واضطر مشرف بعد فبراير 2008 حل حزبه (الرابطة الإسلامية الباكستانية) ثالثا في الانتخابات البرلمانية، خلف حزب الشعب الباكستاني بقيادة الراحلة بينظير بوتو، والرابطة الإسلامية الباكستانية (جناح نواز شريف)، إلى إعلان استقالته من رئاسة باكستان في أغسطس من العام نفسه.
تبعات استيلاء مشرف على السلطة بدأت في يوليو 2009، إذ قضت المحكمة العليا الباكستانية بانتهاكه الدستور وإعلانه بشكل غير قانوني حالة الطوارئ عام 2007، ومنحته المحكمة 7 أيام للمثول أمامها والدفاع عن نفسه، لكنه رفض الرد على الاتهامات الموجهة إليه وقرر الهروب من باكستان إلى بريطانيا.
وفي أغسطس 2009 تم وضع اسمه على قوائم الترقب والوصول لاعتقاله في حال قرر العودة إلى باكستان، إلا أنه رفض اعتزال الحياة السياسية والبقاء في المنفى، وأطلق في أكتوبر 2010 حزبا سياسيا جديدا أسماه «رابطة مسلمي عموم باكستان».
وفي مارس 2013، عاد مشرف إلى باكستان لقيادة حزبه في الانتخابات وسط تهديدات من حركة طالبان الباكستانية باغتياله إذا عاد إلى إسلام أباد، وأُفرج عنه بكفالة قبل وصوله للبلاد كي لا يُقبض عليه عند عودته. لكن محكمة باكستانية رفضت في أبريل من العام نفسه طلب مشرف تمديد الكفالة، وأمرت باعتقاله في قضية اعتقاله قضاة في عام 2007.
وأفادت وسائل إعلام باكستانية حينذاك بأن مشرف وضع قيد الإقامة الجبرية، وفي 2013 اتهمته محكمة محلية بالضلوع في قتل بينظير بوتو، وفي 2014 اتهمت محكمة خاصة في باكستان مشرف بالخيانة العظمى.
في 2016 بعد معاناته من ضيق في التنفس نقل مشرف إلى مستشفى الشفاء التابع للبحرية الباكستانية للخضوع للاختبار، قبل أن تعلن المتحدثة باسمه أنه يتلقى العلاج من مضاعفات تتعلق بأمراض القلب، ثم رفعت المحكمة العليا الباكستانية حظر السفر عن مشرف للسماح له بمغادرة البلاد بينما كان ينتظر محاكمته بتهمة الخيانة.
وفي 2019 حكم على مشرف بالإعدام غيابيا بعد إدانته من قبل محكمة خاصة بانتهاك الدستور بإعلان حالة الطوارئ بشكل غير قانوني أثناء وجوده في السلطة، لكن محكمة لاهور العليا الباكستانية ألغت حكم إعدامه وسمحت له بالعودة بحرية إلى باكستان.
مشرف مولود في 11 أغسطس 1943، في العاصمة الهندية نيودلهي، وعقب تقسيم الهند البريطانية إلى دولتي الهند وباكستان الحاليتين انتقل مع عائلته إلى باكستان ليقيم في كراتشي.
وفي عام 1949 قضى جزءا من طفولته في تركيا، إذ كان والده يعمل مبعوثا لباكستان في أنقرة، وتلقى تعليمه في الأكاديمية العسكرية الباكستانية، والتي تخرج منها عام 1961، ثم أكاديمية كابول العسكرية التي تخرج فيها عام 1964.
حصل على ميدالية امتياز ساناد لشجاعته في الحرب الهندية الباكستانية عام 1965، وفي عام 1971 تم ترقيته إلى قائد سرية في كتيبة كوماندوز أثناء حرب الجارتين النوويتين. وفي عام 1991 رقي إلى رتبة لواء، تم تولى رئاسة أركان الجيش عام 1998، قبل أن يصبح رئيسا لهيئة الأركان المشتركة في العام التالي.
بيد أن المنحى الأبرز في حياه برويز مشرف جاء في 12 أكتوبر عام 1999 عندما قاد انقلاباً ضد رئيس الوزراء نواز شريف وتولى رئاسة الحكومة. وكان شريف قد أقال مشرف قبل الانقلاب بسبب الحملة الفاشلة للجيش في كارجيل في الشطر الهندي من كشمير. وفي يونيو 2001 نصب مشرف نفسه رئيسا لباكستان، مع الاحتفاظ في الوقت ذاته بمنصبه كقائد للجيش.
وأجرى في أغسطس 2002، 29 تعديلاً على الدستور، ليمنح نفسه سلطة حل البرلمان وإقالة رئيس الوزراء، وقوبل ذلك بمعارضة واسعة، ووصل الأمر إلى محاولة اغتياله في 14 و25 ديسمبر 2003، إلا أن المحاولتين فشلتا.
وفي نوفمبر 2007، أعلن الرئيس السابق حالة الطوارئ، وأوقف العمل بالدستور، وأرجأ انتخابات يناير 2008، وفرض قيوداً على وسائل الإعلام، واعتقلت السلطات الحكومية 1500 شخص شاركوا في الاحتجاجات على فرض حالة الطوارئ.