالأعضاء والأنسجة وزراعتها الدكتور فيصل عبدالرحيم شاهين، فيقول: عادة عندما يتعرض الفرد للفشل الكلوي يكون أمامه خياران؛ إما الغسيل الدموي (الديلزة) أو زراعة الكلى والتي تتم بعد تطابق الأنسجة وفصيلة الدم، والأفضل من حيث النتائج أن يكون المتبرع أحد الأقارب من الدرجة الأولى، وهذا ما تحقق للاعب كرة القدم الكرواتي إيفان كلاسنيتش، إذ تبرعت له والدته في المرة الأولى ولكن لأسباب رفض الجسم للكلية تبرع له والده في المرة الثانية وأجريت له العملية بعد ثلاثة أشهر، وبعدها قضى مدة التعافي إلى أن عاد للملاعب بعد ثمانية أشهر كلاعب أساسي وقاد فريقه بنجاح، بل حقق الفوز بتسجيل الأهداف في عدة مباريات.
وتابع الدكتور شاهين: هناك عدة أمور تتحكم في عودة زارعي الكلية إلى النشاط والملاعب الرياضية؛ أهمها عامل السن، فكلما كان اللاعب صغيراً في السن تكون استجابته للزراعة أسرع، وأيضاً مرحلة التعافي تماماً التي قد تستغرق عدة أشهر إلى عام كامل يكون فيها المريض تحت المتابعة الدورية، ومدى انتظامه في تناول الأدوية المثبطة للكلية المزروعة حتى لا يحدث الرفض، وأيضاً هناك جانب مهم وهو النفسي، فكلما كانت المعنويات مرتفعة وبعيدة عن القلق والتفكير في الزراعة يجتاز الفرد كل هذه التحديات ويصبح قوي الإرادة والعزيمة.
وأضاف: قد يتراجع المجهود الذي يبذله اللاعب بعد زراعة الكلى بنسبة كبيرة تفادياً لحدوث الآلام أو التعرض لأي مشكلات، لذا فقد يحرص بعض اللاعبين ووفق نصائح أطبائهم بعدم اللعب لساعات متواصلة، حتى لا يتعرضوا للإرهاق الشديد وآلام في الكلى فيكتفون باللعب شوطاً واحداً أو فترة زمنية محددة وفقاً لقدرتهم الجسدية.
واختتم الدكتور شاهين حديثه بقوله: الفشل الكلوي يعني أن إحدى الكليتين أو كليهما لم تعد تعمل بشكل جيد من تلقاء نفسها، أحيانا يكون الفشل الكلوي مؤقتاً ويتطور بسرعة (حاد)، وفي أحيان أخرى يكون حالة مزمنة (طويلة الأمد) تزداد سوءاً ببطء، والفشل الكلوي هو أخطر مراحل مرض الكلى، ويمكن أن يؤثر الفشل الكلوي على أي شخص، ومع ذلك فإن أكثر المهددين بالإصابة بالفشل الكلوي المصاب بداء السكري، ومن لديه ارتفاع في ضغط الدم، ومن لديه تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الكلى.